شكل ملف الأزمة السورية وتداعياتها على مستوى اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب في القاهرة٬ وتطورات الأحداث السياسية والاقتصادية خاصة في مصر وتونس٬ والمستجدات الأخيرة في جمهورية مالي أبرز اهتمامات وتحاليل الصحف العربية الصادرة اليوم الاثنين. ففي الأردن شكل التحذير٬ الذي أطلقه وزير الخارجية الأردني٬ ناصر جودة٬ أمس في القاهرة٬ أمام الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب٬ والمتعلق بمواجهة منطقة الشرق الأوسط لأكبر موجة لجوء تعرفها المنطقة منذ 60 عاما٬ أبرز اهتمامات الصحف الأردنية. وهكذا نقلت صحيفة (الغد)٬ عن جودة قوله خلال الاجتماع٬ الذي خصص لمناقشة سبل دعم بلدان الجوار السوري في مواجهة متطلبات اللاجئين السوريين٬ أن "ما نواجهه لا يعدو كونه مقدمات لانفتاح باب الأزمة الإنسانية على مصراعيه٬ فأعداد النازحين٬ والبيانات الأممية حولهم تؤشر على أننا قد نكون بصدد أكبر موجة لجوء تشهدها المنطقة منذ 60 عاما"٬ داعيا إلى ضرورة أن تضطلع جامعة الدول العربية بدور أساسي في معالجة هذا الموضوع٬ ومقاربته بشكل يكفل تشاطر الأعباء مرحليا٬ لحين تثبيت استقرار الأوضاع في سورية. من جهتها٬ ذكرت صحيفة (الرأي)٬ أن جودة أشار إلى استضافة الأردن لنحو 300 ألف لاجئ سوري٬ من ضمنهم نحو60 ألفا في المخيمات و240 ألفا في المدن والقرى٬ مبرزا أن بلاده تحملت العام الماضي٬ مبلغ 600 مليون دولار جراء ذلك. واهتمت الصحف اللبنانية بموضوع هجرة السوريين من خلال قرار الجامعة العربية ٬ إيفاد بعثة إلى الدول المضيفة للاجئين (لبنان٬ والأردن٬ والعراق) لتقرير حجم المساعدات المطلوبة٬ وذلك عقب الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب بطلب من لبنان لدراسة إمكانات تقديم الدعم للاجئين السوريين والفلسطينيين الذين تدفقوا على البلد بسبب الأزمة السورية. ونقلت صحف (النهار) و(السفير) و(المستقبل) عن وزير الخارجية والمغتربين اللبناني عدنان منصور قوله٬ في كلمته خلال ترؤسه الاجتماع٬ "إن المسح الميداني للجهات اللبنانية المختصة كشف النقاب عن أوضاع صعبة٬ وأظهر حقائق وأمورا أبرزها : في لبنان حاليا أكثر من مئتي ألف نازح سوري٬ وثمة نسب مئوية مقلقة تشير إلى أن قرابة 75 في المئة من هؤلاء النازحين هم من النساء والأطفال". أما الصحف القطرية فقد شددت على ضرورة تقديم كافة أشكال الدعم للشعب السوري ومؤازرته في أزمته الراهنة التي تفاقمت بفعل الظروف المناخية الصعبة التي يعيشونها. واعتبرت صحيفة (الراية) أن قرار جامعة الدول العربية إيفاد بعثة إلى الدول العربية المجاورة لسورية لتقصي أوضاع النازحين السوريين واحتياجاتهم لتحديد حجم المساعدات المطلوبة "تشكل خطوة في الاتجاه الصحيح رغم أنها جاءت متأخرة وكان يمكن للجامعة العربية أن تبادر بها مبكرا ٬قبل أن تتفاقم أوضاع اللاجئين في دول جوار سورية٬ خاصة بعد مقدم فصل الشتاء والأوضاع المناخية الصعبة التي تشهدها المنطقة." وأكدت (الراية) على "ضرورة العمل لتضافر الجهود العربية والدولية من أجل تقديم المزيد من المساعدات للمتضررين السوريين والتخفيف من معاناتهم٬ خاصة أن الأممالمتحدة تتوقع أن يصل عددهم في دول الجوار إلى أزيد من مليون لاجئ في شهر يونيو المقبل إذا ما استمر الصراع في سورية وهو ما يفوق قدرات وإمكانات دول الجوار المستضيفة للاجئين السوريين". أما في مصر فقد عاد اسم الرئيس السابق حسني مبارك ليظهر مجددا في الصفحات الأولى للصحف المصرية الصادرة اليوم ٬على خلفية حكم محكمة النقض المصرية بإعادة محاكمته والمتابعين معه في ملف قتل المتظاهرين والفساد المالي. فقد رأت صحيفة " الجمهورية " أن "محاكمة مبارك تبعث الثورة من جديد" ٬ونقلت عن القيادي في جماعة " الإخوان المسلمين " عصام العريان قوله تعليقا على الحدث "إرادة الله ٬أن تعاد المحاكمة في عهد (محمد) مرسي مع توافر أدلة جديدة " في إشارة إلى تقرير جديد للجنة تقصي الحقائق في وقائع الثورة. وعلقت "المصري اليوم "٬ من جانبها على إعادة محاكمة الرئيس الذي أطاحت به الثورة بعنوان يقول " مبارك ..باق للإعادة " ونقلت عن مصادرها أن إعادة محاكمة الرئيس السابق والمتهمين معه ستتم في أبريل المقبل. أما صحيفة " الصباح " فرأت أن " مبارك ينجو من المؤبد .. وهدايا الأهرام تبقيه في السجن" في إشارة إلى حبس الرئيس السابق احتياطيا على ذمة قضية جديدة تتعلق بتلقيه هدايا بقيمة ضخمة من مؤسسة " الأهرام". وكتبت صحيفة " الوطن" أن " "عفريت" مبارك يظهر من جديد"٬ مشيرة إلى أن أسر شهداء الثورة يخشون من أن يتم إتلاف الأدلة الجديدة التي تدين الرئيس السابق والمتهمين معه بقتل الثوار خصوصا ٬ فيما تناولت " اليوم السابع " سيناريوهات المحاكمة الجديدة بين النيابة العامة والدفاع. وذهبت صحيفة " الوفد " إلى أن احتمال تشديد العقوبة على مبارك وباقي المتهمين " قائم " وهو ما ذهبت إليه أيضا صحيفة " الحرية والعدالة" الناطقة باسم الذراع السياسي ل"الإخوان المسلمين"٬ عندما كتبت "حبل المشنقة ينتظر مبارك والعادلي بعد قبول " النقض " لطعن النيابة". واكتفت صحيفة" الأهرام" بعنوان إخباري محض عن إعادة محاكمة حسني مبارك والمتهمين معه بقتل المتظاهرين والفساد المالي٬ حيث نشرت تغطية للأجواء التي رافقت صدور الحكم بمحكمة النقض أمس ٬إضافة إلى رصد رأي مختلف القوى السياسية في البلاد والتي أعربت عن " تخوفها من حصول مبارك على البراءة " وطالبت ب" إجبار مؤسسات الدولة على تقديم أدلة الإدانة". وانصب اهتمام الصحف التونسية حول الذكرى الثانية لثورة 14 يناير 2011 ٬التي تحتفل بها تونس اليوم في ظل أوضاع صعبة تعيشها البلاد سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. وتناولت بالتحليل استحقاقات المرحلة القادمة خاصة ما يتعلق بالإسراع في الانتهاء من المرحلة الانتقالية الحالية وارساء مؤسسات سياسية ودستورية من خلال تنظيم انتخابات عامة تنقل البلاد إلى مرحلة الاستقرار والبناء. وفي هذا السياق اعتبرت صحيفة "الصباح الأسبوعي" أن الاحتفال بهذه الذكرى مناسبة للوقوف عما تحقق من أهداف الثورة الشعبية ٬ التي دفعت فيها تونس "خيرة أبنائها ونسائها لتغيير النظام الذي جثم على قلوب الملايين من التونسيين". وأضافت أن الكل مطالب "بوقفة تأمل" لتقييم حصيلة سنتين من الثورة ودعوة مكونات المجتمع المدني والسياسي إلى "محاسبة النفس على ما قدموه لتونس "٬ مؤكدة أن على الجميع "أن يعي جسامة المسئولية وحساسية المرحلة الانتقالية التي يجب أن تتوج بانتخابات ديمقراطية ونزيهة ". وفي الجزائر طغى موضوع الوضع الحدودي في ضوء الحرب في جمهورية مالي على اهتمامات أبرز الصحف الجزائرية . وفي هذا السياق كتبت صحيفة (الخبر) أن "قيادة الجيش أمرت الجنود بإطلاق النار على أي مركبة تحاول اختراق الحدود بعد الإنذار الأول٬ ما يعني بداية ظهور أولى نتائج الحرب المالية على الحدود الجنوبية للجزائر"٬وأن "وحدات الجيش فرضت رقابة مشددة على الحدود الجنوبية٬ لمنع تهريب بعض السلع التي تحتاجها الجماعات الإسلامية المسلحة لمواصلة الحرب". وأشارت إلى أن "الحكومة الفرنسية طلبت من الجزائر حسب مصدر عليم - تشديد الرقابة على الحدود لمنع تهريب الوقود وبعض السلع الاستراتيجية إلى الجماعات الإسلامية المتشددة٬ وطلبت الأمر نفسه من موريتانيا والنيجر٬ لعزل المتشددين الإسلاميين وتدمير قدرتهم على مواصلة الحرب". وفي السياق ذاته كتبت صحيفة (الشروق) أن "قوات الجيش الوطني عززت تواجدها وانتشارها بشكل لافت ومكثف على امتداد الشريط الحدودي مع مالي٬ على مسافة تزيد عن 1400 كلم٬ حيث تم غلق الحدود بشكل دائم٬ في إجراء وقائي ولأسباب أمنية محضة". وتطرقت الصحف العربية الصادرة في لندن إلى التطورات السياسية والميدانية في ملف الأزمة السورية٬ والعملية العسكرية الفرنسية في مالي إلى جانب متابعة عدد من القضايا العربية المختلفة. فبخصوص الملف السوري٬ كتبت صحيفة "الحياة" عن تسارع التطورات أمس الأحد وطرح تساؤلات جديدة بشأن مصير المبعوث الأممي - العربي للأزمة السورية الأخضر الإبراهيمي٬ مضيفة أنه في الوقت الذي اعتبر فيه الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أن "الطريق الوحيد" المتاح لإنهاء أزمة سورية "هو فرض وقف لإطلاق النار بواسطة قوة لحفظ السلام تتشكل تطبيقا للفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة"٬ قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن استبعاد بشار الأسد عن العملية السياسية "غير وارد" في اعلان جنيف٬ مشددا على أنه أمر"يستحيل تنفيذه". ومن جهة أخرى٬ نقلت صحيفة "القدس العربي" عن الرئيس المصري محمد مرسي٬ إعلانه رفض بلاده استخدام القوة العسكرية لإسقاط النظام السوري أو أي محاولة لتقسيم سورية. أما بخصوص تدخل القوات الفرنسية في مالي٬ فقد تحدثت صحيفة "الشرق الأوسط" عن اتساع رقعت الحرب في مالي ومواصلة الطائرات الحربية الفرنسية أمس غاراتها لليوم الثالث على التوالي٬ مشيرة الى وجود توجه في باريس يترك الباب مفتوحا لتواصل العملية العسكرية حتى تحقق أهدافها من غير تحديد سقف زمني لها من شأنه أن يقيد تحركات الرئيس فرنسوا هولاند. ومن جانبها كتبت صحيفة "الحياة" عن إرسال فرنسا تعزيزات عسكرية إلى باماكو٬ وذلك في انتظار وصول قوة أفريقية من دول مجاورة٬ لإخراج المسلحين المرتبطين ب"تنظيم القاعدة"٬ من شمال البلاد. وأشارت الصحيفة إلى اعتراف السلطات الفرنسية بصدمتها لمواجهة قواتها في مالي مجموعات إسلامية "مجهزة ومدربة بشكل جيد" وتمتلك "معدات حديثة متطورة". كما نقلت الصحيفة عن وزير الدفاع الفرنسي قوله إن بلاده تحظى بمساندة استخباراتية ولوجستية من الولاياتالمتحدة٬ فيما خصصت بريطانيا طائرة نقل عسكرية٬ ستقدم دعما لوجستيا للجيش الفرنسي. وبخصوص التطورات السياسية في مصر٬ كتبت صحيفة" العرب" عن سعي الرئيس محمد مرسي تعزيز تقاربه مع السلطات الإيرانية وذلك على حساب علاقات بلاده مع قطر. وأشارت في هذا الخصوص إلى أن الرئيس المصري غير موقفه تماما من التدخل العسكري للإطاحة بالأسد ٬ فبعد أن كان يطالب بتحرك دولي ضده أصبح يرفض استخدام القوة العسكرية لإسقاطه. واعتبرت صحيفة "العرب "أن هذا التغير الذي تم بمئة وثمانين درجة ٬جاء عقب زيارة وزير الخارجية الإيراني للقاهرة متم الأسبوع الماضي٬ وهو ما من شأنه أن " يدق إسفينا بين إخوان مصر وقطر الداعم الأساسي لهم". ونقلت الصحيفة عن مراقبين قولهم إن تصريحات مرسي تعكس من جهة أزمة مبادئ لدى الإخوان المسلمين الذين يطلقون التصريح ونقيضه٬ ومن جهة أخرى تكشف عن حالة من التوتر في علاقاتهم الخارجية.