اتهم قيادي إسلامي جزائري السلطات الرسمية في بلاده بالنفخ في حركة التصوف لإشغال الناس بإصلاح أنفسهم وعدم الاهتمام بالشأن العام، واعتبر ذلك جزءا من خطة استعمارية قديمة لجأت إليها فرنسا أيام استعمارها للجزائر لضرب خط المقاومة، وقال بأن أمريكا والحكومات المستبدة تعاود اللجوء إليها هذه الأيام. وقلل الرجل الثاني في الجبهة الإسلامية للإنقاذ الشيخ علي بن الحاج في تصريحات خاصة ل قدس برس من فرص نجاح ما وصفه بأنه محاولات من السلطات الجزائرية لضرب حركة الإسلام السياسي والخط المقاوم فيه بالتصوف، وقال: لا يخفى على أحد أن النفخ في حركة التصوف في بلادنا خاصة وبلدان المغرب العربي عامة يأتي ضمن مخطط متكامل أمريكا ليست بعيدة عنه، فهناك إرادة دولية لإحياء حركة التصوف لضرب حركة الإسلام السياسي. وهذه طريقة استخدمتها فرنسا عند استعمارها للجزائر لتخدير الشعوب، والمستبدون يستخدمونه اليوم لذات الهدف، ونحن لا نعرف أن التصوف يمثل منهجا إسلاميا حقيقيا، وعلى الرغم من أن الشيخ عبد القادر القادر الجزائري وغيره من قادة التصوف أسهموا في الثورة الجزائرية، لكن فرنسا في النهاية استطاعت السيطرة عليهم، لكن كما لم ينجح المستعمر في المغرب العربي في جعل التصوف أداة لقمع المقاومة وإبعاد الحركات الإسلامية عن العمل السياسي، فلن ينجح هؤلاء أيضا. واتهم الشيخ بن الحاج الزوايا الصوفية بالوقوف ضد المقاومة ومحاولة تصفية الشيخ عبد الحميد بن باديس، وأشار إلى أن السلطة الجزائرية تستخدم التصوف تارة وجمعية العلماء تارة أخرى لضرب الإسلام الحركي، وقال: واضح تماما أن دعم السلطة للتصوف يأتي بهدف إبعاد المسلمين عن الشأن السياسي وعن المقاومة، وهو عبارة عن تخدير للشعوب، ومن المعروف أن بعض الزوايا الصوفية هي التي أرسلت لقتل الشيخ عبد الحميد بن باديس، والسلطة تارة تظهر جمعية العلماء المسلمين وتارة تظهر التصوف من خلال دعمها لمؤتمراتهم وتجمعاتهم، لذات الهدف وهو ضرب حركة الإسلام السياسي. حتى قناة القرآن الكريم تروج لهذا التصوف. وأشار الشيخ بن الحاج أنه لا يعارض مهمة التصوف من حيث إنها تهدف لإصلاح الإنسان وتهذيبه، لكنه قال: الإسلام لم يأت فقط لتهذيب الإنسان، وإنما لإصلاح الإنسان لنفسه وإصلاح الإنسان لما حوله، فالإسلام له كلمة في كل شؤون الحياة الإنسانية، ونحن نقول إن التصوف بالمعنى الأخلاقي خطوة من أجل إصلاح الشأن العام، هم يريدون مسلما منشغلا بنفسه وبالتالي فصل الدين عن الدولة، لكنهم على الأرض يستخدمون التصوف لأداء دور سياسي، فالتصوف التيجاني في السينغال يتم استخدامه لدعم الحكم هناك، وكذلك الزوايا الصوفية عندنا التي رشحت الرئيس بوتفليقة لولاية رئاسية ثالثة، وبالتالي فحركة التصوف هدفها ضرب الإسلام السياسي وضرب كل توجه للمقاومة، وهون هدف انتبه له الأمريكيون أيضا فدعموه، على حد تعبيره.