انطلقت، مساء أمساء الاثنين ، بالعاصمة القطرية الدوحة الدورة السابعة للمؤتمر الدولي حول أدب الرحالة العرب والمسلمين، الذي يعرف مشاركة مغربية وازنة. ويشارك في هذا المؤتمر الذي ينظم لأول مرة في بلد خليجي ويستمر أربعة أيام، ثلة من المفكرين المغاربة، من بينهم الأستاذ عبد الهادي التازي عضو أكاديمية المملكة المغربية وعضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة، والشاعر والأديب محمد الأشعري وزير الثقافة الأسبق. وسيكرس هذا اللقاء العلمي المنظم حول موضوع " العرب بين البحر والصحراء" طيلة اليوم الثلاثاء للرحالة المغربي ابن بطوطة من خلال مداخلة للمفكر عبد الهادي التازي، يبرز فيها مصداقية معلومات رحلة ابن بطوطة والاعتراف الدولي بقيمتها العلمية والأدبية والحضارية ودورها في إبراز التعايش بين الثقافات والديانات في العصر الوسيط. وأشاد السيد الأشعري في افتتاح المؤتمر بجهود المركز العربي للأدب الجغرافي ارتياد الآفاق، الذي ينظم هذه التظاهرة الثقافية بتعاون مع دار الأوبرا في الحي الثقافي (كتارا) ، قال الأستاذ محمد الأشعري. وقال متحدثا عن الرحالة ابن بطوطة "لقد سافر بنا إلى آفاق بعيدة وأثرى خزانتنا العربية بنصوص هي الآن تعد من أمهات المؤلفات في الأدب العالمي". وأضاف السيد الأشعري الذي سيرأس إحدى دورات هذا اللقاء، "إننا نطمح إلى استعادة قدرتنا على مد الجسور بين الثقافات ،لأن الأمة التي شهدت ولادة ابن بطوطة لا يمكنها أن تظل على هامش التراث الإنساني"، مشيرا إلى أن أدب الرحلة يمكن من التقارب والتفاهم المتبادل، كما اعتبر أن " جزءاً كبيراً من توتراتنا سواء مع ذاتنا أو مع الآخر يرجع أصلاً إلى جهلنا بأنفسنا وإلى جهلنا بالآخرين". ومن جهته، نوه وزير الثقافة الإيراني الأسبق سيد عطاء الله مهاجراني بهذه المبادرة الثقافية التي تأتي "في الوقت الذي أضحى ضجيج الأحذية وأصوات التعصب يغطي أصوات المتمدرسين"، معربا عن أمله في رؤية الفضاء الثقافي ب(كتارا) الدوحة وقد " أصبح مثله مثل (الجنادرية) بالسعودية و(أصيلة) بالمغرب". وبالإضافة إلى الموضوع المحوري المتعلق بابن بطوطة، سينكب الجامعيون والدارسون، الذين يفوق عددهم المائة ، على دراسة النصوص التي تطرقت للرحلات العربية إلى أوروبا والغرب، وكذا على المؤلفات حول الرحلات المعاصرة. وحسب المنظمين، فإن الدورة السابعة لهذا المؤتمر، التي ستعرف توزيع جائزة ابن بطوطة ل13 من الفائزين، تتميز بإدراج كتابات تركية وإيرانية فضلا عن مشاركة باحثين من الصين وإسبانيا وإنجلترا. للإشارة، فإن الدورات السابقة لهذا المؤتمر قد انعقدت كلها بدول شمال إفريقيا دورتان منها تمت بالمغرب. وقد أنهى اليوم الافتتاحي للمؤتمر أشغاله بعرض فيلم قصير لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، والذي تقفى آثار ابن بطوطة في مدينته الأصلية، حيث سبح المتفرج في الفضاء الغرائبي لمدينة طنجة.