تحتضن الدوحة لأول مرة أواخر العام الحالي مؤتمرا دوليا عن الرحالة العربي الشهير ابن بطوطة يلقي الضوء على جذور علاقات العرب والجزيرة العربية بكل من أفريقيا وآسيا وأوروبا من خلال نصوص أدب السفر ويوميات الرحالة والحجاج والتجار والمغامرين. ويعقد مؤتمر "الرحالة العرب والمسلمين.. اكتشاف الذات والآخر" بالتعاون بين الحي الثقافي في الدوحة والمركز العربي للأدب الجغرافي في لندن، في السادس من ديسمبر/كانون الأول القادم ولمدة أربعة أيام بالعاصمة القطرية. وقال المشرف على المركز الشاعر السوري نوري الجراح إن المؤتمر سيكون "فريدا من نوعه وسيشارك فيه نخبة من ألمع الأكاديميين والباحثين والأدباء العرب والأجانب" من نحو ثلاثين دولة. ومن بين هذه الدول المغرب والجزائر وتونس ومصر وقطر وسوريا وفلسطين ولبنان واليمن والسعودية والإمارات والسودان والبحرين وموريتانيا والصين والهند وإيران وتركيا وماليزيا وإندونيسيا وإيطاليا وإسبانيا وفرنسا وبريطانيا واليابان وألمانيا وجنوب أفريقيا وكينيا. وأضاف الجراح أن المؤتمر الذي سترافقه معارض للصور والخرائط وكتب الرحلة سيغطي عطاء وآثار الرحالة "من خلال التاريخين البحري والبري للعرب عبر نشاط يعود إلى ألفي سنة". ريادة العرب وقال الجراح إن المؤتمر سيسلط الضوء على مضيق هرمز والشواطئ العربية والرحلات والغزوات البرتغالية والهولندية والبريطانية والوجود العثماني من خلال نصوص السفر، إضافة إلى دور العرب بتاريخ العلوم البحرية "وفي ريادتهم" لتأسيس علم الجغرافيا وأدب الرحلة. وأضاف أن المؤتمر "سيشهد للمرة الأولى لقاء يضم عددا من مترجمي رحلة ابن بطوطة إلى لغات أوروبية وآسيوية مختلفة سيقدمون شهادات حول تجاربهم في نقل الرحلة إلى لغاتهم"، إذ ترجمت أعمال ابن بطوطة إلى نحو خمسين لغة. وقال إن "هذا الحدث العلمي الكبير الذي تستضيفه الدوحة" سيكون بداية لتعاون أوسع بين كل من الحي الثقافي في الدوحة والمركز العربي للأدب الجغرافي في لندن "بما يسهم في الكشف عن الوجه المشرق للحضارة العربية والإسلامية". وينظم المركز سنويا ندوة عن أدب الرحلة في بلد عربي أو أجنبي. واستضافت الندوة في السنوات الماضية عواصم منها الرباط والخرطوم والجزائر.*