نهايةُ الزعماء السياسيين لا تكتبُ بالضرورة لحظةَ وفاتهم، سيما حين ينتهون خارج بلدانهم، فعلى غرارِ مناداة ناشطين مغاربة بنقل رفات أسد الريف، عبد الكريم الخطابي، من مقبرة الشهداء بالقاهرة إلى المغرب، تأتِي قصة موبُوتُو سيسي سيكُو رئيس دولة الزايير سابقا (جمورية الكونغو الديمقراطية حاليا). فَمنْ بينِ الوُعودِ الَّتِي سبقَ أنْ قطعهَا الرئِيسُ الكونغُولِي الحالِي، جوزِيف كابِيلَا، على نفسه، يأتِي ترحيلُ رفاتِ رئيس البلاد الراحل، مُوبُوتُو، المدفون بالمقبرة المسحيَّة فِي العاصمة الرباط، حيثُ يرقدُ إلى جانب لحودِ المعمرِين الفرنسيين بالمغرب، وجنود فرنسيِّين خاضُوا الحربينِ العالميتين، الأولى والثانية. وتأتِي المساعِي الكونغُوليَّة لاسترجَاع رفات زعيمهم، موبُوتُو سيسي سيكُو، كيْ يعادَ دفنه في مسقط رأسه، بعد أزيدِ من 16 عامًا من رحيله، بعد معاناةٍ مع مرضِ السرطان، الذِي لمْ يمهله فِي منفاه بالمغرب، وذهبَ بحياته فِي سبتمبر من عامِ 1997. موقعِ "إر إفْ إِي" الفرنسيِّ، نقلَ عنْ مواطنٍ كونغولِي، يسمَّى لينُو، يقيمُ بالعاصمة المغربية منذ 2007، بعد رحلة دامتْ عامين، قولهُ إنَّ الضرِيحَ الذِي دُفِن فيه رئيس البلاد السابق، لا يبدُو لائقًا بزعيمٍ من طِينةِ، موبُوتُو، بحيث إنهُ ضريحٌ متواضعُ لا يشبهُ البتة، رئيسنا، موبُوتُو الذي حكمنا لاثنين وثلاثين عامًا. المهاجرُ الكونغُولِي، الذِي ساءهُ أنْ يرقدَ رفات رئيس بلاده في قبرٍ متواضعٍ بالرباط، يستطرد "لقدْ كانَتْ لرئيسنا الراحل شخصيَّة كاريزميَّة بما لا يذرُ مجالًا للشك، لكننا، وإنْ كنَّا قدْ عاتبناهُ على التدبير المالِي للبلاد، فإننا نقِرُّ بأنهُ أحسن تسيير الكونغُو، وبالتالِي لا يمكنُ أنْ نَقْبلَ بأنْ يكونَ فِي ضريحٍ كذاكَ الذِي يرقدُ فِيه منذُ 16 عامًا بالرباط. إلى ذلك، كانتْ جملة أحداث عرفتها الكونغو خلال العشرية الأخيرة من القرن الماضي، قدْ عجلتْ بتنحية موبُوتُو، بعدما اجتاحتْ الفوضى البلاد، وتوالتْ الانتقادات الدولية، وَاشتعال الحرب مع رواندا في يونيو 1997. عقب تنحيته، فرَّ موبوتو إلى الطُّوغو، قبلَ أنْ ييممَ إثرها شطرَ منفاه بالمغرب، الذي توفي فيه، ودفن بالعاصمة الرباط، فِي المقبرة المسيحية، فيما أوصَى المجلس التشريعي بِجمهورية الكونغُو عامَ 2007، باستعادة رفوت موبُوتُو، لدفنه ثانية في بلاده. "المهاجرُون الكونغُوليُّون هم الذِين يموتُون غالبًا في المغرب، ويدفنون به، بخلاف من يتوفرون على الإمكانيات لنقل الجثامين إلى الكونغُو، كونغوليُّون كثر يدفنون في المغرب، أنَا أيضًا حين سأموتُ، قدْ يأتَى بِي إلى ضريحٍ هنا بالمقبرة المسحية، بجوار مُوبُوتو"، يقول المهاجر الكونغولِي.