شن حميد شباط، أحد المرشحين لمنصب الأمانة العام لحزب الاستقلال، هجوما قويا على وزراء الحزب في حكومة بنكيران، إضافة إلى الأمين العام عباس الفاسي وعدد من قيادات ومسؤولي حزب «الميزان». واعتبر شباط، خلال لقاء عقد يوم الجمعة الماضي بمراكش مع عدد من الاستقلاليين وأعضاء النقابة التي يرأسها، أن الوزراء الاستقلاليين «غير موجودين» في حكومة بنكيران، منتقدا «الصمت الذي التزموا به» إزاء الزيادة التي عرفتها أسعار المحروقات وما وازاها من زيادة في الخضر وبعض المواد، مؤكدا على ضرورة تقديم استقالتهم من الحكومة في حالة الفشل في تحقيق ما وعدوا به الشعب المغربي. الانتقادات التي كالها عمدة فاس لوزراء حزب «الميزان» لم تقف عند هذا الحد، حيث اعتبر أن وزراء العدالة والتنمية أكثر حضورا من خلال التصريحات التي يدلون بها، ومن خلال بروزهم في التدشينات، وهو ما جعل شباط يقول إن وزراء حزب «المصباح» «محاونا». واعتبر شباط، خلال اللقاء الذي حضره كل من عبد القادر الكيحل، الكاتب العام للشبيبة الاستقلالية، وعادل بنحمزة، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، ورحال مكاوي، عضو اللجنة المركزية لحزب «الميزان»، والبرلمانيين عبد الله البورقادي ومحمد إدموسى، أن الوزراء الاستقلاليين «لا رأي ولا مبادرة لهم داخل الحكومة»، وهو ما جعله يؤكد أنه «لا مكان لهم فيها»، مضيفا أنه «لا يجب أن نقبل بالذل والمهانة والتلاعب بمشاعر الشعب»، في إشارة إلى أرقام الميزانية في عهد وزير المالية السابق، التي قال بنكيران إنها كانت مغلوطة وتم التلاعب فيها. وللوصول إلى ما أسماه «عزة الاستقلاليين»، شدد عمدة فاس على أن ذلك يحتاج إلى «قيادة لها مصداقية وقوية، والتي لن تأتي إلا عن طريق الديمقراطية، وتصويت الاستقلاليين على أمينهم العام». نيران شباط طالت أيضا حزب العدالة والتنمية، عندما قال إن هذه الحكومة «لم تقم بأي شي بالمقارنة مع حكومة الفاسي، التي زادت في الأجور وخفضت الضرائب»، وأضاف أنهم «غير كايديو في الفلوس والتصريحات في الإعلام»، متسائلا لماذا لا يتم التعامل مباشرة مع المؤسسة الملكية؟ واستغرب شباط ما أسماها «تناقضات» حزب العدالة والتنمية، الذي قال في حقه إنه «عندما كان في المعارضة كان يصطف إلى جانب الشعب، لكن عندما تسلم الحكومة بدأ في قمع المعطلين». وختم شباط «طلقاته» صوب حزب «المصباح» قائلا: «ملي كنا نسمعو كلامهم في المعارضة كنا نقولو خلاوها علينا، ملي جاو للحكومة خلاوها على البلاد». عباس الفاسي، الأمين العام لحزب الاستقلال، لم يسلم بدوره من انتقادات شباط، فبعد أن أكد أن زمن التحكم وتحريك الحزب ب «التيلوكوموند» قد انتهى، وأن من يأت بهذه الطريقة «لن نحترمه وسنحاربه»، أكد أن الفاسي قال في آخر لقاء للجنة التنفيذية، إن الأمين العام المقبل «خاصو يسد فمو، وما يحلش مشاكل الناس». وطرح شباط أمام الحاضرين مشكل ممتلكات الحزب، التي قال إن العديد منها ضاع بعدما سجل في اسم عائلة، قبل أن يستطرد قائلا: «نحن لا نمس أي أحد». وقد أضحك حميد شباط الحاضرين عندما طرح «تهرّب» عبد الواحد الفاسي، المرشح لرئاسة الأمانة العامة، من مناظرته. وردا على سؤال ل«المساء» حول الجهات التي يتهمها بالوقوف وراء تحريك ملف «كازينو السعدي»، الذي قرر بخصوصه قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف إغلاق الحدود في وجه عبد اللطيف أبدوح، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، ومراقبته قضائيا، وسحب جواز سفره، اتهم شباط حزب الأصالة والمعاصرة الذي وصفه بالحزب «الإداري الذي يقوم بخلق المكائد والملفات» بالوقوف وراء ذلك، معتبرا ذلك حلقة من حلقات «الحرب المعلنة على الحزب»، وأكد بهذا الخصوص أنه عازم في حال انتخابه أمينا عاما للحزب على استرجاع مراكش، التي وصفها ب»القلعة الاستقلالية الصامدة»، لأنها «اغتصبت منه اغتصابا من قبل حزب إداري»، في إشارة إلى حزب الأصالة والمعاصرة. وبخصوص الندوة الصحفية التي عقدها امحمد خليفة، القيادي البارز في حزب الاستقلال، والتي دعا فيها المرشحين لمنصب الأمانة العامة إلى سحب ترشيحهما، قال إن هذا الأخير «دائما تكون له قبل المؤتمرات مثل هذه الخرجات»، متمنيا أن «يراجع حساباته»، وذلك بالتنافس على الأمانة العامة «تنافسا شريفا».