تنوعت اهتمامات الصحف العربية٬ الصادرة اليوم السبت٬ بين قضايا وأحداث وطنية ومحلية وأخرى إقليمية ودولية أهمها٬ على الخصوص٬ الملف السوري في سياق الاجتماع السنوي ال43 للمنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس وأيضا في أفق مؤتمر المانحين للنازحين السوريين المقرر عقده الأربعاء المقبل بالكويت٬ إلى جانب تناولها لتداعيات حادث عين أمناس والتدخل الفرنسي في مالي والأحداث التي تشهدها مصر في الذكرى الثانية للثورة ومستجدات الوضع في اليمن قبيل انعقاد اجتماع مجلس الأمن يوم الاثنين المقبل بصنعاء لبحث مستقبل التسوية السياسية في هذا البلد٬ ومخلفات العملية الانتخابية٬ التي جرت بالأردن الأربعاء الماضي٬ والتعديل الوزاري بتونس. وفي ما يتعلق بالأزمة السورية٬ تناقلت صحف (الرأي) و(الدستور) و(السبيل) الأردنية٬ مضامين خطاب الملك عبد الله الثاني٬ أمام الاجتماع السنوي ال43 للمنتدى الاقتصادي العالمي٬ والتي جدد فيها دعوته للعالم "لرفع مستوى استجابته للأزمة السورية وتداعياتها"٬ مبرزا الحاجة الماسة إلى مزيد من الدعم الدولي لمواجهتها٬ وأن أعداد اللاجئين السوريين في الأردن فاقت ال300 ألف. وحول تدفق هؤلاء اللاجئين على الأردن٬ كتبت صحيفة (الغد)٬ استنادا للمتحدثة باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين٬ ميليسا فليمينغ٬ أن أعداد هؤلاء اللاجئين سجلت رقما قياسيا فاق 30 ألفا٬ منذ مطلع يناير الحالي. ومن جانبها٬ واصلت الصحف العربية الصادرة في لندن اليوم متابعتها لتطورات الوضع السوري٬ حيث نقلت صحيفة (الزمان) عن مصادر المعارضة السورية قولها أمس الجمعة إن القوات النظامية صعدت هجماتها على معاقل الجيش الحر في حمص ودفعت بقوات برية في مسعى لتأمين طريق لقواته عند تقاطع طرق هام. وأشارت الصحيفة إلى أن نحو 15 ألف مدني حوصروا عند الأطراف الجنوبية والغربية للمدينة قرب تقاطع طريقين أحدهما يربط بين شمال البلاد وجنوبها٬ والثاني يربط بين شرقها وغربها٬ وهو تقاطع هام لقوات الرئيس بشار الأسد في تحركها بين دمشق والساحل المطل على البحر المتوسط لنقل الإمدادات العسكرية التي ينقلها الأسطول الروسي عبر ميناء طرطوس إلى دمشق. وسلطت صحيفة (الحياة) من جانبها الضوء على جانب من الأزمة الإنسانية للاجئين السوريين بالدول المجاورة٬ مشيرة إلى تحذير الأممالمتحدة من تفاقم هذه الأزمة٬ خاصة في ظل ارتفاع أعداد تدفق اللاجئين إلى مخيم الزعتري في الأردن إلى مستويات قياسية. ونقلت (الحياة) عن المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة قولها إنها بصدد الإعداد لفتح مخيم جديد في الأردن قرب الزعتري آخر الشهر الحالي ينتظر أن يتسع لثلاثين ألف لاجىء فيما يضم مخيم الزعتري 65 ألفا حاليا. وفي سياق متصل٬ نقلت صحيفة (المستقبل) اللبنانية عن وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني قوله إن لبنان "سيطلب في مؤتمر الكويت مساعدة مادية للنازحين السوريين بقيمة 180 مليون دولار (...)٬ غير أن لبنان سيطلب إضافة مبلغ 190 مليون دولار تحتاجه المنظمات الدولية العاملة في لبنان من أجل الاهتمام بأوضاع النازحين في شتى المجالات٬ بمعنى أن ما يحتاجه لبنان هو 370 مليون دولار٬ وهي الحاجة لتغطية نفقات مائتي ألف نازح سوري لسنة واحدة". وبخصوص التدخل الفرنسي في مالي وتداعياته٬ نشرت صحيفة "الصباح" التونسية تقارير عن تقدم القوات الفرنسية والإفريقية نحو ما وصفته ب"معقل القاعدة" شمال البلاد٬ متسائلة ٬ بهذا الخصوص٬ عما إذا كان هذا التحرك يمثل "بداية العد التنازلي لمعركة كبرى في منطقة أزاود". كما نشرت الصحيفة حديثا أجرته مع السفير الفرنسي في تونس٬ فرانسوا غويات٬ قال فيه إن التدخل الفرنسي في مالي جاء بهدف "منع سقوط باماكو تحت سيطرة الجماعات المسلحة"٬ مؤكدا أن بلاده "لم تهاجم الإسلام٬ الذي يمثل الديانة الثالثة لديها٬ بل جماعات إرهابية"٬ واعتبر أنه "لولا التدخل الفرنسي في شمال مالي لكان الوضع اليوم أشد خطرا". ونقلت "الصباح" أيضا عن الدبلوماسي الفرنسي قوله إن "الخلايا النائمة في أوروبا وخارجها لا تخيفنا٬ وإن فرنسا لن تترك المجال مفتوحا لهؤلاء لتنفيذ مخططاتهم بسبب الخوف". وبخصوص حادث عين أمناس٬ كتبت صحيفة "الشروق" التونسية في تقرير تحت عنوان "المخابرات الجزائرية تطلع تونس على أسرار عملية عين أميناس" أن مسؤولا تونسيا قام مؤخرا بزيارة "سرية" للجزائر بطلب من هذه الأخيرة٬ حيث تم إطلاعه على "كامل تفاصيل" عملية الهجوم على مجمع الغاز بعين أميناس جنوبالجزائر٬ وعلاقتها بالأسلحة التي اكتشفتها السلطات التونسية مؤخرا بولاية مدنينبالجنوبالتونسي بالقرب من الحدود مع ليبيا٬ علما أن السلطات الجزائرية أعلنت عن وجود 11 تونسيا بين عناصر المجموعة الإرهابية التي نفذت الهجوم واحتجزت الرهائن الأجانب بالمجمع. وفي السياق ذاته٬ قالت صحيفة (الخبر) الجزائرية إن "السلطة وجدت نفسها تواجه جبهتين٬ واحدة خارجية تريد أدقí¸ التفاصيل والمعلومات عما جرى في الهجوم الإرهابي على تيقنتورين٬ خصوصا من الدول الأجنبية التي فقدت رعاياها في الاعتداء٬ وجبهة داخلية تنتقد عدم إشراكها في ما تسميه القضايا المصيرية٬ على غرار فتح المجال الجوي أمام الطائرات الفرنسية لشن الحرب في مالي". وكتبت أن "هذه المتاعب التي تواجهها السلطة٬ كان بالمقدور تفاديها لو اعتمدت مؤسسات الدولة تسيير الأزمة ب "الشفافية" وليس بالغلق الذي زاد من تأزيم الوضع٬ خصوصا في الشارع الذي وجد نفسه يتلقى أخبار بلاده من مصادر حكومية أجنبية٬ كما كان مع مسألة فتح المجال الجوي للطائرات الفرنسية"٬ معتبرة أن هذه الأوضاع "خلقت حالة من الريبة والشك ليس وسط الطبقة السياسية٬ بل وصلت إلى حد توجيه الاتهامات للسلطة بالتخلي عن مبادئ الدولة والرضوخ لإملاءات خارجية". وربطت صحيفة (الفجر) حادث عين أمناس٬ الذي هو أحد تداعيات الحرب في مالي٬ بوضعية الجزائر ككل حيث كتبت أن "الوضع الناشئ على الحدود٬ مع غياب منظومة إعلامية واتصالية ذات كفاءة ومصداقية وانعدام وسائل الترويج لصورة الجزائر في الخارج٬ يضاف إلى ذلك انتشار الفساد بكل أنواعه٬ ضعف الجبهة الوطنية وتفككها٬ تغييب كامل للنخب الوطنية النظيفة والنزيهة٬ تحول الأحزاب إلى مجرد أبواق ولجان للمساندة والتمسك بمسؤولين أثبتوا فشلهم على كل المستويات.. كل هذا يجعلنا نصرخ بأن بلدنا في خطر حقيقي وأن وحدته الترابية لم تكن أبدا مهددة كما هي عليه اليوم". وبخصوص الأحداث التي تشهدها مصر حاليا في سياق الذكرى الثانية للثورة٬ كتبت "الأهرام" في مقال رأي تحت عنوان " الربيع ومسارات التطور السياسي" أنه بعد مرور عامين على ربيع الثورة ما تزال الاضطرابات والفوضى والأزمات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية تكرس عدم الاستقرار الهيكلي للنظام وأجهزته ومؤسساته في ظل سعي لإيجاد مؤسسات وأجهزة موازية للدولة. وأضافت الجريدة القومية أن هذا السيناريو يقود إلى احتمالين أولهما ترقب وقوع انفجار اجتماعي وسط الفئات الأكثر عسرا في قيعان المدن وهوامشها٬ والثاني الوصول إلى توافقات حول الحد الأدنى نحو بناء أرضية مشتركة حول عدد من القضايا المتعلقة ببناء المؤسسات السياسية. ومن جهتها٬ أكدت صحيفة (الشروق) المصرية أن الثورة ليست في مسارها الصحيح وهو ما رفضته الملايين التي نزلت للشوارع أمس الجمعة٬ مضيفة أن الشعب لم يكن يريد تغيير الوجوه والقيادات فقط بل كان يبحث عن تغيير السياسات التي ستتغير معها حياته للأفضل٬ فيما رصدت صحيفة (الوطن) ظهور حركات جديدة في المجتمع تتبنى الفوضى والعنف وتصاعد العنف الاحتجاجي في الدولة٬ وأكدت أن على الدولة أن تفتح حوارا مع هؤلاء الذين يتعين عليهم من جهتهم أن يدركوا أن مصر تحتاج لسنوات حتى تتمكن من تجاوز أزمتها الراهنة. وتحت عناوين "حرب شوارع في محافظات مصر" و"الثورة تدخل جولة الإعادة" و"الثورة مستمرة" استعرضت كل من "اليوم السابع" و"الأخبار" و"المصري اليوم" المشهد الدامي الذي عاشته عدد من محافظات مصر أمس والذي خلف مقتل ستة أشخاص وجرح المئات. ومن جانبها٬ انتقدت صحيفة "الحرية والعدالة" الناطقة باسم جماعة الإخوان المسلمين ارتكاب ما أسمته "جرائم" باسم الثورة من خلال اقتحام المنشآت العامة ومقرات للجماعة٬ واعتبرت ذلك إجراما في حق الدولة والمواطنين. وفي السياق ذاته٬ كتبت صحيفة (الخليج) أنه عندما تعود الميادين والشوارع في القاهرة والمدن المصرية الأخرى في الذكرى الثانية لثورة 25 يناير لتمتلئ بالمتظاهرين والمعتصمين الذين يرددون الشعارات إياها التي رددوها ضد النظام السابق٬ بسبب تداعيات حراك شعبي هائل كان يفترض أن يغير وجه مصر ويعيد إليها ألقها ودورها لكنه أعادها القهقرى٬ فإن "الأمر يستدعي وقفة تأمل وتفحص لما جرى خلال عامين٬ حيث فصول الثورة لم تكتمل بعد بل تم السطو عليها وأخذها رهينة". وأضافت الصحيفة٬ في مقال تحت عنوان " تصويب الثورة "٬ أن ما جرى بالأمس في الميادين والساحات المصرية وقبله بأيام قليلة بل طوال العامين المنصرمين٬ "يستدعي القلق على مستقبل الثورة ومستقبل مصر فالنظام السابق سقط لكن النظام الذي حل محله أساء إلى الثورة وإلى أهدافها لأنه قفز إلى السلطة مرتدياً قناعها وعندما حط رحاله مارس سياسة احتكار السلطة وبناء الدولة على مقاسه ووفق أهدافه ورغباته وليس تطبيقاً لأهداف الثورة في الحرية والديمقراطية والعدالة". وقالت (الخليج) إن الشعب المصري "لم يثر من أجل أن يستبدل بنظام جائر نظاما جائرا ولا من أجل استبدال نظام قام على وحدانية الشخص والحزب والجماعة بنظام جماعة آخر يتغيى أهدافا قصيرة المدى وبعيدة كجزء من استراتيجية للسيطرة والحكم تتعدى حدود مصر وتتلاقى مع أهداف تخرجها من دورها القومي". وكتبت صحيفة القدس العربي أن الذكرى الثانية للثورة المصرية شهدت مظاهرات حاشدة في مختلف أنحاء البلاد طالبت برحيل الرئيس محمد مرسي والقصاص للشهداء وإسقاط النظام٬ مضيفة أن نحو تسع محافظات عرفت اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الشرطة مما أدى الى وقوع ستة قتلى ومئات الجرحى. وأبرزت الصحيفة أن وسط القاهرة بدا٬ مساء أمس الجمعة٬ كساحة حرب حيث تزايد عدد المتظاهرين ونشبت اشتباكات عنيفة بين الشرطة والمتظاهرين الذين حاولوا اقتحام مبنى التلفزيون ومجلس الشورى. ونقلت القدس العربي عن مراقبين قولهم إن نظام مرسي بدا الجمعة فاقدا القدرة على إحكام الأمن بالإضافة إلى فقدانه الشعبية٬ مع نزول مئات الآلاف إلى الشوارع مطالبين برحيله. ومن جانبها٬ تطرقت صحيفة (الشرق الأوسط) إلى اشتعال ميادين مصر مجددا بالمصادمات والمظاهرات وإشعال الحرائق في الذكرى الثانية لثورة 25 يناير٬ مشيرة إلى تسجيل هجوم مجهولين على مقار لمبان حكومية واقتحام مقار لجماعة "الإخوان"٬ وحصار المقر الرئاسي ومنزل الرئيس محمد مرسي في مسقط رأسه بمحافظة الشرقية. ونقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري قوله إن الجيش لن يتدخل في الصراع السياسي بين الرئيس ومعارضيه٬ وإن ظهور آليات تابعة له إجراء "احترازي". أما صحيفة (الحياة) فلاحظت أن ذكرى الثورة في مصر تحولت إلى "ثورة" ضد "الإخوان"٬ مشيرة إلى أن احتجاج مئات الآلاف من المصريين في مختلف المحافظات على جماعة الإخوان المسلمين الحاكمة٬ وضع حكم الرئيس محمد مرسي وجماعته تحت اختبار حقيقي. وأبرزت الحياة في السياق ذاته التزام الرئيس الصمت٬ واكتفاء الإخوان بمتابعة الشارع الذي بدا أنه سبق السياسيين مجددا بكل ألوانهم وأطيافهم. وبخصوص مستجدات الوضع في اليمن٬ كتبت صحيفة (البيان) الاماراتية أن اجتماع مجلس الأمن المرتقب الاثنين المقبل في صنعاء "يكتسب أهمية استثنائية في اليمن كضامن لعملية انتقال السلطة المصاغة خطواتها في المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة"٬ مشيرا إلى أن هذا اللقاء يمثل "رسالة قوية من المجتمع الدولي مفادها أنه يؤيد دولة يمنية موحدة ولن يسمح بعرقلة العملية السياسية مهما كان الأمر". وفي موضوع مختلف٬ أشارت صحيفة (الحياة) اللندنية إلى استعداد وزير الخارجية الأمريكي الجديد جون كيري القيام بجولة شاملة لمنطقة الشرق الأوسط في الأسابيع المقبلة٬ تشمل على الخصوص تركيا والسعودية والأردن٬ كما من المتوقع أن تشمل الأراضي الفلسطينية واسرائيل ومصر لدفع عملية السلام. واعتبرت الصحيفة أن هذه الزيارة تشكل خطوة تعكس نية أمريكية لإنعاش ديبلوماسيتها في الشرق الأوسط. وبخصوص بعض القضايا المحلية٬ تناولت الصحف الأردنية تداعيات الانتخابات البرلمانية التي جرت الأسبوع الجاري٬ وبهذا الخصوص كتبت صحيفة (الغد) أنه "رغم الهدوء النسبي٬ الذي تخلل انتخابات 2013٬ مقارنة مع المواسم الانتخابية السابقة٬ فقد شهدت مناطق ودوائر انتخابية مختلفة في المملكة عددا من حوادث العنف٬ نجم بعضها عن إطلاق الأعيرة النارية والمشاجرات٬ فضلا عن حوادث السير"٬ فيما اعتبرت صحيفة (العرب اليوم) أن الأيام القليلة المقبلة "ستكشف٬ وحسب التقارير غير المجاملة للهيئات الرقابية الرسمية المحلية والعربية والدولية٬ والجهات الرقابية غير المعلن عنها٬ أن حجم التجاوزات والخروقات التي وقعت في الانتخابات أكبر بكثير مما تتحدث عنه التقارير الآن". واهتمت الصحف التونسية بالتعديل الوزاري المرتقب٬ حيث اعتبرت صحيفة "الشروق" في افتتاحيتها أن التعديل الوزاري المنتظر سيكون "بعيدا وعاجزا عن تحقيق الصدمة الإيجابية للمواطن ورجل الشارع "٬ مسجلة أن الحكومة "لا تحتاج إلى تعديل بقدر ما تحتاج إلى إعلان برامج وتصور واقعي وواضح يساهم في طمأنة الشعب التونسي ويساعد على بناء مؤسسات تساهم في ترسيخ الانتقال الديمقراطي وتجنب البلاد هيمنة التجاذبات السياسية التي أدخلت البلاد مظلم ومسدود". أما رياضيا٬ فقد وقفت الصحف الجزائرية عند واللقاء المصيري الذي سيجريه المنتخب الجزائري اليوم ضد نظيره الطوغولي برسم نهائيات كأس إفريقيا للأمم٬ حيث اختارت متابعة الحدث بعناوين منها "الفوز لبعث الأمل ورد الاعتبار"٬ و"الانتصار أو العودة إلى الديار"٬ و"لا خيار غير الفوز لتفادي الإقصاء المبكر".