بالتزامن مع مضي عقدين من الزمن على دفن رفاته بالمغرب، تتجدد الدعوات لإعادة رفات الرئيس الكونغولي الشهير، موبوتو سيسي سيكو، إلى موطنه الأصلي، وهي الدعوات التي تعود لسنة 2007، حينما طالب المجلس التشريعي في جمهورية الكونغو الديمقراطية بدفن الأخير في إحدى الأضرحة داخل بلاده. سيسي سيكو، الزعيم الإفريقي الذي وقف في وجه الغرب، لكنه أسس نظاما دكتاتوريا يعتمد على تصور الحزب الوحيد، سيتم دفنه بالمقبرة المسيحية وسط العاصمة الرباط سنة 1997، بعد معاناة طويلة مع مرض السرطان. "بالنسبة للسلطات الكونغولية فإن رفات الرئيس موبوتو لا يجب أن يظل في المغرب، بل عليه أن يعود لأرض الوطن"، يقول الناطق الرسمي باسم حكومة كينشاسا، لامبرت ميندي، في تصريح نقلته وكالة الأنباء الفرنسية، مضيفا أن "هذا الأمر يبقى شأنا داخليا بالنسبة لأسرة الرئيس، ولا يمكن للحكومة القيام بشيء حياله دون تدخل منها". وكالة "AFP" ذكرت في المقابل أن أسرة الرئيس الكونغولي السابق، الذي حول اسم البلد في فترة حكمه إلى اسم "زايير"، ترفض الحديث إلى وسائل الإعلام، ولم تفصح عن أي معطيات بشأن أي خطة مفترضة لنقل رفاته من المغرب وإعادة دفنه داخل بلاده. واستنادا إلى الشهادات التي أوردها المصدر ذاته، فإن 12 شخصا على الأقل يزورون قبر الرئيس الكونغولي السابق بشكل يومي، وإلى جانب مكان دفنه يوجد قبر اثنين من أبنائه تم دفنهما بالمقبرة نفسها في فترة لاحقة؛ كما أن المساحة المخصصة لعائلة موبوتو تتوفر على ثلاثة قبور إضافية شاغرة، يسهر على نظافتها عمال المقبرة بشكل دوري لجعلها في أفضل الأحوال. وكان الرئيس الكونغولي السابق، الملقب ب"فهد كينشاسا"، يوصف بأحد أكبر الحكام الدكتاتوريين بالقارة الإفريقية، فبعد قيادته للانقلاب على الرئيس الأول لجمهورية الكونغو الديمقراطية بعد استقلالها، يوسف كاسا فوبو، بدعم من قوى سياسية ومدنية، أقام نظاما أحاديا، ونادى بمشروع الاستقلال الثقافي عن الغرب، بحيث فرض على مواطنيه لباسا معينا. كما قام سيسي سيكو بإجراءات أخرى، من بينها دعوة مواطنيه لتجنب الأسماء الغربية المسيحية، وإطلاق الأسماء التي تحمل البعد الإفريقي على المواليد الجدد، إلى جانب تدريسه للغة "لينغالا" المحلية، وتوجيه الأوامر للحديث بها شعبيا، قبل أن يتعرض للتنحية عن السلطة سنة 1997، من طرف "القوات الديمقراطية من أجل تحرير الكونغو".