بالرغم من عدم تحقيق حزب الأصالة والمعاصرة لنتائج إيجابية في الانتخابات الجزئية الأخيرة، تمكن صاحبه فؤاد عالي الهمة من إيجاد ما يكفي من الوقت للدخول في معمان المستنقع الأمازيغي بالمغرب، وذلك عبر محاولة اختراقه لعملية تنظيم المؤتمر الخامس للكونكريس العالمي الأمازيغي بالمغرب، بتمكنه من إدخال جمعية تاويزا بطنجة والتي يرأسها فؤاد العمري الأخ الشقيق لإلياس العمري الصديق الحميم لفؤاد عالي الهمة والعضو بالحركة لكل الديمقراطيين التي تأسست مؤخرا. "" وحتى وإن تم إبعاد هذه الجمعية من تنظيم المؤتمر الخامس للمنظمة الدولية بمدينة البوغاز في تصويت المجلس الفيدرالي الأخير، فقد تمكنت هذه الأخيرة من اختراق منظمة الامازيغ مرة أخرى من خلال انضمام صاحبها فؤاد العمري إلى اللجنة التحضيرية الناشطة والمشتغلة بمدينة مكناس المغربية، بل وانتخابه ناطقا رسميا لها ويدلي بهذه الصفة بأحاديث لممثلي وسائل الإعلام.
وتجهل لحد الآن الأسباب والدواعي التي جعلت شخصا من قبيل فؤاد عالي الهمة يقحم بنفسه وكذا الأشخاص المحسوبين عليه في مؤتمر بني مازيغ، غير أن محللين أوضحوا أن الهمة – وباعتباره واحدا من رجالات الدولة المغربية- أراد توجيه عمل الكونكريس العالمي الأمازيغي نحو خدمة أهدافه وإصباغ هذه المنظمة الدولية بالصبغة المخزنية، خصوصا وان هذه المنظمة الدولية أبدت في الآونة الأخيرة كثيرا من الدينامية والنشاط على مستوى عملها وتتبعها لكثير من الملفات الحقوقية الأمازيغية بكل من المغرب والجزائر، لدرجة أنها أزعجت النظام المغربي لمرات عديدة في كثير من المواقع الدولية وفي أروقة الأممالمتحدة. وأمام هذا الواقع، لم تجد بعض الأصوات الأمازيغية ومنها أحمد الدغرني زعيم الحزب الديمقراطي الأمازيغي المنحل ورشيد الراخا احد مؤسسي الكونكريس العالمي الأمازيغي سنة 1995بدا من التحرك لإيقاف مسلسل استيلاء صديق الملك على منظمة الأمازيغ الدولية.
وتبعا لنشر مقال بعنوان "الكونكريس العالمي الأمازيغي يحط الرحال بمكناس المغربية "، بادر مصدر مقرب من السيد رشيد الراخا بالاتصال بصاحب المقال وتوضيح مجموعة من المعطيات التي كانت غائبة في ذهن الكاتب أثتاء كتابته للموضوع في وقت سابق. وإذ نؤكد أن المقال كتب إبان صدور أول بلاغ للكونكريس العالمي الأمازيغي عبر رئيسه لونيس بلقاسم والقاضي باختيار مدينة مكناس لاحتضان أشغال محطته التنظيمية الخامسة، أي قبل صدور رسالة مفتوحة لكافة الأمازيغيين من توقيع رشيد الراخا وقبل قيامه هو وأحمد الدغرني بزيارة للديار الجزائرية للتنسيق مع الجمعيات الأمازيغية هناك في إطار ما يسميه السيد الدغرني "الديبلوماسية الموازية"، فقد أوضح ذات المصدر بأن السيد رشيد الراخا لا مطمع له نهائيا في رئاسة الكونكريس العالمي الأمازيغي بقدر ما يسعى إلى إعادة المنظمة الدولية للسكة الحقيقية وسكة الديمقراطية بعد تربص مجموعة من الأطماع السياسية الخارجية بها والرامية إلى احتوائها والقضاء على نضاليتها بتجاوز الأهداف التي أسست من أجلها.
من جهة أخرى، من المنتظر أن يقوم فؤاد العمري، الأخ الشقيق لإلياس العمري، بتسجيل دعوى قضائية في حق رشيد الراخا بتهمة القذف بسبب وصفه لجمعية تاويزا بالجمعية المخزنية. ومن المنتظر كذلك أن يثير هذا الإجراء موجة وبركانا من الغضب في وجه ال العمري باعتبار الشرعية التاريخية والنضالية والشعبية التي يتمتع بها رشيد الراخا في صفوف الحركة الأمازيغية بالمغرب كما في الخارج. إلى ذلك، دعت مجموعة من التنظيمات الجمعوية الأمازيغية الوازنة بالمغرب ومنها منظمة تاماينوت وتنسيقية الريف وتامونت إفوس، دعت الإخوة الأمازيغ المقاتلين بشأن مؤتمرهم الخامس إلى التريث وتأجيل عقد هذا المؤتمر إلى غاية معالجة كل القضايا الخلافية بينهم بواسطة الحوار.