بعث رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران رسالة شديدة اللهجة إلى خصومه السياسيين، في لقاء تم تنظيمه بمناسبة انطلاق قافلة «المصباح» بمدينة الدارالبيضاء أمس الأحد. وأكد بنكيران أن خصوم الإصلاح، كما وصفهم، لهم أساليبهم الخاصة في قلب الحقائق وإثارة المؤسسات، موضحا أن ذلك مجرد «سحر». وأضاف بنكيران «حنا راه غير نية، قالوا العمل في المؤسسات دخلنا المؤسسات، قالوا الانتخابات دخلنا الانتخابات». وحذر رئيس الحكومة بعض المحتجين من أن يتحولوا إلى أدوات في أيدي من اعتبرهم أعداء الإصلاح، قائلا في إشارة إلى بعض المعطلين الذين رفعوا أصواتهم احتجاجا على إهمال ملفهم «راه الناس الذين يحتجون إخواننا، ولا يعتقد من يشوش علينا في هذا اللقاء أنني سأرحل. راهم غالطين، سنبقى حتى نغادر مقاعدنا بسلام أو نسلمها لمن هو أحسن وأقوى منا، أو نموت في سبيل الله». وأكد بنكيران أن الفلول موجودة بالمغرب وتحاول أن تشوش على التجربة الحكومية الحالية وتتكتل في أحزاب سياسية وقنوات تلفزية، مؤكدا أن العدالة والتنمية عنصر استقرار للمملكة. ودعا رئيس الحكومة إلى الحفاظ على السلم والأمن، مضيفا أن ما يقع في بعض البلدان العربية لا يريده الله. في هذه اللحظة بالذات انتفض المعطلون في وجه بنكيران مرددين مجموعة من الشعارات فرد عليهم أنصار العدالة والتنمية بشعارات الحزب. وقد حاول أحد المعطلين التوجه نحو بنكيران، إلا أنه لم يتمكن من ذلك. وطيلة شد الحبل بين أنصار العدالة والتنمية وعدد من المعطلين ظل رئيس الحكومة يتابع ما يحدث بأعصاب باردة، وقال: «فاش تندوز من شي ساعة صعيبة، الله يعطيني باها»، فيما كان أنصاره يرددون شعارات مستوحاة من تلك التي كان يرددها شباب حركة 20 فبراير من قبيل «الشعب يريد إسقاط الفساد». وأوضح بنكيران أن الحكومة تجتهد قدر المستطاع، ولكنها تعاني كثيرا، وقال إن «المهم أن يشعر الشعب بأن الحكومة باغية ليه الخير، وقد حضر المواطنون لهذا اللقاء انطلاقا من إرادتهم الخاصة وليس امتثالا لأوامر السلطة أو سعيا للحصول على المال». وركز رئيس الحكومة بشكل كبير في تدخله أمام مناصري العدالة والتنمية في الداراليبضاء على من وصفهم بأعداء الإصلاح، وقال: «حنا مجايينش باش نداربو معاهم على الفيلات أو الباكور». وأضاف أن «المواطن المغربي يفهم حقائق الأمور أكثر من بعض النخبة، والحكومة الحالية معارضة للفساد والاستبداد». وأكد أن في المغرب مواطنين يعيشون فوق النجوم، في حين أن هناك مواطنين آخرين يعيشون «عيشة الدبانة في البطانة». وخلال اللقاء ذاته أكد رئيس فريق العدالة والتنمية محمد بوانو على التوجه نفسه، موضحا أن الهدف من قافلة «المصباح» يأتي لدحض مجهودات تيار مقاومة الإصلاح والتواصل المباشر مع جميع المواطنين دون الحاجة إلى الوسائط، وقال: «لا يمكن لأي أحد أن يعطينا الدروس وسؤال الديمقراطية الداخلية غير محسوم بالنسبة لنا، ونحن سندافع بكل قوة للحفاظ على الاستقرار، وبالقوة نفسها سندافع عن الإصلاح».