تطرقت الصحف الصادرة بمنطقة أمريكاالشمالية، اليوم الأربعاء، إلى إغلاق الحكومة الفيدرالية بالولاياتالمتحدة، وتوقف أنشطة الوكالات الفيدرالية بعد رفض الجمهوريين المصادقة على الميزانية المؤقتة، والنزاع القائم بين حكومة إقليمالكيبيك واللجان المدرسية حول المستحقات الضريبية، والمواجهة بين الشرطة والأساتذة المضربين في المكسيك، إضافة إلى قرار المحكمة الدستورية بالدومينيكان عدم منح الجنسية للأطفال المزدادين من أبوين مهاجرين مقيمين بصفة غير شرعية، وتراجع بنما في سلم الديمقراطية. وهكذا، كتبت صحيفة (نيويورك تايمز) أن "الجمهوريين بمجلس النواب مازالوا مصرين على إغلاق الحكومة الفيدرالية، لكن هناك تصاعد في الانشقاقات"، مبرزة أن أوباما دعا الجمهوريين في خطابه إلى التوقف عن محاربة قانونه حول إصلاح نظام التأمين الصحي، الذي بلغ سنته الثالثة، و"إعادة فتح الحكومة". وبعد أن ذكرت بأن قانون الرعاية الصحية سيستفيد منه حوالي 15 في المئة من الأمريكيين، تساءلت الصحيفة عن المدة التي سيستغرقها إغلاق الحكومة الفيدرالية، مشيرة إلى أن لا أحد من الديمقراطيين أو الجمهوريين قد يؤكد مدى تمسك الجمهوريين بموقفهم. أما (واشنطن تايمز) فقد علقت على هذا الموضوع المثير للجدل بأن "هذا القانون" سيفاقم من وضعية الأمريكيين السود، مضيفة أنه "من الصعب العثور على وظيفة في الولاياتالمتحدة وخاصة بالنسبة للسود، وقانون التأمين الصحي سيجعل المهمة أكثر صعوبة"، خاصة وأن السود معرضين للبطالة (13 في المئة) بأزيد من الضعف عن البيض (4ر6 في المئة). ومن جهتها، تساءلت (واشنطن بوست) حول ما إذا كان المشرعون سيرفضون تلقي رواتبهم خلال مدة إغلاق الحكومة الفيدرالية، علما أن مئات الآلاف من الموظفين الفيدراليين معرضين للبطالة القسرية بعد توقف نشاطهم ولن يحصلوا على رواتبهم طيلة هذه الأزمة، موضحة أن هذه الحالة لا تنطبق على أعضاء الكونغرس والرئيس أوباما المتسببين في هذه الأزمة، والذين سيحصلون على رواتبهم بحكم القانون. وكشفت (واشنطن بوست) أن أعضاء الكونغرس سيحصلون على رواتب تصل إلى 174 ألف دولار خلال سنة، فيما يجني زعماؤهم رواتب أكبر، إذ يتلقى رئيس غرفة مجلس النواب الجمهوري جون بوينر راتبا سنويا يصل إلى 223 ألف دولار، مقابل 230 ألف دولار للنائب الرئيس الأمريكي جو بايدن، و400 ألف دولار للرئيس أوباما. وبكندا، كتبت صحيفة (لو دوفوار) أنه وللمرة الأولى منذ سنة 1995 1996 علقت الحكومة الفيدرالية الأمريكية العمل بمصالحها باستثناء تلك الأساسية، مشيرة إلى أن الحزب الجمهوري خطط لهذا الإغلاق لأن رئيسا ديمقراطيا تجرأ وأدخل إصلاحا على نظام التأمين الصحي. وأضافت أن الجمهوريين "يعودون خاويي الوفاض" في كل مرة يدعون فيها إلى اقتراع، مباشر أو غير مباشر، على أمل أن يتم إسقاط إصلاح التأمين الصحي، معتبرة أن هذه الأزمة، التي قد تكون خطيرة على البلد والعالم، وتدل على عدم مسؤولية تيار المحافظين المتشددين (تي بارتي) الذي يخترق الحزب الجمهوري، وكذا عدم كفاءة زعيم الجمهوريين بالكونغرس جون بوينر. من جهتها، أبرزت (لا بريس) أن اليوم الأول من شلل الحكومة الفيدرالية أدخل 800 ألف موظف في بطالة تقنية، مبرزة أن أعضاء مجلس الكونغرس مدعوون إلى الاتفاق حول تمويل الحكومة بعد هذه الجولات غير المنتهية من الشد والجذب بين الجمهوريين والديموقراطيين ومحاولة كل طرف إلقاء اللوم على الطرف الآخر. وأشارت إلى أن الديمقراطيين حاولوا تكرار المبادرة من خلال الدعوة إلى المصادقة على قوانين جزئية تخص الوكالات الفيدرالية كلا على حدة، لكن الديمقراطيين تعاملوا ببرودة مع المقترح داعين إلى المصادقة على قانون مالي مؤقت لا يتطرق إلى إصلاح نظام التأمين الصحي. على صعيد آخر، كتبت صحيفة (كيبيك) أن العلاقات متوترة بين الحكومة واللجان المدرسية، موضحة أن الجانبين عقدا لقاءا ثانيا حول الموضوع الشائك المتعلق بالضرائب المدرسية، لكن اللجان المدرسية أعربت عن استعدادها لعصيان حكومة إقليمكيبيك التي تحاول فرض خفض الضرائب بحوالي 100 مليون دولار على سنتين. وبالمكسيك، تطرقت صحيفة (ال يونفرسال) للاحتجاجات التي نظمتها يوم أمس التنسيقية الوطنية للعاملين في مجال التعليم، مشيرة إلى أن مفتش الشرطة ألفارو سانشيز فالديز دخل في غيبوبة بعد مواجهة مع المعلمين المنتمين للتنسيقية، والذين سعوا لمنع حركة المرور في شارع بويرتو أيرو. وأشارت الصحيفة، استنادا إلى وزارة الأمن العام لمنطقة العاصمة الاتحادية، إلى أن هذه المواجهات أسفرت عن إصابة 16 ضابطا، تم علاج 10 منهم في مكان الحادث من قبل أعضاء فرقة الإنقاذ والطوارئ الطبية، بينما نقل ستة آخرون إلى المستشفى. وبخصوص النظام التعليمي بالمكسيك، كشفت صحيفة (إكسيلسيور) أن البلاد تحتل المرتبة 102 في قائمة من 122 دولة من حيث جودة التعليم، وذلك وفقا للمنتدى الاقتصادي العالمي. وأضافت الصحيفة، وفقا للمؤشر العام للتنمية البشرية الذي أنجزه المنتدى الاقتصادي العالمي، أن المكسيك جاءت في المرتبة 105 من حيث جودة المدارس الابتدائية، بينما احتلت في الرياضيات والعلوم المرتبة 109، مبرزة أنه حسب المؤشر العام فقد جاءت المكسيك في المرتبة 58 في أمريكا اللاتينية، متجاوزة الشيلي (36)، وبنما (42)، والأوروغواي(48) والبرازيل (57). وبالدومينيكان، تطرقت صحيفة (ليستين دياريو) إلى التداعيات الدولية لقرار المحكمة الدستورية القاضي بعدم منح الجنسية الدومينيكانية للأطفال المزدادين من أبوين مقيمين بصفة غير شرعية مع تطبيقه بأثر رجعي ابتداء من سنة 1929، مبرزة أن قرار المحكمة الدستورية سيؤثر بشكل رئيسي على الدومينيكانيين أحفاد الهايتيين البالغ عددهم حوالي 210 ألف شخص وأيضا على 34 ألف شخص ولدوا من أبوين يحملان جنسية بلدان أخرى. وأشارت الصحيفة إلى أن المفوضية السامية لحقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة عبرت، أمس الثلاثاء، عن قلقها إزاء قرار المحكمة الدستورية مطالبة "حكومة الدومينيكان اتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان حقوق الدومينيكانيين المنحدرين من أصل هايتي وعدم حرمانهم من حق المواطنة والامتثال للمعاهدات الدولية المرتبطة بالموضوع". من جهة أخرى، توقفت صحيفة (نويبو دياريو) عند إقدام السلطات الأمريكية أمس الثلاثاء على ترحيل 74 مواطنا دومينيكانيا إلى بلدهم بعد أن قضوا مدة العقوبات المحكوم بها عليهم من أجل ارتكابهم جرائم جنائية تتعلق بتهريب المخدرات والقتل والاعتداء والاحتيال المصرفي وغيرها من الجرائم الفيدرالية، لافتة إلى أن السلطات القضائية الأمريكية قامت بترحيل 2428 سجينا دومينيكانيا إلى بلدهم منذ بداية السنة الجارية معظمهم من تجار المخدرات بعد قضائهم مدة العقوبات المحكوم بها عليهم بعدة سجون أمريكية. أما ببنما، فقد واصلت صحيفة (لا إستريا) متابعة إضراب مهنيي قطاع الصحة الذي دخل يومه السابع من الاحتجاجات على مصادقة البرلمان على قانون يسمح بالتعاقد مع مهنيي الصحة الأجانب لسد الخصاص، مبرزة أن وزير الصحة خابيير دياز أكد أنه يتم فقدان المئات من أيام الشغل وإلغاء أزيد من 2000 موعد طبي يوميا بسبب الإضراب. من جهتها، أكدت صحيفة (لا برينسا) أن بنما سجلت "تراجعا قويا" في سلم التنمية الديمقراطية بأمريكا اللاتينية، الذي تعده مؤسسة كونراد أديناور، مبرزة أن مؤشر الديمقراطية كان سنة 2002 في حدود 3ر8 نقطة، قبل أن يتراجع إلى 2ر7 نقطة سنة 2009 مع تنصيب حكومة الرئيس ريكاردو مارتينيلي، لينتقل إلى 2ر5 نقطة خلال السنة الحالية.