قلل الدكتور فتح الله أرسلان القيادي البارز في جماعة العدل والإحسان من أهمية الحديث عن خطورة التشيع والمد السلفي المتطرف في المغرب، وأكد أن الاتجاه العام لدى المغاربة مطمئن للمذهب السني المالكي. "" ونفى المتحدث الرسمي باسم جماعة العدل والإحسان الإسلامية الدكتور فتح الله أرسلان في تصريحات خاصة ل "قدس برس" أن يكون التشيع قد تحول إلى ظاهرة ملحوظة في المغرب، وقال: "لا أعتقد أن التشيع قد تحول إلى ظاهرة دينية يمكن أن تجلب الانتباه، وأنا أستبعد أن يحصل مد شيعي في المغرب، ولذلك فإن عدد الذين اعتنقوا المذهب الشيعي وهم في الغالب في المحافظات الشمالية، ليسوا إلا أفرادا ولم يتحولوا إلى جماعات، وهي ظواهر محدودة ومحصورة ولها عوامل ظرفية وليست ناجمة عن اختيار هادئ في ظروف طبيعية، وأغلب هؤلاء الأفراد جلبتهم العاطفة للتضامن مع انتصارات حزب الله، أما في الأمور الطبيعية فالمغاربة مطمئنون لمذهبهم المالكي المعتدل"، كما قال.
ورفض أرسلان القبول بتفسير بعض المراقبين لبداية بروز بعض مظاهر التشيع في مدينة طنجة بأنها تأتي في سياق الحرب على الجماعات الجهادية السلفية، وقال: "لا أعتقد أن الحكومة المغربية يمكنها أن تأمن جانب الشيعة كما لا يمكنها أن تأمن جانب الجماعات المتطرفة فكلاهما عدو لها، ولذلك الحديث عن أن الحكومة المغربية قد تستخدم الشيعة لضرب الحركات الإسلامية المتطرفة هو مجرد تخمين لا أساس له من الصحة، وتشيع بعض الأفراد في الشمال المغربي قديم وليس جديدا، وهو ظواهر فردية لا تشكل أي تهديد على الوحدة المذهبية للمغاربة"، على حد تعبيره.
وكانت مصادر إعلامية تحدثت عن أن أعداد المغاربة المعتنقين للمذهب الشيعي الاثني عشري ربما يكونون في تزايد، وهي مخاوف زاد من أهميتها حملة الاعتقالات التي نفّذتها الأجهزة الأمنية المغربية مؤخرا والتي شملت 32 شخصا من ضمنهم قياديون في حزبين، قررت حلّ أحدهما وهو حزب البديل الحضاري، ذي التوجه الإسلامي، بعد اعتقال أمينه العام مصطفى المعتصم، الذي سبق له أن زار إيران ونائبه محمد الأمين الركالة، واعتقال مراسل قناة المنار اللبنانية التابعة لحزب الله في المغرب، عبد الحفيظ السريتي.