تتعارض الخطة الهجومية التي بدأت ترتسم لدى الإدارة الأمريكية مع سلوك الاحتراس الذي أبداه فرانسوا هولاند في الملف السوري، ففي الوقت الذي اختارت فيه الدبلوماسية الفرنسية التحرك في إطار القوانين الدولية، فضلت نظيرتها الأمريكية ترسيم آفاق استراتيجيتها المقبلة بالمنطقة وذلك بطرحها لخيار ما بعد نظام الأسد. وقد تزامن كل ذلك مع خرجات متتالية لساركوزي ومحسوبين عليه تنتقد فرانسوا هولاند وأسلوبه الرخو والمتماطل في الأزمة السورية، ومن بين هذه الخرجات دعوة الفيلسوف برنار هنري ليفي إلى تدخل عسكري جوي في سوريا. في الوقت الذي سعرت فيه الآلة العسكرية لنظام الطاغية بشار الأسد حربها لدك شوارع ومباني حلب، نشطت الدبلوماسية على أكثر من جهة وجبهة. وهكذا وفي الوقت الذي اختارت فيه الدبلوماسية الفرنسية التحرك في إطار القوانين المخولة من قبل مجلس الأمن، اختارت الدبلوماسية الأمريكية ترسيم آفاق استراتيجيتها المقبلة بالمنطقة وذلك بطرحها لخيار ما-بعد نظام الأسد. وقد جاءت الزيارة التي قامت بها هيلاري كلينتون لتركيا لتندرج في هذا السياق ولرسم معالم ما بعد-هذه المرحلة. وفي ختام زيارتها، وعقب اختتام لقاءاتها مع رئيس وزراء تركيا، أعلنت كلينتون أن الولاياتالمتحدة وتركيا قررا تشكيل «هيئة رسمية مشتركة» لبحث السيناريوهات الأسوأ في سوريا وتدارس مرحلة ما بعد بشار الأسد. وذكرت كلينتون خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرها التركي أحمد داود أوغلو، بأن البلدين يعملان معا على دعم التعاون الأمني والعسكري والمخابراتي. بعد زيارة كاتبة الدولة في الشؤون الخارجية لتركيا، حل لوران فابيوس، وزير الخارجية الفرنسي يوم الثلاثاء الماضي في عمان في جولة تشمل تركيا ولبنان للوقوف على الوضع الإنساني وبحث سبل تعزيز المساعدات الإنسانية للنازحين الذين يقدر عددهم بمائتين وخمسين ألف نازح. وقد أقلعت طائرة اير باص من نوع 310 يوم الخميس الماضي محملة بوحدة طبية في اتجاه الاردن. وتتشكل هذه الوحدة من 50 طبيبا وطبيبة. كما كانت الطائرة محملة ب 20 طنا من الأدوية والغذاء، كما انطلقت يوم السبت الماضي طائرة أخرى محملة، هذه المرة فقط، بالأدوية. أما إيران التي أصبحت طرفا في الصراع بحكم مساندتها لنظام بشار الأسد واختطاف «حجاج» من طرف الجيش السوري الحر، وتواجد مستشارين عسكريين ومخابراتيين يعملون إلى جانب الجيش النظامي، فقد حاولت بدورها التموقع في المشهد بعقدها لقمة دعم للنظام السوري. وقد شارك في المؤتمر كل من روسيا، العراق، أفغانستان، باكستان، لضخ بعض الأنفاس في الحليف السوري. لكن هذه القمة لم تسفر عن أي نتيجة. تدرك طهران جيدا بأن سقوط نظام بشار الأسد معناه انهيار القوس الشيعي بالمنطقة، والذي يمتد من لبنان إلى العراق مرورا بالبحرين، وهو القوس الذي يؤمن لها موقع قدم بالمنطقة. ويأتي الاجتماع الطارئ الذي عقده يوم الأحد الماضي مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، كمبادرة لتهييئ القمة الإسلامية الاستثنائية بمدينة مكة يومي 15-16 غشت، مناسبة قد يطفو فيها على السطح التوتر بين إيران والسعودية، خصوصا أن محمد أحمدي نجاد سيشارك في هذا اللقاء. ماذا ستسفر عنه هذه المبادرات الدبلوماسية التي تبطن خفايا وخلفيات لا يدرك بالضرورة مقاصدها الشعب السوري؟ المؤكد أن المقاومة تطالب اليوم بالسلاح لكسر شوكة الطاغية الأسد. فقد تبين بأن استراتيجية الدك والدمار على الطريقة السوفياتية التي يتبعها الجيش النظامي السوري أبانت عن هشاشة الخطاب الرسمي القائل بأن النظام «يحارب إرهابيين». إذ تسببت خطة الأرض الخراب في فرار السكان وترسخ العداء تجاه بشار الأسد. إذا كانت تلبية مطالب المقاومة بتزويدها بالسلاح تعتبر أحد الخيارات التي أصبحت تميل إليها الإدارة الأمريكية، فإن فرنسا لا تزال راغبة في تحكيم القانون الدولي، وذلك بتعبئة مجلس الأمن، الذي تولت رئاسته ابتداء من فاتح غشت. الواضح ان الولاياتالمتحدة تسعى إلى تحصين موقعها بالمنطقة، خصوصا أن سوريا منصة حيوية تتوقف عليها استراتيجية أمريكا بالمنطقة، يتوقف عليها توازن كل من العراق، إسرائيل، لبنان، تركيا، وهي بلدان حليفة وحيوية بالنسبة لاستراتيجية أمريكا. فتور الدبلوماسية الفرنسية تتعارض الخطة الهجومية التي بدأت ترتسم لدى الإدارة الأمريكية مع سلوك الاحتراس الذي أبداه فرانسوا هولاند في الملف السوري، والذي كان مثار سجال بين اليمين واليسار. فبعد التصريح الذي أدلى به نيكولا ساركوزي لصحيفة ل«وباريزيان»، والذي ذكر فيه ب«أمجاده الأطلسية» في ليبيا، عاود الكرة خلال المكالمة الهاتفية التي جمعته لمدة أربعين دقيقة مع عبد الباسط سيدا. وقد أكدا في نهاية المكالمة على ثلاثة عناصر قالا إنهما يشتركان فيها، وهي أن الأزمة السورية تشكل خطرا على الشعب السوري وعلى المنطقة التي تنتمي إليها سوريا جغرافيا، وأن الأسرة الدولية مدعوة للتحرك بسرعة لتطويق الأزمة ووضع حد لمعاناة الشعب السوري، وأن هناك حسب رأيي ساركوزي وسيدا تشابها كبيرا بين الأزمة السورية والأزمة الليبية. اتكئ اليمين الساركوزي على هذه «الخرجة» ليطلق النار على فرانسوا هولاند وأسلوبه الرخو والمتماطل في الأزمة السورية. وقد استغل ساركوزي وأتباعه فرصة مائة يوم على تقلد فرانسوا هولاند الرئاسة، ليقدموا له تهاني مسمومة. وقد مرت، يوم الثلاثاء الماضي، مائة يوم على تولي فرانسوا هولاند للرئاسة، وهي المناسبة التي يتم فيها تهييئ طقوس الحساب والعقاب: أي إنجازات؟ ما هي العثرات والإخفاقات؟ كما تطرح المعاهد استطلاعاتها الراصدة لتوجهات ومواقف الرأي العام الفرنسي حول سياسة الرئيس ومدى تطبيقه أو وفائه بتعهداته الانتخابية. وكان معهد إيفوب سباقا إلى نشر أول الاستطلاعات التي تم إنجازها بين 6 و8 غشت، وذلك لصالح صحيفة «لوفيغارو» اليمينية. ويظهر من خلال هذا الاستطلاع أن نسبة مرتفعة من الفرنسيين ناهزت 54% أعربت عن تشككها في العمل الذي يقوم به فرانسوا هولاند وفي قدرته على حل مشاكل البلاد. لكن فئة منهم اعترفت لهولاند بالقطيعة مع أسلوب ومنهجية نيكولا ساركوزي في التسيير وتدبير الشأن الفرنسي. لكن يبقى الرئيس مطالبا بإظهار الزعامة التي لا يقر له بها الفرنسيون. بالمقابل، حظي هولاند بثقة أغلبية من الفرنسيين التي رأت أنه التزم بتعهداته. عثرة حظ الساركوزيين لكن الساركوزيين لم يسعفهم الحظ. فقد جاء اعتقال ميشال سماحة، الوزير اللبناني السابق، وعميل بشار الأسد، وفي حوزته أسلحة، ليضرب الخطة الهجومية لليمين الساركوزي في الصميم. ذلك أن الرجل لعب دور الوسيط بين بشار الأسد ونيكولا ساركوزي بهدف تطبيع العلاقات بين البلدين. وقد توج هذا التقارب بالزيارة الرسمية التي قام بها الطاغية السوري إلى فرنسا، والتي استقبل خلالها بحفاوة من طرف نيكولا ساركوزي. كما أن تزامن «خرجة» ساركوزي مع «خرجة» بيرنار هنري ليفي وأندريه غلوكسمان لم يخدم بالمرة مصداقية مبادرة ساركوزي. بيرنار هنري ليفي، الذي أوعز لساركوزي التدخل في ليبيا والذي دخل بنغازي فاتحا، لم يتحرك بدافع أهداف إنسانية صرفة، بل أيديولوجية تبقى إسرائيل من بين معادلاتها الوازنة. تعرف المعارضة السورية المقيمة في فرنسا هذه الحقيقة جيدا. لذلك تجاهلت جميع المبادرات التي أقدم عليها. إذ اعتبرته شخصا لا يمكن معاشرته. ما اقترحه لحل الأزمة السورية، أي تكرار السيناريو الليبي، معناه تسليم مفاتيح سوريا للأمريكيين، مع فتح مظلة واقية من فوق إسرائيل وإخماد مطالب الفلسطينيين. يلتقي موقف بيرنار-هنري ليفي مع موقف أندريه غلوكسمان على نفس النغمة. فالفيلسوفان، اللذان أطلقا تيار «الفلاسفة الجدد» ما لبثا أن تركا الفلسفة لأجل «سياسة حقوق-إنسانية تندد بالخروقات وكل أشكال التطرف»، باستثناء ما يلحق الشعب الفلسطيني، وهو ما يدخل في اعتبارهما في خانة «الإرهاب» ! لذا تبقى نظرتهم للشرق الأوسط صهيونية متمركزة تقوم على الاستثناء اليهودي. وعليه، فإن «الفورة» الفكرية لهذين الفيلسوفين في عهد ساركوزي، والتي وجدت إعلاميا الكثير من الدعم، بدأت اليوم تخبو بسبب حيطة المعارضة السورية في فرنسا التي تعرف أيديولوجية الرجلين. مآساة النازحين إلى إشعار آخر، ستكتفي فرنسا بطرح ورقة المساعدة الإنسانية وورقة القانون الدولي. بالنسبة للورقة الإنسانية فلها ما يبررها. فالوضع المأساوي الذي يعيشه النازحون الموزعون على أكثر من بلد مجاور لسوريا أصبح بالفعل أحد الأوليات الاستعجالية. على النقيض من المبادرات التي تطلق في فرنسا على غرار ما وقع بهايتي، فإن الدولة والمؤسسات الدولية الخيرية هي النشيطة على الجبهة. وتتقدم خارطة اللاجئين السوريين على النحو التالي: بالأردن، وهو البلد الذي يؤوي أكبر عدد من النازحين، فقد استقبلت المملكة ما يقرب من 150 ألف نازح. وفدوا في أغلبيتهم من درعة وحمص. من حلب وحدها نزح ما يقرب من مائتي ألف شخص عند نهاية يوليوز. ويستقبل مخيم الزعتري 113 ألف لاجئ. أما الذين قرروا البقاء، فوجدوا ملاذا غير آمن بالمدارس والمساجد. أما تركيا، فتشكل بدورها أحد مراكز الاستقبال بإيوائها ل 50 ألف نازح. وقد فتح الهلال الأحمر التركي 9 مخيمات على الحدود مع سوريا. في لبنان، بلغ عدد اللاجئين 33 ألف لاجئ، دون أن تشمل الإحصائيات اللاجئين الذين استضافتهم عائلاتهم. أما على الحدود العراقية-السورية، فان اللاجئين، بمن فيهم النازحون العراقيون، بلغوا إلى غاية بداية غشت، 23 ألف لاجئ. أما على مستوى المغرب العربي، فإن الجزائر التي تربطها بنظام بشار الأسد علاقات متينة، والتي ناهضت بعض مواقف الجامعة العربية، استقبلت إلى الآن 12 ألف نازحا سوريا، على اعتبار أن السوريين لا يحتاجون إلى تأشيرة لدخول الجزائر. وقد أعدت بشرق الجزائر مراكز استقبال مخصصة للنازحين السوريين. هذه الوضعية المأساوية التي تتميز بشدة الحر وبالظروف القاسية داخل المخيمات بالنسبة لشرائح لم تكن تعتقد أنها ستصبح يوما في هذا الوضع، اعتبرتها فرنسا إحدى الأولويات السياسية. بعبع الأسلحة الكيماوية وبذلك تعطي فرنسا انطباعا بنهجها لسياسة واقعية، خصوصا أن رهان تزويد المقاومة بالسلاح قد يؤدي إلى نتيجة عكسية، وهي استعمال النظام السوري للأسلحة الكيماوية، البعبع الذي يخيف فرنسا والغرب عموما. وتأخذ فرنسا على محمل الجد التصريحات التي سبق أن أدلى بها سفير سوريا السابق بالعراق، نواس فارس، لما كشف أن بشار الأسد يفكر في استخدام الأسلحة الكيماوية في حالة هزيمته. وقد أشارت وول ستريت جورنال، مستندة على تقارير للاستخبارات الأمريكية، إلى أن أسلحة كيماوية تم نقلها إلى أمكنة مجهولة، وربما إلى جوار بعض المطارات، الشيء الذي أكدته المعارضة. وتشير بعض التقارير إلى أن سوريا تمتلك أربعة معامل لصنع المواد الكيماوية. وقد طورت هذه المصانع ما بين السبعينات والثمانينات بمساعدة الروس والإيرانيين. لا يتخوف الغرب من استعمال هذه الأسلحة، والتي قد تكون ذريعة لتدخل دولي، أكثر مما يتخوف من سقوطها في أيدي أجنبية، أي في أيدي إسلاميي القاعدة. هنا يتدخل البعبع الثاني الذي ترفعه الدول الغربية، ألا وهو سقوط سوريا في أحضان الإسلاميين ! وقد ألفنا لدى اندلاع الثورة في تونس، مصر وليبيا، هذا النوع من صيحات الإغاثة. وتستشهد التحقيقات الصحفية بوجود الجهاديين أو بوصولهم إلى سوريا. تشير بعض من هذه التحقيقات إلى أن هؤلاء المحاربين ليسوا سوريين، بل يحملون جنسيات باكستانية أو إنجليزية بلكنة إنجليزية من بيرمنغايهم. وهذا ما نقله الصحفي الهولندي جيروين إيرليمانز، والصحفي البريطاني جون كانتل، اللذان احتجزتهما جماعة إسلامية قيل إنها جماعة جهادية تنشط بأحد المخيمات بشمال سوريا. إن كان من الصعب تحديد عدد هؤلاء المجاهدين، فالمؤكد أنهم وفدوا من العراق، لبنان، ليبيا، ومن أوروبا. وفي المدة الاخيرة، طرحت أشرطة فيديو على اليوتوب تظهر مقاتلين يقومون بالدعاية للجهاد في سوريا على طريقة القاعدة. الحركة الجهادية بمختلف فصائلها ليست وهما في سوريا، بل حقيقة عينية. ويتعايش اليوم الجيش السوري الحر معها. الغاية على المدى القريب هي تكثيف الضربات لنظام بشار الأسد، من دون التساؤل عن نوعية العلاقات المستقبلية بين الطرفين. تحسب فرنساوالولاياتالمتحدة والغرب عموما ألف حساب لمآل ومستقبل سوريا باعتبارها نقطة تمفصل استراتيجية يتوقف عليها مصير الدولة العبرية وتوازن الدول الحليفة. لذا تبقى جميع الخيارات مفتوحة لاقتلاع جذور نظام بشار الأسد، بما فيها خيار عملية اغتيال قد تدبرها وكالة الاستخبارات الأمريكية بالتعاون مع عملاء من داخل النظام. وتشي نبرة خطاب هيلاري كلينتون بأنقرة بهذا التوجه. وتشير بعض تقارير الصحافة الأمريكية إلى أن الخلاص الوحيد للتخلص من بشار يبقى هو عملية تصفيته. لكن الفرنسيين ليسوا من أنصار مثل هذه الحلول، التي من شأنها إنتاج أشباح مضادة. لذا يعطون انطباعا بأنهم مكتوفي الأيدي إزاء بلد كان يقع تحت نفوذ فرنسا وتربطه بها علاقات تاريخية متينة.
برنار ليفي.. دخول «مريب» على خط الثورة السورية وجه المفكر الفرنسي برنار هنري ليفي الذي كان من أول العاملين من أجل التدخل العسكري الغربي في ليبيا، نداء من أجل تدخل عسكري جوي في سوريا وذلك في مقال بصحيفة "لوموند" بعنوان: "طائرات من أجل حلب". وكتب ليفي: "القضية عادلة، والحق من وراء القصد. السوريون أنفسهم، وهم الأساس، يطلبون المساعدة. ولم تنجح الوسائل السياسية والدبلوماسية ومحاولات الوساطة". وأضاف في مقاله: "حلب اليوم هي بنغازي الأمس. والجرائم التي ترتكب فيها هي تلك التي هدد القذافي بارتكابها في عاصمة برقة قبل التدخل. ولن يفهم أحد كيف أن ما فعلناه لمنع جريمة أعلن أنها ستنفذ (في ليبيا) نرفض أن نقوم به ليس لمنع، بل لوقف جريمة بدا تنفيذها" (في سوريا). وتابع: "إن سوء النية في هذا النقاش لا حدود له، والبعض يزعم أنه فهم أن الأمر يتعلق بإرسال فرق مشاة إلى الحرب كما حدث في أفغانستان. والواقع غير ذلك". وأوضح مفصلا: "الواقع هو أولا منطقة حظر جوي تفرض انطلاقا من قواعد الحلف الأطلسي في إزمير وإنجرليك بتركيا لمنع طائرات بشار الأسد من قصف نساء حلب وأطفالها". وتابع: "بعد ذلك تفرض "منطقة حظر التحرك" تمنع انطلاقا من الجو الكتائب المدرعة من التنقل من مدينة إلى مدينة وزرع الرعب فيها. إنه الاقتراح القطري القائم على إنشاء "منطقة حظر قتل"، تحميها عناصر الجيش السوري الحر المجهز بأسلحة خفيفة". ومضى يفصل الخطة: "وهي أيضا الفكرة التركية لإقامة "مناطق عازلة" في شمال البلاد لتوفير ملاذ للمدنيين الفارين من المعارك. وهي حزمة متدرجة من الإجراءات تهدف إلى إفهام الديكتاتور أن العالم لن يسمح بهذه المجزرة". وقال ليفي: "الأسد هو نمر من ورق. إنه قوي بسبب ضعفنا. ومتى ما أظهر أصدقاء الشعب السوري تصميمهم وأرسلوا إشارات ملموسة عن قدرتهم على الضرب، فإنه سيفضل المنفى على الانتحار". وذكر ليفي أن فرنسا تتولى لأسبوعين آخرين الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي. وكتب: "ليس من المفهوم في هذه الظروف ألا يستخدم رئيس الجمهورية، المنتخب حديثا والذي يتمتع بموجب ذلك بسلطة معنوية كاملة، الإمكانات التي يوفرها له الوضع". وكان ليفي انتقد في الثالث من الشهر الجاري عمل الرئيس فرنسوا هولاند في الملف السوري، وطالبه بمزيد من الحزم حيال الأحداث الدامية الجارية في هذا البلد، في مقابلة أجرتها معه صحيفة "باريزيان/أوجوردوي أون فرانس". وقال برنار هنري ليفي، الذي أقنع في الماضي الرئيس السابق نيكولا ساركوزي بالالتزام دبلوماسيا ثم عسكريا في ليبيا، في المقابلة: "هولاند خيب أملي. أنا صوتت له".