استضافت العاصمة النيجيرية أبوجا القمة الإفريقية الأولى للمشرعين، والتي ضمت ممثلين عن برلمانات 36 دولة إفريقية، إضافة إلى بعض المنظمات البرلمانية الإفريقية.. وافتتح الرئيس النيجيري "Goodluck Jonathan" أشغال المؤتمر بخطاب رسمي، إلى جانب رئيسي مجلسي النواب والشيوخ النيجيريين. ومثل نواب مغاربة المملكة في أشغال المؤتمر الإفريقي الأول للمشرعين، مشاركين في أشغال المنتدى، ومساهم في صياغة البيان العام والختامي للمؤتمر.. من بينهم خديجة الزومي وعبد اللطيف برحو.. وقد تميزت أشغال المؤتمر خلال أيامه الثلاثة بتنوع مجالات النقاش وتقديم التجارب والخبرات فيما يخص التعاون بين البرلمانات الإفريقية، وسبل تعزيز الأداء التشريعي لهذه المؤسسات، إلى جانب مناقشة العلاقات بين السلط التشريعية والتنفيذية في ظل الأوضاع التي تتميز بها الدول الإفريقية. كما تميزت أشغال المؤتمر المذكور بالخطاب الذي ألقاه نائب الرئيس النيجيري السابق "Haj Atiku Aboubakar" والذي نوه في تعقيبه بالتجربة الديمقراطية المغربية، وهي التجربة التي أبرز الوفد المغربي عددا من جوانبها في مداخلاتهم خلال أشغال المؤتمر.. وقد وافق أعضاء المؤتمر على التوصيات التي ساهم المغاربة في صياغتها، وقدموا مجموعة من التعديلات التي تمت المصادقة عليها بالإجماع من قبل ممثلي البرلمانات الحاضرة. وفي هذا السياق أكد المشاركون على ضرورة انعقاد هذا المؤتمر بشكل دوري في دوراته اللاحقة، وعلى اعتماد اللغات الرئيسية بإفريقيا ومنها اللغة العربية، عوض الاقتصار على اللغتين الإنجليزية والفرنسية وحدهما.. وتتضمن التوصيات المصادق عليها من قبل المؤتمر إحداث مؤسسة دائمة تسمى "منتدى المشرِّعين بإفريقيا" سيتم اعتمادها رسميا بعض موافقة البرلمانات الإفريقية المشاركة عليها بشكل رسمي. و قال عبد اللطيف بروحو أنه أكد أثناء صياغة بيان المؤتمر المشار إليه، على أن يضم فقط البرلمانات الوطنية المنتخبة بطريقة ديمقراطية وفق المعايير الدولية، تفاديا لما وصفه بانسلال خصوم الوحدة الترابية للمغرب وحضورهم داخل المؤتمر في دوراته اللاحقة، "خاصة وأن الوفد المغربي كان حريصا على عدم المساس بالوحدة الترابية للمغرب" وفق تعبير بروحو، مضيفا أن الوفد المغربي حرص على اعتماد الخريطة الرسمية الكاملة للمملكة المغربية في أوراق المؤتمر عوض الخريطة التي يعتمدها الاتحاد الإفريقي، وهو ما تم تسجيله رسميا خلال الجلسة العامة وخلال الاجتماع مع رؤساء الوفود البرلمانية الحاضرة. كما تم الاتفاق، يتابع بروحو، على اختيار البرلمان المغربي عضوا مؤسسا بهذا المؤتمر إلى جانب برلمانات الدول الأخرى الحاضرة، بما يترتب عن ذلك من حقوق قانونية على مستوى تنظيم الدورات اللاحقة لهذا المؤتمر وعلى مستوى حقوق العضوية فيه مستقبلا، تفاديا لولوج أية كيانات وهمية للعضوية في المؤتمر.. وأشار البرلماني نفسه أن الوفد المغربي عقد على هامش المؤتمر مجموعة من اللقاءات مع رؤساء برلمانات دول إفريقية على رأسها رئيس برلمان مالي ورئيس مجلس الشيوخ السوداني ورئيس برلمان الكونغو.. واختتمت أشغال المؤتمر بالمصادقة بالإجماع على التوصيات الواردة في البيان الختامي والمصادقة على التعديلات التي قدمها الوفد البرلماني المغربي.