نظرت غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف في الدارالبيضاء فيقضية متهم بالضرب والجرح المفضيين إلى عاهة مستديمة والفساد والاحتجاز. وبعد الاستماع إلى تصريحات المتهم، الذي لم ينف جل التهم المنسوبة إليه، وكلمة النيابة العامة التي طالبت بالحكم على المتهم بأقصى العقوبات أدانت المحكمة المتهم بعشر سنوات سجنا نافذا . "" تفاصيل قضية متهم شاب دفعته غرائزه إلى السجن تقول فشل "حسن" في تجربة الزواج، وهو الذي لم يكن يتجاوز عمره 22 سنة، وعاد إلى نمط حياة العزوبية بعد سنة ونصف من حياة زوجية كلها معاناة وشجارات متبادلة، لم ينتج عنها أبناء لحسن الحظ، فأطلق من جديد العنان لحريته وعاد إلى ممارسة تصرفاته السابقة بدون قيد. ونظرا لمعاناته البطالة، فقد كان يقضي معظم أوقاته في اللهو ولقاء أصدقاء السوء، إذ كان يقضي بصحبتهم أوقاتا طويلة تمتد أحيانا إلى ساعات متأخرة من الليل، يتحدثون فيها عن مغامراتهم الخاصة وعن أحلامهم المنفلتة ويتقاسمون خلالها نزواتهم. إذ غالبا ما كانوا يتوجون يومهم بسهرة ليلية يعاقرون فيها الخمر ويدخنون المخدرات. كان حسن لا يتوانى بين الفينة والأخرى في دعوة أصدقائه لإتمام السمر، داخل البيت الذي لم يكتب لزوجته أن تستمر فيه. حسن، الابن المدلل لعائلته، اقتنى له والده سيارة صغيرة، من أجل إرضاء غروره، وكأي شاب في سنه فقد كانت السيارة بمثابة الحافز الذي جعله يبالغ في غروره ونزواته. تعرف على الكثيرات من بنات الليل كما أمضى ليالي ماجنة لإشباع رغباته المكبوتة. وفي أحد الأيام وخلال جولات العبث بسيارته التي كان معتادا عليها، لمح فتاة في مقتبل العمر، تمشي في الشارع فبهره جمالها وقوامها الممشوق، دنا منها بسيارته وبقي يتحرش بها، لكن الفتاة تصنعت الدلال وبدت غير مهتمة به، وبعد لحظات غيرت رأيها واستقلت إلى جانبه سيارته الصغيرة. تعرف الاثنان على بعضهما ثم قرر الشاب في نفسه الاختلاء بها لتنفيذ سلوكه الإجرامي. سناء، اسم الفتاة التي تعرف عليها حسن، رافقته طيلة اليوم، إذ خرجا في نزهة إلى الشاطئ وتجولا بعدها في شوارع المدينة، طلب منها أن يستضيفها بمنزله بحكم أنها زائرة في مدينة المحمدية، وهي التي تنحدر من طنجة، فوافقت الفتاة بكل تلقائية، بعد أن ارتاحت إلى حسن. هذا الأخير الذي اقتنى لوازم السهرة واشترى لسناء هدية، قرر الاحتفاظ بها إلى حين وصولهما المنزل. وحوالي الساعة الحادية عشرة ليلا، دخل الاثنان إلى منزل حسن وأخذا يحضران لقضاء باقي سمرهما، دنا حسن من الفتاة ثم ضمها بين ذراعيه وحين تجاوبت معه، نهض من مكانه وجلب لها الهدية التي كان قد اشتراها سابقا، والتي كانت عبارة عن لباس نوم شفاف أحمر، طلب منها ارتداءه حتى يتسنى له رؤية جمالها عن كثب. بعد برهة رجعت سناء إلى البهو، حيث كان حسن ينتظرها بشوق، بعد أن خفت الأنوار، وبعد لحظات، قضى الشاب وطره من الفتاة . وفي اليوم الموالي، أرادت الفتاة مغادرة البيت، فأيقظت حسن طالبة منه المبلغ المالي الذي اتفقا عليه في الليلة الماضية، لكن الأخير طلب منها أن تبقى، ترددت قليلا لكنه توسلها مغريا إياها بماله فرضخت له وقبلت، خرج الشاب من الشقة تاركا الفتاة خلفه مخبرا إياها أنه سيعود بعد ساعتين. لكن حسن تأخر ولم يرجع طيلة اليوم، الشيء الذي أغضب سناء التي اجتاحتها نوبة هستيرية، وعندما فتح حسن الباب وهو يحمل بين يديه وجبة جاهزة وبعض لوازم السهرة من نبيذ وغيره، هرولت الفتاة محاولة الهروب، لكن حسن صدها مقفلا الباب في وجهها، عندها أخذت في الصراخ لأنه احتجزها طيلة اليوم دون أكل، أخذت الضحية تصرخ بأعلى صوتها إلى أن ترامى صراخها إلى مسامع الجيران في العمارة. وبحسب صحيفة "الصحراء المغربية" حاول حسن تهدئة الفتاة الثائرة لكنها تمادت، فلم يجد الشاب بدا من ضربها بواسطة كأس زجاجي، إذ أغمي عليها مضرجة في دمائها. أشعر الجيران المصالح الأمنية التي انتقلت إلى عين المكان ودخلت الشقة، حيث وجدوا حسن يجلس القرفصاء نادما على ما فعله، فيما وجدت الفتاة الشابة بالقرب منه تسبح في دمائها لكنها تتنفس . اعترف الشاب أمام الشرطة بالمنسوب إليه موضحا أنه لم تكن لديه النية في إيذاء الفتاة، بل طيشها، دفعه إلى محاولة إسكاتها بطريقة أو بأخرى. وبعد إحالة ملف القضية على غرفة الجنايات بالدار البيضاء، قررت هذه الأخيرة بعد طول جلسات، إدانة المتهم بعشر سنوات سجنا نافذا وغرامة مالية قدرها 30 ألف درهم كتعويض للفتاة التي أصيبت بشلل في أطرافها السفلى، بعد إجراء خبرة طبية في الموضوع .