في أول رد مُطوّل منه بعد التطورات الأخيرة لملف موقع "لكم"، أكد أبو بكر الجامعي، أحد مؤسسي الموقع المذكور ومدير نشره منذ اعتقال أنوزلا الشهر الماضي، بأنه لا يستطيع فهم الاستراتيجية الجديدة لأنوزلا الذي كان قد أعلن توقيف الموقع انطلاقا من سجنه، وبأن هناك الكثير من الأسئلة التي تُطرح حول "المحامي الجديد" حسن السملالي الذي كان وراء إشعار الوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات بضرورة حجب الموقع، مضيفا في بلاغ نشره على صفحته الفايسبوكية بأن قد قرر استمرار الموقع كي يستكمل مسار الدفاع عن أنوزلا والتعريف بقضيته. بخصوص المحامي السملالي، أشار أبو بكر إلى أنه اتصل في وقت سابق من هذا الأسبوع، وبالضبط يوم الاثنين الذي أصدر فيه أنوزلا بلاغه الشهير، بمحامية الدفاع في القضية نعيمة الكلاف، التي أكدت له بأنها ليست على علم بتعيين أنوزلا لمحام جديد، وهو ما حذا بالجامعي إلى الاتصال بأخت علي، ليلى أنوزلا، التي أكدت تعيين العائلة لهذا المحامي، لأنها لم تكن مقتنعة بأداء بقية المحامين ممن وضعوا أنفسهم في جبهة الدفاع عن أنوزلا. واستطرد أبو بكر بأنه اتصل يوم الخميس بالمحامي الجديد بعدما علم بخبر حجب الموقع، ولم تكن إجاباته واضحة بخصوص قضية أنوزلا، إلا أنه اعترف بأنه هو من أبلغ وكيل الملك والوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات برغبة أنوزلا في توقيف الموقع. "طلبت منه أكثر من مرة أن يخبرني هل أنوزلا هو من طلب منه إشعار وكيل الملك والوكالة المذكورة برغبته توقيف الموقع. فلم يكن يجيبني سوى بأن البلاغ واضح، حيث تهرّب من الإجابة على سؤالي بشكل واضح". وأضاف الجامعي بأنه طلب من المحامي كذلك أن يعرف لماذا تم حجب النسخة الفرنسية من الموقع وعلى أي قاعدة قانونية سيطلب أنوزلا توقيف الموقع، إلا أن المحامي أجابه بأن النسخة الفرنسية مجرد واجهة للنسخة العربية، ليوضح له الجامعي، حسب البلاغ، بأن علاقة أنوزلا ب"لكم" تتخلص في كونه مديرا للنشر في النسخة العربية، وبأن الصحافة الإلكترونية "لا تشترط وضع ملف لدى المحكمة من أجل إنشاء موقع ما" وفق تعبير الجامعي الذي ذكر لمخاطَبه بأن أنوزلا "لا يظهر في الوثائق الرسمية للشركة المكلفة بتسيير الأمور المالية للموقع".."لماذا قرر هذا المحامي إصدار موقفه عبر وسائل الإعلام ولم يستشرني؟ ألست كذلك مؤسسسا للموقع؟ ألست أنا هو مدير النشر منذ اعتقال علي؟ ألم يكن حتى هذا الأخير مصرا إلى وقت قريب على استمرارية الموقع رغم اعتقاله وظروف سجنه؟" يتساءل الجامعي. كما لفت الجامعي بأنه حاول أن يشرح لأخت أنوزلا بأن الموقع مهم جدا من أجل الدفاع عن علي خاصة وأنه يمثل واجهة لكل العمل التضامني مع قضيته، إلا أن ليلى أنوزلا، أجابته بأن السبب الوحيد الذي دفع علي إلى توقيف موقعه هو انزعاج قريب له من القضية ومن المسار الذي صارت تأخذه.. وهذه الإجابة هي التي دفعت الجامعي إلى إصدار بلاغه السابق الذي يؤكد فيه بأن الموقع مستمر في العمل وبأن أنوزلا لم يعد يمارس أي مهام تحريرية أو إدارية بالموقع، وذلك راجع لرغبة الجامعي في طمأنة أقارب علي وإبعاده عن أي مسؤوليات قد تثير قلقهم، وذلك على أن يعود أنوزلا لكافة مهامه بالموقع بعد خروجه من السجن. وأسهب الجامعي في الحديث عن جهوده الدولية من أجل الإفراج عن أنوزلا، من خلال سفره إلى الولاياتالمتحدة، بلجيكا، وفرنسا. حيث التقى بمجموعة من الصحافيين وشارك في عدة ندوات وعدد من برامج الإذاعية والتلفزيونية ، التي كانت إما تدور في فلك قضية أنوزلا أو تقدم فرصة للحديث عنه، مشيرا إلى جهود المنظمات غير الحكومية والتضامن الدولي الكبير الذي حظي به أنوزلا، وهو ما أدى إلى عدد من الضغوط على المغرب من بينها افتتاحية جريدة الواشنطن بوست، والعرض المرتقب للقضية على البرلمان الأوربي وكذا على عدد من نواب البرلمان البلجيكي. جدير بالذكر، أن مدير نشر "لكم" مُعتقل منذ 17 شتنبر الماضي، بسبب نشر الموقع لرابط يؤدي إلى شريط يهدد فيه تنظيم القاعدة المغرب والمؤسسة الملكية، وهو ما اعتبرته النيابة العامة تحريضا على الإرهاب عبر ثلاث تهم رئيسية، سينظر فيها القضاء قريبا الذي لم يعلن عن قراره النهائي بخصوص قضية أثارت الكثير من الجدل.