مستلهما قصته من ذكريات طفولته، يسلط السيناريست والمخرج معان الغزواني الضوء على العديد من العادات والتقاليد المغربية المرتبطة ب"الختان" في فيلمه التلفزي "قبل ما يفوت الفوت". ويحكي الفيلم، الذي تنقل هسبريس كواليس تصوير أحداثه، قصة الطفل "علي"، وحيد والدته التّي فطنت لختانه بعد بلوغه ثماني سنوات. ويوضح المخرج الغزواني: "الطفل يعيش رفقة والدته بعد وفاة والده، ولأنّها تراه دائما طفلا صغيرا لم تنتبه إلى ختانه إلى حين بلوغه سن الثامنة، فقرّرت حينها العودة إلى بيت عائلتها الذي غادرته منذ سنوات، خاصة أنّ التقاليد المغربية المرتبطة بهذه المناسبة تتم في بيت الأهل". مع عودة الأم إلى بيت العائلة، يضيف المخرج الشاب: "تستعيد الأم التّي تجسد دورها الممثلة 'هاجر كريكع' الكثير من الذكريات المرتبطة بقصة حب قديمة، وتنفض الغبار عن عواطفها، فيكون حدث الختان الذي يرتبط بعادات وتقاليد معروفة في المجتمع المغربي مصالحة للأم أيضا مع ماضيها وعائلتها". وأورد الغزواني، الذي أشرف على كتابة سيناريو الفيلم، أنّ قصة "قبل ما يفوت الفوت" مستوحاة من ذكريات طفولته، وعلق على ذلك: "شخصيات الفيلم قريبة منّي، وأحداثه تنقل جزءا من طفولتي، كما حرصت على تصويره بمنزلي أجدادي بمدينة المحمدية". ويبرز المخرج المغربي أنّ الطفل ريان الشهبي، الذي يجسد دور "علي"، موهبة فنية جديدة سيكتشفها الجمهور من خلال الفيلم التلفزي، مؤكدا أنه "تميز في أداء العديد من المشاهد رغم عدم تلقينه تكوينا مسرحيا سابقا، لكن تمّ الاشتغال معه في ورشات قبل التصوير"، مشيرا إلى أنّ العمل من بطولة السعدية أزكون، وهشام الوالي، ويونس بنشكور، وهاجر كريكع وأنيسة العناية. وعن اهتمامه كمخرج بالواقع الاجتماعي للمغاربة، يقول الغزواني: "المخرج لا يمكن أن ينسخ عن بيئته ومجتمعه، دوره هو بلورة هذا المعاش وطرحه وفق تصور فنّي. وغالبا ما أصور معظم أفلامي في مدينة المحمدية، الفضاء الذي ترعرعت فيه، وأعتبر أنه ينقل صورة مصغرة عن مختلف الظواهر الاجتماعية المغربية". وحول ظروف التصوير وسط أحياء شعبية، يوضح منتج الفيلم فيصل القادري: "ليس من السهل تنفيذ أحداث عمل فنّي في أوساط شعبية، خاصة إذا تطلب الأمر التصوير بأسواق شعبية أو في الشارع العام، لكن الأهم في العمل التكامل بين فريقي العمل الفني والتقني، ما يجعله ناجحا". كواليس الفيلم التلفزي "قبل ما يفوت الفوت"