انتقد قيادي إسلامي مغربي عودة الحياة مجددا إلى ظاهرة التصوف في المغرب، واعتبر أنها عمل مقصود تنفذه جهات نافذة في الدولة بهدف إضعاف حركات الإسلام السياسي المعتدلة. وأوضح القيادي في حركة العدل والإحسان في المغرب فتح الله أرسلان (الصورة) في تصريحات خاصة ل "قدس برس" أن مسألة التصوف في الفكر الإسلامي واسعة جدا، وأن كثيرا مما تحفل به من سلوكات يحمل على الوقوف والتأمل، وقال: "أعتقد أن كل الطقوس التي لم ترد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هي طقوس غير مقبولة، لكن إذا كان المقصود بالتصوف هو تزكية النفس وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم والبحث عمن يعلمك جوهر العقيدة فأعتقد أن هذا من صلب عقيدتنا، أما أن هناك بدعا وأشخاصا يتمسحون بهذه البدع فأعتقد أن التصوف السني منهم براء، وهذا يعود إلى ما شاب التاريخ الإسلامي بعد الخلافة الراشدة من سلوكات خاطئة"، على حد تعبيره. ووصف أرسلان توافد عشرات الآلاف من الزائرين المغاربة والأجانب جبل العلم بإقليمالعرائش للاحتفال بالذكرى السنوية لشيخ المتصوفة، العلامة مولاي عبد السلام بن مشيش، جد الشرفاء العلميين في الفاتح منيوليوز الجاري، بأنه مظهر يحمل في طياته صدق الكثير من الزائرين، لكنه قال: "من المفروض أن نعالج هذه الظاهرة وما تحتويه من خرافات وبدع ضمن رؤية أشمل نتمكن من خلالها من فهم أسباب هذه الظاهرة التي بهأصحاب النيات الصادقة إلى القيام بمثل هذه الظواهر، فالحديث عن التصوف وإحياء هذه المناسبات بمعزل عن الأسباب العامة وعمن يشجع هذه المسألة ليس مفيدا". وحمل أرسلان مسؤولية عودة الحيوية إلى الحركات الصوفية بالمغرب إلى جهات نافذة في الحكومة قال بأنها تريد إضعاف حركات الإسلام السياسي المعتدلة، وقال: "ليس من المفيد أن نقول بأن هذه الجماعات الصوفية مبتدعة أو أن نبرئهم مما يقومون به لأنهم أصحاب نوايا صادقة، لأن الأمر يحتاج إلى مناقشة مستفيضة لا أعتقد أن حديثا صحفيا عابرا قد يحيط بالقضية من جميع أبعادها، لا سيما وأن هناك وزيرا معينا في الحكومة ينتمي إلى الطريقة البودشيشية، وهو أمر مقصود الهدف منه محاربة الحركات الإسلامية المعتدلة بتشجيع هذه الزوايا الصوفية لإبعاد الناس عن الحركة الإسلامية"، على حد تعبيره. وكانت أفواج الحجيج، من مختلف أقاليم المغرب ومن خارجها، قد توافدت على ضريح العلامة مولاي عبد السلام بن مشيش الولي الصالح، الواقع على قمة جبل العلم بقبيلة بني عروس، وشاركت في الاحتفال الأكبر في الفاتح من يوليوز الجاري. وحظي المحفل الديني برعاية مولوية، تجسدت في الهبة الملكية التي سلمها الحاجب الملكي، إبراهيم فرج، يوم الثلاثاء الماضي، إلى الشرفاء العلميين في حفل حضره، على الخصوص، الوزير المنتدب المكلف بالشؤون الاقتصادية والعامة، نزار بركة، وعامل إقليمالعرائش، محمد أمين المرابط الترغي، وعدد من الشخصيات الوطنية بما في ذلك وفد يمثل شرفاء قبائل الصحراء، من قبائل الركيبات والعروسيين وماء العينين، ممن تربطهم علاقة عمومة مع الشرفاء العلميين.