أجاب أعضاء اللجنة العلمية ضد كوفيد 19 ولجنة التلقيح عن عدد من أسئلة المواطنين بشأن كورونا، مؤكدين أنه لا يجب تهويل الآثار الجانبية، ومشددين على ضرورة الالتزام بالتلقيح كأنجع وسيلة لتفادي الإماتة والحالات الحرجة. الآثار الجانبية رشيدة السليماني، مديرة المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية، أكدت أن هناك تبليغات عن وفيات عقب تقديم اللقاحات، قائلة إن تتبع هذه الحالات يتم وفق ما تنص عليه منظمة الصحة العالمية. وقالت السليماني إن من بين التبليغات التي تم التوصل بها بشأن وفيات عقب تلقي اللقاح وخضعت لبحث معمق ثلاث حالات خضعت لتشريح عضلي، وكشفت التحريات أن الموت لا علاقة له باللقاح، وزادت: "في المقابل هناك حالتان تحت التحريات، لأننا لم نجد ما يجعلنا نجزم أن هناك علاقة للوفاة مع اللقاح". وتحدثت المديرة ذاتها عن الآثار الجانبية للقاحات كوفيد 19، قائلة إنه "حين الحديث عن هذا الموضوع لا بد من المقارنة ما بين منافع ومخاطر الأدوية المستعملة في المجال الطبي عموما"، مؤكدة أنه "حينما تكون نسبة المنافع أقوى من نسبة المخاطر نستعمل الدواء". كما قالت السليماني إنه "حين الحديث عن اللقاحات عموما، حسب المنظمة العالمية للصحة، ممنوع علينا الحديث عن آثار غير مرغوب فيها، بل حوادث غير مرغوب فيها"، مؤكدة أن "الحوادث لا تكون لها علاقة سببية مع استعمال اللقاح، بل زمنية"، وفقها. وتابعت المتحدثة ذاتها بأن "الإبلاغ عن حالات جانبية منذ انطلاق عملية التلقيح بلغ 34406 تصريحات وتبليغات عن حوادث غير مرغوب فيها"، مؤكدة أن التبليغات يتم توجيهها إلى المنظمة العالمية للصحة التي يتم العمل معها بشكل يومي. وأردفت السليماني بأن "معدل التبليغات يمثل 0.71 لكل ألف تلقيح، ويرتفع إلى 1.22 لكل ألف تلقيح بالجرعة الأولى، وينخفض إلى 0.17 بالجرعة الثانية و0.06 للجرعة الثالثة"، مؤكدة أن "99.2 في المائة من الحالات التي تم التبليغ عنها جد بسيطة، و0.8 في المائة مستعصية، وعددها 280 حالة". كما أوضحت المسؤولة ذاتها أن "ضمن هذه الحالات المستعصية 90 في المائة ثبت أنها مجرد مصادفة ولا علاقة سببية لها مع اللقاحات؛ فيما النسبة المتبقية لم يتم الحسم بشأنها، أي لا علاقة مؤكدة مائة في المائة لها مع التلقيح، لكن لا يمكن نفي أنه ليس سببها". وختمت السليماني بأنه "إذا ما تمت مقارنة نسبة التبليغات عن الحوادث غير المرغوب فيها مع المحيط فإن المغرب من بين الدول العشر الأوائل التي تحين هذه القائمة، وتمثل تبليغاته أكثر من 70 في المائة من تصريحات الدول الإفريقية، وأكثر من 60 في المائة من التبليغات بالدول العربية". نتائج التلقيح بالمغرب من جانبه تحدث هشام عفيف، عضو اللجنة العلمية ضد كوفيد 19، عن نتائج التلقيح بالمغرب، مقدما مقارنة ما بين الموجتين الأولى والثانية وعدد الوفيات المسجلة خلالها وكذلك مدتها. وقال عفيف إنه خلال الموجة الأولى التي دامت 224 يوما تم تسجيل 446418 حالة أعطت 8350 وفاة، وخلال الموجة الثانية التي تسمى دلتا دامت 133 يوما، وسجلت خلالها 419494 حالة، وتوفي 5430 شخصا. وأردف عضو اللجنة المذكورة بأنه "بنسبة لقاح لم تتجاوز 30 في المائة تم تجنب 3000 حالة وفاة، رغم أن نسبة الإيجابية في التحاليل كانت أكثر في الموجة الثانية مقارنة بالموجة الأولى"، وتحدث عن أهداف التلقيح قائلا: "الهدف الرئيسي تجنب الوفيات، وبالتالي تجنب الحالات الحرجة والخطيرة"، مؤكدا أنه "كلما ارتفعت نسبة التلقيح كلما انخفض عدد الوفيات". الهدف الثاني للقاحات، حسب عفيف، هو نقص عدد الإصابات المسجلة، مفيدا بأن الملقح يقل احتمال إصابته ب50 في المائة، ومشيرا إلى أن "83 في المائة من المتوفين خلال موجة دلتا إما غير ملقحين أو لم يتلقوا الجرعتين أو مر على تلقيحهم بالجرعة الثانية أكثر من 5 أشهر"، ومؤكدا أن "اللقاح يقلل احتمال الوصول إلى الحالة الخطيرة والوفاة ب12 مرة". عز الدين الإبراهيمي، عضو اللجة العلمية، تحدث عن كون الاستباقية التي اعتمدتها المملكة مكنتها من تجاوز موجتين من كورونا، مفيدا بأنه "في وقت عرف العالم أربع موجات شهد المغرب موجتين فقط". وقال الإبراهيمي إن المغرب "ربح خمسة أسابيع بسبب الاستباقية الملكية"، مقدما مقارنة بين المملكة المغربية والمملكة المتحدة، التي بلغت فيها نسبة التلقيح 68 بالمائة، وروسيا ب 36 بالمائة، ومؤكدا أن الإصابات في الأخيرة تترجم لوفيات، بينما في بريطانيا رغم أن الحالات مرتفعة عدد الوفيات منخفض؛ "وهو ما يبرز أثر التلقيح على أرض الواقع"، وفق تعبيره. تلقيح الأطفال من جانبها أكدت أمينة بركات، عضو لجنة التلقيح ضد كوفيد، أنه "إلى حد الساعة لا يتم نقاش قضية تلقيح الأطفال أقل من 12 سنة بالمغرب"، مشيرة إلى أن "أي قرار يتم اتخاذه وفق معطيات عالمية ووطنية". وأوردت بركات أن "قرار تلقيح الأطفال أكثر من 12 سنة تم اتخاذه حين انطلاق المتحور دلتا"، مشيرة إلى أن "وفيات الأطفال بسبب كورونا بلغت 35 حالة، منها 20 إبان موجة دلتا"، وزادت: "تلقيح الأقل من 12 سنة ليست هناك معطيات حالية تمكننا منه، ويجب انتظار اكتشاف المعطيات الوبائية في البلاد والعالم، والمتحورات، وهل تمس الأطفال". كما أكدت المتحدثة ذاتها عن أن "أهم ما يجب الالتزام به اليوم بشأن الأطفال أقل من 12 سنة هو الحفاظ على الوسائل الوقائية، خاصة أنهم فئة أكثر عرضة للتعفنات عموما، وتلك التي تمر عبر القصبة الهوائية خصوصا".