جنرالان عسكريان موريتانيان جمعتهما الانقلابات وفرقت بينهما المصالح السياسية؛ يتعلق الأمر برئيس الجمهورية محمد الشيخ الغزواني وسلفه محمد ولد عبد العزيز، اللذين باتت العلاقات الثنائية بينها تشهد "هدنة مؤقتة"، بعدما عبّر الرئيس الأسبق عن رضاه بميزان القوى السائد حاليا. وبدأ ولد عبد العزيز يتقبّل الوضع السياسي في "بلاد شنقيط" بسبب فقدانه للأغلبية المطلقة في حزب "الاتحاد من أجل الجمهورية"، لكن هذه المتغيرات أصبحت تثير حفيظة جبهة "البوليساريو" التي باتت متخوفة من سياسة "الحياد" التي ينهجها الرئيس الجديد. وعلى مرّ العقود السابقة، كان مستوى العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وموريتانيا رهيناً بطبيعة علاقة نواكشوط مع جبهة "البوليساريو"، حيث تحدثت صحيفة "موند أفريك" الفرنسية عن "خيبة أمل" الجبهة من التوجه الجديد الذي ينهجه الغزواني بشأن قضية الصحراء. وتعد قضية الصحراء إحدى المحددات التي أدت إلى توتر العلاقات بين الجنرالين السابقين، حيث عرفت العلاقات بين الرباطونواكشوط تحسّنا ملحوظا في الفترة الأخيرة، في وقت كان ولد عبد العزيز يصطف إلى جانب "البوليساريو" بشكل واضح. في هذا الصدد، قال عبد الله حافيظي السباعي، باحث في الشؤون الصحراوية الموريتانية، إن "العلاقات بين الرئيسين تشهد بروداً وهدوءً في الفترة الأخيرة"، وأضاف: "لقد أخفق ولد عبد العزيز في السيطرة على الحزب الذي يملك الأغلبية داخل البرلمان، مقابل نجاح الغزواني في تنصيب موالين له على رأس الحزب". وتابع حافيظي السباعي، في تصريح أدلى به لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "رئيس الجمهورية الأسبق أجرى مقابلة مع صحيفة موريتانية، في الأيام الماضية، أعرب فيها عن غضبه الكامل من محيطه السياسي الذي تنكّر له، لا سيما صديقه الأسبق الشيخ الغزواني". وأوضح الباحث عينه أن "نأي ولد عبد العزيز عن الخوض في الشأن السياسي للبلد هو السبيل الوحيد لتفادي أي محاسبة سياسية محتملة، لا سيما أن أحزاب المعارضة تتربص به لجره إلى ردهات المحاكم بسبب الاختلالات السابقة". والأكثر من ذلك، يختم المتحدث، "يستعد معارضو الخارج لطرح ملفات المطالبة بمحاكمة ولد عبد العزيز دوليا"، مبرزا أن "الرئيس الأسبق كان يميل إلى حلف الجزائر والبوليساريو على حساب العلاقات المتأزمة مع المغرب، لكن الرئيس الجديد يحاول الحياد الإيجابي ما أمكن في المستقبل".