في سابقة من نوعها فيما بتعلق بالمواقع الإخبارية المغربية، تم البارحة الخميس، حجب موقع "لكم" بنسختيه العربية والفرنسية، عن الفضاء الإلكتروني بالمغرب، حيث صار الدخول عصياً إلى الموقع الذي أسّسه علي أنوزلا محليا دون الاستعانة ببعض مواقع "البروكسي" التي تقوم بإخفاء مكان الشخص المتصل، لتنضاف هذه الواقعة إلى مسلسل من الجدل بدأ منذ اعتقال أنوزلا في شتنبر الماضي على خلفية اتهامات النيابة العامة له بالتحريض على الإرهاب، بسبب رابط فيديو نُشر على موقعه يهدد فيه تنظيم القاعدة المغرب والمؤسسة الملكية. وفي هذا الصدد قال محمد السملالي، أحد محاميّي أنوزلا، في اتصال بهسبريس "إنه قدم نسخة من بلاغ الصحافي المعتقل إلى النيابة العامة، ونسخة أخرى إلى الوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات، وأنه التقى بأنوزلا بعد ذلك، وأطلعه على قرار الجامعي باستمرارية الموقع ضدا على رغبة مؤسسه، وهو القرار الذي استقبله أنوزلا بكثير من الاستياء" يقول السملالي الذي أضاف أن "الANRT هي الوحيدة التي تستطيع القيام بعملية الحجب بالمغرب، وأنها بهذا الإجراء، لم تحترم سوى رغبة أنوزلا بالتوقيف المؤقت لموقعه إلى حين أن تسمح له الظروف بالإشراف العام عليه"، يقول المتحدث. ووسط الغموض الذي يلف آخر تطورات قضية موقع "لكم" الذي لم يتم تحديث مواده منذ يوم الاثنين الماضي، يفضل أبو بكر الجامعي، مدير النسخة الفرنسية، التزام الصمت التام وعدم التواصل مع الرأي العام، منذ أن أصدر بلاغه الذي يؤكد فيه بأن موقع "لكم" ككل سيستمر في الاشتغال، ردا منه على بلاغ آخر توصلت به عدد من وسائل الإعلام ومن بينها هسبريس يوم الإثنين الماضي، والذي يعلن فيه أنوزلا بأنه يُوقف "لكم" مؤقتا عن العمل بسبب عدم قدرته على تسييره وهو داخل أسوار السجن. سؤال حجب الموقع بالمغرب، حملناه كذلك إلى طارق زهرتاهدي، المدير التقني ل"لكم"، والذي أكد أنه لم يتدخل أبدا من أجل توقيف الموقع، وأن السيرفر لا يزال قائما والدليل إمكانية زيارة الموقع بدول أخرى غير المغرب أو باستخدام برامج ومواقع إخفاء الإيبي، وبالتالي، حسب المتحدث ذاته، فالجهات المشرفة على الانترنت بالمغرب، هي من قررت حجب الموقع في تطورات جديدة للقضية، مؤكدا أن أنوزلا هو الوحيد الذي من حقه اتخاذ مثل هذه القرارات. مصادر من داخل موقع "لكم" أكدت لهسبريس أن أنوزلا أبدى اختلافه مع الطريقة التي يتم بها تسيير الموقع في غيابه من طرف الجامعي، ولم يظهر أبدا مرتاحا مع النسق الذي يأخذه موقعه خاصة فيما يتعلق بمسألة الدفاع عن قضيته، مشيرة، أي المصادر ذاتها، إلى أن أنوزلا يريد من قراره الأخير، الإبقاء على استقلالية الموقع التامة، خاصة وأن الجامعي تجمعه صداقة متينة مع عدة أطراف من بينها الأمير مولاي هشام، وهو ما قد يؤثر على الخط التحريري الخاص بالموقع، تقول المصادر ذاتها. في الجانب الآخر، اعتبر أحمد بن الصديق، الذي يشتغل مع الجامعي في النسخة الفرنسية من الموقع، أن ""لكم" شكّل منذ اعتقال أنوزلا أداة أساسية للدفاع عن حريته والمطالبة بالإفراج عنه والتضامن معه، كما قام بدوره الطبيعي فاستقبل كل المقالات التضامنية المختلفة ونشر تقارير عن الأنشطة الاحتجاجية في المغرب والخارج والوقفات والمحاضرات، كما شكّل منبرا لهيأة الدفاع و للجنة التضامن، ولذلك فإن توقيف الموقع أو حجبه" يزيد بن الصديق، "يضرب في الصميم كل هذا الزخم والتراكم لأن الجانب الإعلامي من المعركة مهم جدا" يورد المتحدث. يذكر أن حميد المهدوي، الصحافي بالنسخة العربية من موقع "لكم"، أعلن في بيان توصلت به هسبريس أنه يمتثل لقرار أنوزلا، حاله في ذلك حال مجموعة من الصحافيين بالنسخة ذاتها الذين أكد بعضهم لهسبريس، عن كونهم ملتزمين قانونيا وأخلاقيا مع أنوزلا، وأنهم يمتثلون لأي قرار يتخذه، باعتبار أنه هو من أسس الموقع نهاية سنة 2010، واتفق فيما بعد مع أبو بكر الجامعي على فتح نسخة بالفرنسية يديرها هذا الأخير، وهي النسخة التي سبق لها وأن توقفت لمدة طويلة من الوقت، بقرار من الجامعي، قبل أن تعاود الظهور.