نوهت القيادات الدينية في مملكة تايلاند وفي دول جنوب الشرق الآسيوي بزيارة وفد رابطة العالم الإسلامي، برئاسة أمينها العام رئيس هيئة علماء المسلمين الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، إلى تايلاند، وباللقاءات التي تمت مع القيادات الدينية التايلاندية على تنوعها. وأشارت القيادات الدينية في مملكة تايلاند ودول جنوب الشرق الآسيوي إلى أن "الزيارة أكدت على الصورة المستحقة للإسلام، مجسدةً معاني الرّقِي الحضاري في الوعي الإسلامي، ولاسيما تفهّمه للتنوع الإنساني، واحترام حقّه في الوجود، باعتبار ذلك سُنّة كونية، وما يقتضيه هذا التفهم من ضرورة التعاون بين الجميع لتحقيق صالحهم المشترك". ومنحت جامعة فطاني التايلاندية الدكتور محمد العيسى درجة الدكتوراه الفخرية، بحضور قيادات حكومية ومجتمعية وأكاديمية، وعدد من الباحثين والطلاب والمدعوين؛ وذلك تقديراً للمهام الإسلامية التي كان لها الأثر الواضح في خدمة العمل الإسلامي، وإيضاح حقيقة تعاليمه، وبالأخص في هذه المنطقة الأكثر تنوعاً دينياً وإثنياً. وتأتي هذه الزيارة في سياق مهام رابطة العالم الإسلامي في خدمة الإسلام، والإسهام في تعزيز جهود السلام حول العالم. وفي سياقٍ متصل، نوهت القيادات الدينية ذاتها بالقيم والرسائل التي تضمنتها المحاضرةَ التي ألقاها الشيخ العيسى في "جامعة الملك" بعنوان: "تحالف الحضارات"، وما لقيته من تفاعل في الأوساط المحلية، وفي مقدمته إشادة رئيسي الوزراء والبرلمان. وأعلنت "جامعة الملك" التي تعد أعرق الجامعات التايلاندية وأشهرها أنها ستعمل على نشر مضامين المحاضرة التي وصفتها بأنها "بالغة الأهمية"، إذ "أوضحت مسار الأفق الإسلامي الحضاري تجاه الحضارات الأخرى، وعالجت موضوعات في غاية الحساسية ظلت عالقة في أذهان الكثيرين". وشملت هذه الزيارة مجلس رؤساء المجالس الإسلامية، حيث التقى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي برئيس المجلس وأعضائه من أصحاب الفضيلة المفتين والعلماء. وجرى خلال اللقاء تناول الأحاديث الودية ومناقشة عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، مع التنويه بمستوى الوئام الوطني المتميز في مملكة تايلاند، وتقدير إسهام المُكَوِّن الإسلامي في تعزيزه بوعيه الديني والوطني الكبير. كما التقى الدكتور العيسى برأس القيادة البوذية في تايلاند، الذي أعرب عن تقديره لهذه الزيارة. عقِب ذلك ألقى العيسى محاضرةً في مجلس المركز الإسلامي بعنوان: "التسامح الديني وبناء الجسور"، شهدت حضوراً رسمياً وشعبياً كبيراً، يتقدمه مسؤولو وزارة الخارجية التايلاندية. وأعربت قيادة المجلس عن تثمين مضامين المحاضرة وأهميتها للجميع، واعتمدت جمعها ونشرها. ثم زار العيسى مسجد تونْ سونْ فِي، وهو أقدم مسجد في مملكة تايلاند، تأسس عام 1610م، حيث التقى بأصحاب الفضيلة المشايخ والأئمة.