لم يترك عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، فرصة لقائه بأنصار حزبه العدالة والتنمية في مدينة فاس، يوم الأحد، تمر دون أن يرد بطريقة مباشرة على المسيرة الاحتجاجية التي دعا إليها حزب الاستقلال قبل أسبوع، وشارك فيها بضعة حمير تم إلباسهم أقمصة جديدة وربطات عنق. وخاطب بنكيران الاستقلاليين بالقول: "درتو مسيرة ضحكتو علينا العالم، وزايدين فيه الآن، أما مرشحو العدالة والتنمية فمغروسين في أفئدة الجماهير"، مضيفا "الناس الذين يأتون لحزب العدالة والتنمية لم يأتوا له بالخمسين والمائة درهم، ولا بتعاون مع السلطة". وكان بنكيران يتحدث، أمام أنصار حزبه في جماعة عين الشقف بدائرة مولاي يعقوب، معقل الاستقلاليين، وذلك ضمن الحملة الانتخابية الجزئية التي يقودها حزب "المصباح" لاسترجاع مقعد نائبه البرلماني محمد يوسف الذي فقده بعد قبول للمجلس الدستوري للطعن الذي تقدم به خصومه السياسيون. بنكيران خاطب حميد شباط الذي حج العشرات من أنصاره لمواجهة الحملة الانتخابية لحزب "المصباح" بشعارات مضادة تحولت في بعض فقراتها لمناوشات بسيطة، "لا نشوش عليكم، ولم نشوش على أحد ونحترم الجميع"، مضيفا "إنكم تشوشون علينا لأنكم تعرفون أننا نكرم الضيف، وأنتم في الدار الكبيرة الله يهديكم لأني أعرف أنكم جيتو بالفلوس باش تشوشو عليا، ولم تأتوا من أنفسكم وأنا جئت اليوم ليس من أجل المقعد، ولكن لأقول لكم أني لا أخشى مواجهة الشعب مباشرة". وزاد بنكيران من حدة خطابه، خلال التجمع الخطابي الذي مر تحت أنظار العشرات من رجال القوات العمومية التي حالت بين مناصري شباط وبنكيران، حيث واجه خصومه السياسيين بالقول "مهما شوشتم سنفوز بهذه الانتخابات، وسيبقى حزب العدالة والتنمية في المقدمة"، مشيرا أن "المعركة الموجودة في المغرب بين من يريدون الإصلاح والمفسدين، وبالتالي الفساد اليوم أصبح يريد إسقاط الشعب". "إذا شعرتم أننا خناكم أطلب منكم وأمام الله ألا تصوتوا لصالح العدالة والتنمية، وإذا أردتمونا نحن معكم، وإن رفضتمونا نحن إخوانكم وسنذهب حتى تجربوا غيرنا"، يقول الأمين العام لحزب المصباح قبل أن يردف "لكن حضوركم دليل على أن قلب الحزب على البلد واستثماراته وضعفاء المجتمع وفقرائه"، مضيفا في هذا السياق "أعرف أنني أتخذ إجراءات صعبة لكن مسؤوليتي هي إخراج البلاد من العاصفة، وأن نخرج من المشاكل المالية التي تعيشها الدولة، لأننا لم نأت لبيع الوهم لكم، والكذب عليكم، ولن أقول لكم أني باغي نجيب ليكم البحر لفاس"، في رسالة كان هدفها "تقطار الشمع" على شباط الذي وعد بأنه سيجعل لفاس بحرا. وقال بنكيران في رسائل لمن يعنيهم الأمر "ليس لهم ما يهددوني به، ومستعدون لدفع الثمن لأننا جئنا بمحبة الشعب، ووزراؤنا ونوابنا هدفهم خدمة الشعب"، مؤكدا أن "الشعب المغربي نضج ولم يعد بالإمكان التلاعب به بعدما رأى المعقول ولا يخاف من البلطجة" في إشارة إلى شباط. وتابع بنكيران قائلا "علاقتنا بحزب الاستقلال جيدة، ووزراؤه لم نقل فيهم أي عيب، ومن نهار جا وهو كايدير في المشاكل، ونقول له الله يهديه، والعدالة والتنمية كلما شتمها هذا الشخص إلا وطلعت للفوق"، على حد تعبير بنكيران، مشيرا "أننا دخلنا للحكومة ليتقدم المغرب، والتغييرات كاينة، والعقلاء يستشعرونها".