في الصورة أوباما يبكي جدته التي توفيت أمس إذا صدقت الاستطلاعات فإن باراك أوباما سيتوج اليوم الرئيس 44 للولايات المتحدة الأميركية. "" منذ أسابيع لم يتغير المشهد الانتخابي المؤيد لأوباما، كبار الشخصيات البارزة سياسياً وإعلامياً تقاطرت خلال الأيام العشرة الماضية لإعلان دعمها لأوباما، هذا عدا الاستطلاعات العالمية التي صبّت كلها في إطار اعتباره الأفضل لأميركا والعالم. واليوم يحسم الناخبون الأميركيون خيارهم بين الديمقراطي أوباما وخصمه الجمهوري جون ماكين، وذلك في نهاية ماراثون انتخابي طويل قاربت مدته السنتين، وكان الأكثر تكلفة في تاريخ الانتخابات الأميركية، حيث اقترب من ربع تريليون دولار أميركي. وبكل الأحوال يعدّ هذا اليوم 4 نونبر تاريخياً بكل المقاييس وخاصة لناحية إمكانية انتخاب رجل أسود رئيساً للبلاد من منظور أن هذا الانتخاب سيغير وجه أميركا، وبالتالي سياساتها العالمية، وهو تغيير لا تخفي الدول حول العالم توقها إليه بعد ثماني سنوات عجاف من حكم الرئيس جورج بوش، كما أن الأميركيين أنفسهم يطلبون هذا التغيير بشدة في ظل ما أصاب صورة بلادهم من قباحة بفعل سياسات بوش والجمهوريين عموماً. وبشكل عام فإن أوباما يتقدم بفارق مريح على ماكين يبلغ 11 نقطة بحسب آخر استطلاع للرأي نُشر أمس، بينما لا يملك ماكين من رصيد سوى إصراره على تفاؤله بالفوز غير المدعوم واقعياً، لكن تقدم أوباما حسب المراقبين يبقى محفوفاً بالحذر ولا يدعو إلى الاطمئنان والركون إلى إيجابية النتائج، وهم يرون أن الأميركيين غير مستعدين بعد لرؤية رجل أسود في البيت الأبيض وقد يغيرون رأيهم في اللحظة الأخيرة دون أن يعنيهم الإثبات للآخرين أنهم باتوا مجتمعاً منفتحاً يتقبل تغييراً هائلاً بحجم انتخاب زنجي رئيساً. إلى ذلك نعى باراك أوباما أمس الاثنين جدته مادلين دانهام (86 سنة) التي توفيت قبل ساعات من انطلاق الانتخابات الرئاسية وكانت مادلين دانهام تعاني من مرض السرطان. وقال أوباما وأخته مايا سوتورو في بيان "إننا نعلن بكثير من الحزن ان جدتنا مادلين دانهام توفيت بسلام بعد صراع مع مرض السرطان". وكان أوباما علق حملته الانتخابية لمدة يوم ونصف الشهر الماضي لزيارة جدته في هاواي خوفا من ان تفارق الحياة قبل الانتخابات. وأضاف أوباما وأخته في بيانهما انهما "يشكران كل من أرسل باقات زهور وبطاقات وكل من صلى من اجلها خلال هذه الفترة الصعبة". وفي نفس البيان، طلبا من كل من يريد إرسال زهور التبرع بقيمتها لصالح احد مراكز الابحاث المعنية بمرض السرطان.