نقاط التلاقي بين الهندسة والكتابة تبقى موجودة ولا تعارض بين المجالين فكلاهما يبحث عن الجمال وخدمة النفس البشرية من هذا المنطلق حملت حقائبي وقصدت مدينة طنجة. صور كثيرة تطفو فوق سطح ذاكرتي وأنا أدلف إلى داخل القطار المتجه إلى المدينة وجدتني أتذكر الرحالة المغربي الشهير ابن بطوطة الذي بدأ رحلته من طنجة قبل ما يزيد على ستة قرون والذي شملت رحلته بقاع عدة من العالم ودون كل ذلك في كتاب شهير أسماه تحفة النظار في غرائب الامصار وعجائب الاسفار . طنجة الجميلة التي تغتسل كل صباح بماء البحر الأبيض المتوسط بدت باسمة وهي تستقبل كاتبا موريتانيا يحلم بأن يصير مهندسا دون أن يتنكر للكتابة يقوده حب المهنة وشغف العطاء وليس على طريقة الروائي المصري علاء الاسواني الذي درس الطب ليعيش ويستمتع بالكتابة التي تضيق معها سبل العيش قي بلداننا العربية قروائي العرب الكبير نجيب محقوظ عمل طيلة حياته حتى تقاعده موظقا حكوميا بسيطا. في حضرة الدكتور المغربي عادل العلوي مسؤول ماستر الهندسة المدنية بكلية العلوم والتقنيات بجامعة عبد المالك السعدي كان على الطالب أن يخلع جلباب الكاتب ليبتهل في محراب الهندسة وهو أمام قامة علمية مرموقة في الجامعة قدمت ملفي للدكتور العلوي قبل أن أدخل قي حوار مع قامة علمية راقية أخرى تعرف بالدكتور محمد زاهر . لي عودة لطنجة وللكتابة لقاء بحول الله مع الهندسة والجمال في الجزء الثاني من هذه المقالة وذلك بعد إنقضاء ذكرى المسيرة الخضراء والتي يحتفل بها المغاربة في كل عام في مثل هذه الأيام وهي ذكرى تحمل في طياتها إرادة مملكة في البناء و طموح شعب إلى التقدم والعطاء . فهل سيرتدي الكاتب قبعة المهندس ؟ [email protected]