شهدت دار الأوبرا القطرية بالحي الثقافي بكتارا أمس افتتاح الجلسات العلمية للمؤتمر الدولي "لأدب الرحالة العرب والمسلمين" والذي يقام برعاية الشيخة موزة بنت ناصر المسند . وبحسب صحيفة "الوطن" القطرية عقدت ثلاث جلسات على مدار اليوم تحدث خلالها المستشرق المعروف والباحث في علم ابن بطوطة بالصين فريد لي قوانغ بين والذي نقل إلى اللغة الصينية رحلة ابن بطوطة ، وخلال كلمته شدد على ضرورة تمجيد الأهمية الكبرى لابن بطوطة ورحلته من كافة الجهات الاجتماعية والثقافية والتاريخية والواقعية، قائلاً أنه كلما تعمقنا في الدراسة والبحوث عنه برزت عظمته وقيمته . وحول كتاب "تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار" المسماة برحلة ابن بطوطة قال الباحث الصيني أنه كنز في أدب الرحلات العربية يحتل مكانة بارزة في غابة الأدب العالمي . أما الدكتورة كلوديا تريسو والتي ترجمت كتاب ابن بطوطة إلى الإيطالية فقد أعربت عن سعادتها عقب صدور الكتاب مترجم إلى الإيطالية عام 2006 في واحدة من أهم السلاسل أهمية لدار نشر ايناودي ، ثم نزول خبر صدوره في الجرائد الإيطالية وهي تهدي إلى العالم العربي صفحات كاملة له في الجزء المخصص للثقافة . وحملت ورقة الدكتور عبد الهادي التازي وهو من كبار المتخصصين في سيرة ونتاجات ابن بطوطة في عالم الرحلة عنوان "رحلتي مع شمس الدين الطنجي في نصف قرن"، وقد بحث التازي عن أهم عنوان فيها وهو المصداقية العلمية، مؤكداً أن كتاب ابن بطوطة يمكن أن يستفاد منه في علم التاريخ نظراً لما ينطوي عليه من مصداقية عالية . كذلك ضم اللقاء كلمة الدكتور محمد علي موحد من إيران والذي نقل قبل أربعين سنة كتاب ابن بطوطة إلى الفارسية، وقال في ذلك "إن علاقتي بابن بطوطة منحتني أنساً ومتعة كبيرة فهذا الراوي يسرد حكايات مشوقة بسبب ترحاله في بلدان عديدة. رجل قام لوحده قبل سبعمائة سنة برحلات إلى أقصى نقاط المشرق وإلى أعماق إفريقيا والتي بقيت مجهولة حتى بعد مئات الأعوام للكثير من أبناء البشرية " . وتحت عنوان "بلاغة المحمو في رحلة ابن بطوطة " قدم الدكتور عبد النبي ذاكر ورقته ، كذلك قدم الباحث العماني محمد الشحري ورقة بعنوان " ظفار في تحفة النظار" والذي قال خلالها إن التشابه الذي لاحظه ابن بطوطة بين أهل ظفار وأهل المغرب يحيلنا إلى أن ابن بطوطة عالم انثروبولوجي . ومن جانبه حلل الدكتور الطائع الحداوي في ورقته " الخبر والخطاب في رحلة ابن بطوطة " رحلة ابن بطوطة باعتبارها نوعاً من الحكي الخطابي، وفي ورقة حملت عنوان "من ظفار إلى البصرة: الخليج العربي في مطلع القرن الثامن الهجري من خلال رحلة ابن بطوطة" قال الدكتور نواف عبد العزيز الجحمة: إن أهم ما يميز ابن بطوطة في نظرته لبعض المدن والمواقع الجغرافية الخليجية أنه لم يقف عند العمران وإنما حاول أن يرصد من خلالها طبيعة النسيج الاجتماعي السائد فيها ، إلى جانب الكشف عن نظامها الفكري والاقتصادي وأنماط سلوكها وعاداتها وما تتميز به من خصائص حضارية. وتحت عنوان "نظرة ألمانية إلى شمس الدين الطنجي" جاء مبحث الدكتور فؤاد آل عواد والذي لفت فيه إلى أنه بالرغم من أن الباحثين الأوروبيين يقدرون كتاب الرحلات باعتباره وثيقة تاريخية مهمة إلا أن كتاب رحلات ابن بطوطة لم يكتسب شعبية في الغرب إلا مؤخراً نسبيا . ً أما الباحث سليمان القرشي فقدم جرداً لما كتب حول رحلة ابن بطوطة من كتب وأبحاث ودراسات كتبت أصلاً باللغة العربية أو عربت عن لغات أخرى، وقدم تيم ماكنتوش الباحث الذي تقفى رحلة ابن بطوطة عبر مجموعة من الكتابات والأفلام الوثائقية عرضاً شيقا لصور على طريق الرحلة اثبت فيه في عدة مواضع صحة ما كان يذكره ابن بطوطة.