اتهمت حكومة جبل طارق مدريد ب"إشاعة مناخ من الكراهية والعداء تولدت عنه أعمال عنصرية ضد مواطني الصخرة". وعزت حكومة جبل طارق التي يرأسها فابيان بيكاردو، في بيان نشرته وسائل الإعلام المحلية أمس الأربعاء، هذا المنحى الجديد الذي أخذه الصراع بين الطرفين، إلى "سلسلة الاتهامات الباطلة وغير المسؤولة التي أطلقها وزراء وكبار المسؤولين الإسبان في حق جبل طارق". ونددت بشريط فيديو تتداوله المواقع الاجتماعية يشخص تلامذة إحدى المدارس متقمصين دور جنود إسبان يحملون لافتة كتب عليها "جبل طارق إسباني وتم الاستيلاء على الصخرة وقتل سكانها"، معتبرة ذلك "مثالا مؤسفا للمناخ الذي عم في إسبانيا طيلة الثمانية أسابيع الأخيرة" و"يعكس السلوك السلبي الذي تشجع عليه إسبانيا ضد جبل طارق". وأوضحت حكومة الصخرة في بيانها، أن عددا من السيارات المسجلة في جبل طارق والمركونة على الحدود بين الجانبين "تعرضت لهجمات وتلف بعد إضرام النيران فيها"، كما أن "السكان يشتكون من الإهانات والإذلال الذي يطالهم لكونهم ينتمون إلى جبل طارق"، مضيفة أن الحكومة الإسبانية، "هي المسؤولة في المقام الأول عما يترتب عن بياناتها من ردود أفعال". وجاء في البيان أنه "يجب على الحكومة الإسبانية أن ترفض وتدين علنا شريط الفيديو وغيره من الأعمال العدوانية والعدائية والافتراءات التي يعاني منها شعب جبل طارق"، مضيفا "أن الدولة الإسبانية ملزمة بالاتفاقيات الدولية التي تنص على التحقيق في النوازل المتصلة بخطابات الكراهية والجرائم المترتبة عن الكراهية بشكل عام". وفي السياق ذاته صرح نائب رئيس حكومة جبل طارق، جوزيف غارسيا أن "فريقا قانونيا يمثل الحكومة يعمل مع شركة متخصصة لجمع المعلومات الضرورية بهدف تقديم شكاوى عبر القنوات الملائمة ضد المواطنين والمنظمات الإسبانية المسؤولة عن نشر وإشاعة مناخ الكراهية الراهن ضد جبل طارق"، مضيفا أنهم بصدد تحليل العديد من المقالات الصحفية التي نشرت في الأسابيع القليلة الماضية، فضلا عن تصريحات أدلى بها وزراء إسبان وكبار المسؤولين ومقدمي برامج، لتحديد الحالات التي تحرض على الكراهية". وتابع "أن الحكومة لن نتوانى في بذل جهودها لتحديد المسؤولين عن هذه الحملة غير القانونية ضد جبل طارق حتى يلاقوا جزاءهم عن سلوكات لا تغتفر". ومن جهة أخرى ذكرت وسائل الإعلام المحلية نقلا عن ذات المصادر، أن رئيس حكومة جبل طارق اجتمع نهاية الأسبوع الماضي في مانشستر (المملكة المتحدة) بوزير الدفاع البريطاني، فيليب هاموند، تزامنا مع مؤتمر حزب المحافظين الذي احتضنته هذه المدينة، وناقش معه "العديد من القضايا ذات الصلة بالدفاع في جبل طارق". ويأتي هذا الاجتماع بين المسؤولين البريطانيين في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات مع إسبانيا منذ بداية فصل الصيف توترا متصاعدا بسبب وضع السلطات الحاكمة في الجبل سبعين كتلة خرسانية ضخمة في المنطقة التي يتردد عليها صيادو خليج الجزيرة الخضراء ولجوء إسبانيا إلى إجراءات مشددة للمراقبة عند الحدود، تولدت عنها طوابير طويلة من السيارات التي تنتظر ساعات كثيرة لولوج بوابة الصخرة أو الخروج منها.