أعرب محمد ولد الشيخ الغزواني، رئيس الجمهورية الموريتانية، عن استعداد "بلاد شنقيط" للعب دور الوساطة بين الجزائر والمغرب لتقريب وجهات النظر الإقليمية بشأن مشاكل المنطقة، في حالة إذا ما طلب البلدان "مساعدة" العاصمة نواكشوط. وتحدث رئيس الجمهورية الموريتانية، في مقابلة له مع صحيفة "لوبينيون" الفرنسية، عن التصعيد الدبلوماسي بين الرباطوالجزائر بقوله: "لا أعتقد أن هناك نية أو حتى بدايات مزيد من التصعيد، ولا نريد ذلك؛ لأن ذلك الوضع ستكون له آثار سلبية على الاندماج المغاربي، الذي يعاني بالفعل بسبب الأزمة الدبلوماسية". وأضاف محمد ولد الشيخ الغزواني، في معرض إجابته عن سؤال التصعيد السياسي، أنه "ينبغي الاعتماد على حكمة هذين البلدين الشقيقين اللذين تربطنا بهما علاقات طيبة للغاية"، ثم زاد بالشرح: "نحن مستعدون، إذا طلبوا منا، أن نلعب دورا تسهيليا". وتابع رئيس الدولة الموريتانية: "أظهرت موريتانيا حيادا إيجابيا في قضية الصحراء منذ اتفاق الجزائر للسلام في 5 غشت 1979، مما وضع حدا للقتال مع البوليساريو". وحول الإستراتيجية الأمنية المتخذة من لدن نواكشوط للحد من تأثيرات الهجمات الإرهابية، أفاد محمد ولد الشيخ الغزواني بأن الإرهابيين ارتكبوا عددا من الهجمات في الأراضي الموريتانية بين عامي 2005 و2007؛ ما دفع الدولة إلى وضع إستراتيجية شاملة لمحاربة التطرف. واستطرد رئيس "بلاد شنقيط": "هكذا، تتدخل قطاعات حكومية عديدة الآن لتولي مسؤولية الرد على التهديد (وزارات الشؤون الإسلامية والأمن الداخلي والدفاع الوطني والتعليم الأصلي وغيرها)، حيث استغرقت هذه ال'ستراتيجية وقتا طويلا لتصبح جاهزة للعمل؛ لكنها سرعان ما أسفرت عن نتائج". وفيما يتعلق بالخلايا النائمة، لفت محمد ولد الشيخ الغزواني إلى أن كل التهديدات لم تختف تماما، موردا بأن الدولة "فككت خلايا نائمة مرة أخرى، وربما لن تكون الأخيرة؛ لكن لدينا خدمات استخباراتية جيدة"، مؤكدا أن "أمن المنطقة يشكل مصدر قلق، لا سيما في مالي". وختم رئيس الجمهورية الموريتانية المقابلة الصحافية بإيراده أن الدولة "اتخذت خيار إنشاء مناخ سياسي سلمي منذ توليه السلطة"، خالصا إلى أن "المهم هو الاستجابة لمطالب الفاعلين السياسيين والمجتمع المدني لمناقشة المسائل ذات الاهتمام العام".