جددت جبهة "البوليساريو" رفضها لمخرجات قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2602، الذي حث أطراف النزاع على استئناف المفاوضات من خلال الجلوس إلى "الموائد المستديرة" من جديد، وهو ما رحبت به الدبلوماسية المغربية التي أعربت عن استعدادها للمشاركة في هذه المحادثات السياسية. إبراهيم غالي، زعيم جبهة "البوليساريو"، أكد أنه لن يشارك في "الموائد المستديرة" حول الصحراء المغربية، بدعوى "عدم وجود ضمانات دولية"، منتقدا قيام مجلس الأمن الدولي بتمديد ولاية بعثة "المينورسو"، معتبرا أن "المنتظم الدولي لم يأخذ التطورات الأخيرة على محمل الجد". وقال غالي، ضمن مقابلة مع التلفزيون الجزائري، إن "النزاع يوجد بين المغرب والبوليساريو فقط"، ثم زاد شارحا: "الجزائر دعمتنا على غرار مجموعة من الدول الإفريقية، لكن المغرب يحاول إقحام الجزائر في النزاع القائم"، لافتا إلى "تصميم الجبهة على تطوير كفاحها المسلح". وترفض الجزائر كذلك الجلوس إلى طاولة المحادثات إلى جانب بقية الأطراف المعنية بنزاع الصحراء، وتدعم روسيا هذا التوجه، حيث عبر ممثلوها في الأممالمتحدة عن رفضهم للصيغة التي جاءت بها مسودة القرار الأممي، خاصة في ما يتعلق بالعملية السياسية. وعلق البشير الدخيل، خبير قانوني متتبع لملف الصحراء قيادي سابق مؤسس لجبهة "البوليساريو"، على مضامين تلك المقابلة الإعلامية بقوله إن "البوليساريو تنفذ أوامر وتعليمات الجزائر، وليس هناك أي قرار مشترك بين الطرفين إزاء عدم المشاركة في صيغة الموائد المستديرة". وأورد الدخيل، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "البوليساريو تفعل ما يريده حكام العسكر بالجزائر، ذلك أن الأحداث الأخيرة بينت أن الجزائر هي الطرف الحقيقي في النزاع، بعد انبهارها بالتقدم التنموي الذي يحققه المغرب سنة تلو الأخرى، خاصة من حيث الاستقرار والأمن". وأوضح الخبير عينه أن "البوليساريو أصبحت في خبر كان؛ لأن البروباغندا التي لجأت إليها منذ سنوات لم تعد ناجعة"، لافتً إلى أن "الجبهة تريد ضرب كل مخرجات مجلس الأمن الدولي عرض الحائط، لكنها لا تتوفر على القوة المطلوبة لتحقيق ذلك". وقد أوصى مجلس الأمن الدولي برجوع أطراف النزاع إلى طاولة المفاوضات من أجل إحياء العملية السياسية بعد جمود امتد ثلاث سنوات، ويتعلق الأمر بكل من الجزائر والمغرب و"البوليساريو" وموريتانيا. وبالتالي، فإن انسحاب أحد الأطراف من المفاوضات سيضعه في مواجهة مباشرة مع المنتظم الدولي.