حذر مسؤولون في حلف شمال الأطلسي من تنامي التهديدات الإرهابية التي تواجه منطقة الساحل والصحراء، معتبرين أن "التهديد الأساسي هو عدم الاستقرار الذي تعرفه المنطقة بسبب عدم التنبؤ بما سيقع في المستقبل"، ومنوهين بدور المغرب في عمليات الحلف، غير أنه "لا يمكنه أن يصبح عضوا في الحلف بسبب المعاهدة التي تأسس على إثرها". وقالت أوانا لونغيسكو، الناطقة الرسمية باسم الحلف، المعروف اختصارا ب"الناتو"، إن النزاع في الصحراء هو ثنائي بين دولتين، وبالتالي لا دخل للحلف به باعتباره شأنا داخليا، "لأننا لا نتدخل في الأمور الداخلية للدول"، وذلك جوابا منها على أسئلة للصحفيين حول رؤية الحلف لنزاع الصحراء الذي عمر طويلا. ونفت المسؤولة في الحلف الأطلسي، في لقاء مع مجموعة من الصحفيين المغاربة في مقر الحلف بمدينة بروكسل البلجيكية، اليوم الاثنين، أي نية لشمال الأطلسي للتدخل في منطقة الساحل والصحراء بعد تنامي التهديدات الإرهابية، مضيفة "إنْ كنا ندين الإرهاب، إلا أننا لن نتدخل في المنطقة، لأنه ليست هناك طلبات من قبل الدول المعنية"، مشددة على "أن هناك حوار دائم مع هذه الدول بشأن ما يتهددها من مخاطر إرهابية ندركها بشكل جيد". وبعدما حيت أوانا لونغيسكو المغرب على تعاونه مع الحلف في العديد من عملياته، وخصوصا في البوسنة والهرسك وكوسوفو، بالإضافة لمساهمته السياسية في عمليات حفظ الأمن وحماية المواطنين في ليبيا، أوضحت نفس المتحدثة أن "التعاون بين المغرب والحلف جيد وعملي، ويتخذ مبادرات باعتباره شريكا استراتيجيا"، مشددة على أن "المغرب يطلع بدور هام في عمليات الناتو". وشدد مسؤولون بالحلف، خلال لقاءاتهم مع الصحفيين المغاربة، على ضرورة مواجهة ما يواجه منطقة الساحل من تهديدات، داعين إلى مقاربة تشاركية للتصدي لهذه المخاطر، "لأن الحلف مستعد لمساعدة دول المنطقة، لأن هناك حاجة ماسة اليوم لمحاربة الإرهاب". "حلف شمال الأطلسي مستعد لتقديم الدعم لشركائه، بما فيهم المغرب، لمحاربة الإرهاب وانتشار الأسلحة"، يقول مسؤول داخل الحلف، تحفظ على ذكر اسمه، والذي أضاف "إننا نتتبع عن كثب ما يقع في المنطقة، لكن في مسألة حماية الحدود الذي يكتسي أهمية كبرى ليس هناك تعاون قوي في هذا المجال". وفي هذا السياق كشف ذات المسؤول أن "الأزمة المالية اضطرت الحلف لتقليص ميزانياته"، مبرزا أنه "لم يعد بحاجة لتطوير الانتشار الواسع لقواته، وإذا كان هناك حاجة للتدخل فإننا سنكون محتاجون لعمليات تستهدف تحقيق نتائج دقيقة"، موضحا أن الحلف حاول فرض 2 في المائة من ميزانيات الدول الأعضاء لتمويل بعض العمليات، لكننا لم نستطع"، يورد ذات المسؤول