اهتمت الصحف العربية الصادرة ، اليوم الجمعة ، بموضوع تلويح الدول الغربية بتوجيه ضربة عسكرية لسورية وتداعياتها على بلدان المنطقة وتطورات الأزمة المصرية ، بالاضافة الى قضايا محلية وإقليمية . ففي مصر، أكدت صحيفة (الأهرام ) إعلان مصر تمسكها بأن استخدام القوة في العلاقات الدولية مرفوض إلا في حالة الدفاع عن النفس أو استنادا للفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة ، في إشارة للضربة العسكرية المحتملة على سورية من قبل عدد من الدول الغربية وفي الشأن المحلي ، أشارت (الأهرام) إلى حالة الاستنفار الأمني التي أعلنتها وزارة الداخلية والخطة التي أعدتها بالتعاون مع القوات المسلحة لمواجهة أي أعمال عنف أو إرهاب للمصريين أو تخريب للمنشآت خلال المسيرات التي أعلنت جماعة الإخوان المسلمين تنظيمها اليوم في القاهرة وفي باقي المدن المصرية في إطار ما أسمته " جمعة استرداد الثورة" . من جهتها ، اكدت صحيفة (الاخبار) تحت عنوان " ضربة قاصمة قبل جمعة الطوفان" أن جماعة الإخوان المسلمين تقلت أمس ضربة قاصمة عقب إلقاء القبض على إثنين من أبرز قيادييها وهما محمد البلتاجي وخالد الأزهري فيما استمرت ملاحقات باقي المطلوبين من الجماعة. وكشفت من جهة أخرى، تكثيف قوات الجيش والشرطة من تواجدها في الميادين والطرق والمحاور الرئيسية وأمام المنشآت الحيوية، مشيرة الى ان وزارة الداخلية أعلنت الاستعدادات القصوى إلى الدرجة "ج" لتأمين المنشآت والمواطنين. وذكرت الصحيفة بالاتهام الذي وجهته لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الأوروبي لجماعة الإخوان المسلمين وبتحميلها مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في مصر . رياضيا ، أبرزت الصحف المصرية استعدادات كل من ناديي الأهلي والزمالك لمبارتيهما يومي السبت والأحد على التوالي أمام ليوبارد الكونغولي وأورلاندو الجنوب إفريقي ، برسم إياب ربع النهاية )دور المجموعات( من مسابقة دوري ابطال إفريقيا في كرة القدم. وفي البحرين ، اهتمت الصحف بآخر تطورات الملف السوري، وبقضايا داخلية مختلفة بحيث كتبت صحيفة (البلاد) تحت عنوان " الضربة الدولية تتقدم نحو دمشق "، أن العد التنازلي بدأ لتوجيه ضربة عسكرية غربية بقيادة الولاياتالمتحدة إلى سورية، مؤكدة أن دمشق أصبحت قاب قوسين أو أدنى من "الضربة الوشيكة"، وأن الحذر ساد، أمس، العواصم الغربية حيال هذه الضربة مع تساؤل الطبقات السياسية عن مدى سلامة مبررات شن ضربة من هذا القبيل. على صعيد آخر، أكدت صحيفة (أخبار الخليج) أن الشرطة البحرينية لعبت دورا رئيسيا في تحقيق معقد استغرق ثلاث سنوات وأدى إلى إدانة اثنين من رجال الأعمال البريطانيين حققا مكاسب بلغت ملايين الدولارات من بيع أجهزة مزيفة لكشف المتفجرات في أنحاء مختلفة بالعالم. ومن جانبها، أشارت صحيفة (الايام) إلى تأجيل محاكمة المتهمين بتشكيل خلية (جيش الإمام) إلى 22 شتنبر القادم، قائلة إن المحكمة استمعت، أمس، إلى أقوال شهود النفي بعد أن ذكر شاهد الإثبات أن المتهمين خططوا لاستهداف مواقع حساسة في الدولة. وفي الكويت ، اهتمت الصحف بعدة مواضيع تداخل فيها الاقليمي بالمحلي ، منها استعدادات الكويت لتداعيات احتمال توجيه ضربة عسكرية لنظام بشار الأسد ومدى تأثير ذلك على الوضع الاقليمي والمحلي . وفي هذا الصدد ، نقلت صحف ( النهار ) و( الوسط ) و( الجريدة ) و ( الأنباء ) و( الرأي) و( القبس)، عن مسؤولين كويتيين قولهم إن إجراءات احترازية قد تم اتخاذها استعدادا لأي مضاعفات قد تنتج عن ضرب سورية ، مشيرة الى استعداد كافة القطاعات الوزارية لمواجهة أي تقلبات في الأسواق المحلية . وتم التأكيد في هذا السياق على أن مخزون السلع الاستراتيجية في الكويت لن يتأثر بأي أحداث إقليمية ، خاصة بعد القيام بجميع الإجراءات الضرورية من مسح شامل للسوق الكويتية ورصد الكميات المتوفرة وأسعارها ، مبرزة أن فريق طوارىء برئاسة وزير الداخلية تم تشكيله بغرض تأمين الخدمات الأساسية وتوفير الاحتياجات وتأمين مقومات الأمن والاستقرار . وفي السياق ذاته ، قالت صحيفة ( الراي ) إن " معلومات استخبار آتية كشفت عن وجود خطة تضمنت إعداد وتدريب ثلاثة آلاف من مسلحي المعارضة السورية على أيدي القوات الامريكية بغرض دخول دمشق واحتلالها بالاستعانة بمدرعات وأسلحة متطورة ، وذلك بالموازاة مع أي عمل عسكري محتمل ". كما أبرزت صحيفة ( عالم اليوم ) أن خبراء يتوقعون أن تقفز أسعار النفط في الأسواق العالمية إلى 200 دولار للبرميل في حالة تشعب الضربة العسكرية المحتملة على سورية وامتدادها لدول الجوار . وفي الإمارات ، اهتمت افتتاحيات الصحف بالاستعدادات الجارية لضرب سورية ومواضيع أخرى محلية وإقليمية. فتحت عنوان " مسؤولية الحماية : هل يتحمل العالم مسؤوليته " كتبت صحيفة (البيان) أنه بعد مرور ثماني سنوات على المصادقة على وثيقة أطلق عليها " مسؤولية الحماية الدولية للمدنيين " وقعها أكثر من 150 رئيس دولة وحكومة وتنص على أنه " من واجب أية حكومة حماية شعبها من المذابح وإذا ما فشلت في القيام بهذه المهمة أو تورطت بقتل المدنيين يصبح لزاما على المجتمع الدولي القيام بمهمة حماية المدنيين الأبرياء من هذه المجازر" ، نجح هذا المبدأ في إسقاط مفهوم " السيادة الوطنية " لحساب إعلاء شأن مبدأ " حماية المدنيين" حينما تتقاعس حكوماتهم عن أداء واجبها ووظيفتها . وترى الصحيفة ، أن المجتمع الدولي عليه اليوم وأكثر من أي وقت مضى عدم تكرار ما حدث في رواندا والبوسنة التي ارتكبت فيها مجازر ضد المدنيين أمام صمت دولي تحول إلى وصمة عار. ولفتت اليومية الانتباه إلى أن سورية اليوم مثال حي في حاجة ماسة لتطبيق هذا الحل وسط تجاهل مريب للقوى الدولية الكبرى وإحجامها عن التدخل متذرعة تارة ب" حرب أهلية " وتارة أخرى ب"تشتت" المعارضة السورية، على الرغم من أن المثل السوري يبدو فاضحا لجهة أن الدولة هنا لم تعجز فقط عن حماية المدنيين من "العصابات المسلحة" بحسب رواية السلطات نفسها ، بل ومتورطة هي نفسها في سياسة " القتل الممنهج ضد شعبها ". وفي افتتاحية تحت عنوان "ازدواجية المعايير" اعتبرت يومية ( الخليج)، أن السياسة الأمريكية تشكل " نموذجا لازدواجية المعايير في العلاقات الدولية مع الحلفاء والأعداء في آن واحد ، هذه الازدواجية لدى دولة عظمى تدعى قيادة النظام العالمي أو تسعى إلى ذلك ، وتجعل من أي موقف أمريكي محل تشكك وخوف جراء أقوالها التي تتناقض مع أفعالها " . وأكدت اليومية أن الولاياتالمتحدة " لم تجد ، مثلا، حرجا في التجسس على الدول الأوروبية الحليفة أو حتى على الأممالمتحدة ، كما كشف عن ذلك عميلها السابق سنودين ، كما أنها لا تتورع عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى كما فضحت ذلك وثائق ويكيليكس، متجاوزة بذلك المعايير التي تحكم العلاقات الدولية ". واعتبرت الصحيفة ان " النفاق السياسي وازدواجية المعايير تتجلى في السياسة الانتقائية التي تنهجها الولاياتالمتحدة ، من خلال دعمها المطلق لدول ديكتاتورية واستبدادية وفاسدة فيما تعادي بعض الدول الديمقراطية وتعمل على تحريض الآخرين عليها لأنها تعارضها سياسيا ". وفي لبنان، مازال الملف السوري ، واحتمال الضربة العسكرية الغربية ضد نظام دمشق، يستأثر باهتمام الصحف ، بحيث كتبت صحيفة (الأخبار) أن الحدث السوري يستمر طاغيا على الساحة اللبنانية "في ظل التخوف من انعكاس أي ضربة عسكرية غربية توجه إلى سورية على الوضع الأمني اللبناني" وأضافت الصحيفة أنه في الوقت الذي يرفع فيه (حزب الله) جهوزيته تحسبا لأي عدوان على سورية وما قد يحمله من تداعيات على لبنان، اعتبر الرئيس ميشال سليمان بمناسبة افتتاحه أحد الأسواق مساء أمس، أنه "وحده الجيش يملك السلاح للدفاع عن الارض "، رافضا بذلك " الامن الذاتي ". من جهتها ، قالت صحيفة (السفير) أن المنطقة تعيش على وقع الهدوء الذي يسبق العاصفة ، وهي التي ازدادت مؤشراتها، أمس، " على الرغم من استمرار خفوت حدة التهديدات الغربية ضد سورية ". أما يومية (النهار) وبعد ان تساءلت .. هل يكون للضربة العسكرية لسورية تداعيات على لبنان¿ ، أجابت أن " ثمة من يقول لاشك في أنه ستكون لها تداعيات إذا رد حلفاء سورية ولا سيما إيران و(حزب الله ) فستشتعل كل المنطقة وتتعرض لخطر البلقنة تمهيدا لإعادة النظر في خريطتها وتقاسمها بموجب اتفاق جديد يكون بديلا عن اتفاق (سايكس بيكو) ".