نفى فتح الله أرسلان عضو مكتب الإرشاد بجماعة العدل والإحسان وجود أي مخاوف من التنامي المضطرد في حركات التصوف بالمغرب، واعتبرها عاملا رافدا لارتباط المغاربة بقيم دينهم، واستبعد أن يكون لبعض الطقوس الشكلية التي تمارسها الطرق الصوفية والتي قال "إنهم يتحفظون عليها" أي أثر على نقاوة الإسلام وصفائه سواء لجهة العلاقة مع الله أو لجهة رفض الظلم على أرض الواقع. "" وقلل أرسلان في تصريحات خاصة ل "قدس برس"من أهمية الرسالة السياسية التي يمكن أن تنتج عن فتح الدولة للباب على مصراعيه أمام نشاط الجماعات الصوفية، باعتبار أنها حركات تركز أساسا على علاقة الإنسان بربه بعيدا عن الخروج عن السلطان، وقال: "لا أعتقد أن تشجيع الاتجاهات الصوفية بالمغرب يمكنه أن يؤدي رسالة سياسية لجهة ابعاد الناس عن الانشغال بالشأن العام، وذلك لأن قنوات التواصل بين السلطة والشعب مفقودة بسبب عدم ثقة المواطنين في كل ما هو رسمي، الذي يبقى في غالب الأحيان في دائرته المغلقة، أما إذا كان تشجيع الدولة للتصوف باعتبارها تبحث عن الخلاص الفردي وليس الجماعي، فأعتقد أن المسألة لن تنجح، إذ أن المريدين للتصوف سرعان ما يكتشفون أن الإسلام أعم وأعمق وأشمل من الخلاص الفردي، لأن الإنسان بخروجه من الزوايا الصوفية إلى الواقع سيكتشف في لواقع غلء الأسعار وحقوقه الغائبة، وبالتالي لا بد أن يكون له رد فعل، فإذا كان إسلاميا فإنه سيختار ردا إسلاميا وإن كان علمانيا فإنه سيختار طريقه "، على حد تعبيره. واستبعد أرسلان، الذي كان يتحدث تعليقا على انطلاق فعاليات الدورة الوطنية الأولى للقاء سيدي شيكر للمنتسبين إلى التصوف بمنطقة آسفي الجمعة الماضي، الذي تنظمه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، على مدى ثلاثة أيام، تحت رعاية الملك محمد السادس، أن يؤدي إلى أي آثار سالبة على وحدة المغاربة الإسلامية، أو أن يتمكن من تحجيم تيارات الإسلام الحركي المعتدل، وقال: "نحن في جماعة العدل والإحسان لسنا في صراع مع الحركة الصوفية، ونعتبر أن التربية الصوفية أمر مهم للغاية، نعم هنالك بعض الشعائر التي نتحفظ عليها ونرفض لكننا في الجوهر ليس لنا تحفظات جوهرية على التصوف، أما كون الدولة تدعمه الآن فذلك يأتي في سياق الانتقام من التوجه السلفي الذي دعمته في السابق والانتقام منه من خلال ربطه بالإرهاب، وقد قامت لسلطة سابقا باستعمال الحركة الإسلامية ضد اليسار واستخدمت اليسار ضد الحركة الإسلامية، لكن كل ذلك ليس مهما في هذا المجال، إذ أننا نعتقد أنه من مصلحتنا إعادة الشعب المغربي إلى دينه وقيمه الأصيلة"، على حد تعبيره. وكان تقرير إعلامي رسمي أذاعته وكالة المغرب العربي للانباء قد أكد أن الدورة الوطنية الأولى للقاء سيدي شيكر للمنتسبين إلى التصوف بمنطقة آسفي ملتقى، التي حضرها أزيد من ألف منتسب إلى أكثر من 30 طريقة صوفية بالمغرب، وانتهت فعالياتها الأحد ، تعتبر مناسبة لمنستبي الزوايا بالمغرب للتلاقي ومد جسور التقارب الروحي والعقائدي بغية إحياء التراث الصوفي وإشعاعه وطنيا ودوليا، ونشر المحبة بين الناس على أساس المحبة في الله واستكناه الأبعاد الروحية للعبادات والتأهيل للتحلي بفضائلها. وحسب التقرير فإن فكرة ملتقى سيدي شيكر للمنتسبين الى التصوف، الذي تضمن قراءات للأذكار وتلاوة السلك القرآنية، كما تضمن شقا فكريا وعلميا من خلال محاضرات، تقوم على الإيمان بأن المنهج الصوفي، المستمد من القرآن الكريم والسنة النبوية العطرة، قد أسهم عبر التاريخ الإسلامي وفي جميع البلدان في بناء مجتمع الإسلام وحضارته من خلال، على الخصوص، نشر الإسلام بالسلم والقدوة وابتكار أساليب ناجعة في تأطير في مختلف جوانب حياتهم.