أعلن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو في تصريح صحافي نشر، أول أمس، أن بلاده لا يمكنها أن تستضيف على أراضيها اكثر من مئة الف لاجئ سوري، مؤكدا انه لا بد من اقامة منطقة عازلة داخل الاراضي السورية لاستيعاب تدفق اللاجئين. وقال داود اوغلو لصحيفة «حرييت» التركية إنه «اذا زاد عدد اللاجئين عن مئة الف لن يكون بامكاننا استضافتهم في تركيا. علينا بايوائهم في هذه الحالة داخل الاراضي السورية». واقترح الوزير التركي لهذه الغاية ان تقيم الاممالمتحدة مخيمات للنازحين السوريين «داخل الحدود السورية» لاستيعاب دفق الفارين من النزاع الدائر في مناطقهم. واوضح رئيس الدبلوماسية التركية انه سيشارك شخصيا في اجتماع مجلس الامن الدولي الذي سيعقد في 30 غشت على مستوى وزراء الخارجية لبحث الوضع الانساني في سوريا، وذلك بدعوة من فرنسا التي تتولى الرئاسة الشهرية للمجلس. وأعرب الوزير التركي عن امله في ان يصدر قرار عن مجلس الامن الدولي في هذا الاجتماع. وفي تصريحات لوسائل إعلام، أول أمس، في دائرته الانتخابية قونية «وسط»، قال داود اوغلو ان الازمة في سوريا «تشكل خطرا امنيا على الدول المجاورة» تركيا والاردن ولبنان الدول التي تستقبل لاجئين سوريين. ودعا الاممالمتحدة الى «التدخل بموجب مهمتها». واضاف «اذا لم تفعل الاممالمتحدة ذلك، فستفقد من مكانتها وسيكون من حقنا التساؤل عن مهمتها». وأوضح داوود أوغلو أنه “حين يزيد عدد اللاجئين عن 100 ألف شخص فإنها تصبح هجرة جماعية. ففي العام 1991 حين استخدم (الرئيس العراقي السابق الراحل) صدّام حسين الأسلحة الكيميائية، بلغ عدد العراقيين من أصل كردي الذين قدموا إلى تركيا 500 ألف ووضعت المسألة على الأجندة العالمية". وقال “حين تصبح الهجرة مأساة إنسانية، تحتاج الأممالمتحدة إلى أن تعمل على القضية . نحن سنساعد أشقاءنا السوريين وشقيقاتنا السوريات. ولكن مع ازدياد عددهم تصبح هجرتهم مسألة وجريمة إنسانية" . وأضاف أنه إذا هاجر مئات الآلاف فإن هذا التطور يجب أن يعتبر أزمة دولية وليس أزمة إقليمية، متعهداً بنقل القضية إلى مجلس الأمن قريباً. وتزايدت وتيرة تدفق اللاجئين السوريين الى تركيا في الاسبوع الماضي ولا سيما بسبب اشتداد حمى القتال في حلب، ثاني كبرى المدن السورية والقريبة من الحدود التركية والتي يشن فيها الجيش السوري هجوما واسع النطاق لاستعادة السيطرة على أحياء سقطت بايدي المقاتلين المعارضين. ووصل عدد اللاجئين السوريين في تركيا الى 70 الف لاجئ. وقامت السلطات التركية بتوزيع مواد غذائية واخرى ضرورية على اللاجئين السوريين في الجانب الآخر من الحدود التركية السورية في أول أيام العيد، وفق ما اعلن مسؤولون في الهيئات المكلفة الحالات الطارئة. وتم توزيع المساعدات قبالة منطقة ريهانلي في جنوب تركيا «محافظة هاتاي» حيث ينتظر مئات السوريين دخول تركيا في ظروف صعبة. وسبق لتركيا ان اقترحت اقامة منطقة عازلة على الحدود مع سوريا، الا ان تسارع وتيرة تدفق اللاجئين السوريين الى اراضيها جعلها تخشى تكرار كابوس حرب الخليج في 1991 حين تكدس نصف مليون كردي عراقي على الحدود بين البلدين. انشقاقات متواصلة من جانب آخر، وعلى صعيد الانشقاقات في أركان النظام السوري، كشف ناشطون سوريون عن انشقاق العقيد مروان الحمد رئيس قسم الوثائق والشفرة فى الفيلق الأول بالجيش النظامي السورى. وذكرت قناة «الجزيرة» الفضائية، أول أمس، أن العقيد مروان قد انشق بالفعل دون الإشارة إلى المزيد من التفاصيل فى هذا الصدد. إلى ذلك موقع قناة «روسيا اليوم» على الانترنت عن مصدر تأكيده أنّ «مسئولاً عسكرياً سورياً رفيع المستوى توفي في أحد مستشفيات موسكو». وقال المصدر: «جثمان المسئول نُقل من موسكو إلى دمشق نهاية الأسبوع الفائت على متن طائرة خاصة». ولم يذكر المصدر اسم المسئول السوري الذي نُقل خبر وفاته. من ناحية أخرى أكدت وزارة الخارجية الفرنسية، أن فكرة تشكيل مجموعة اتصال جديدة بشأن سوريا والتي طرحتها مصر تتطلب «تنسيقًا جديًا» مع المحافل القائمة. وقال مساعد المتحدث باسم الوزارة فينست فلورياني: «الاقتراحات حسنة النية التي تتيح العمل على إيجاد حل للازمة السورية هي اولا موضع ترحيب». وأضاف: «هناك الكثير من المحافل والمنظمات التي تتولى حاليا الملف السوري: الأممالمتحدة، الجامعة العربية، أيضًا مجموعة اصدقاء الشعب السوري ومجموعة العمل من أجل سوريا، لذا من المهم أن يكون هناك تنسيقًا جيدًا لمختلف المبادرات». وتابع فلورياني: «فيما يتعلق بإيران، إذا أراد هذا البلد أن يكون له دورا مفيدا في الاستقرار الإقليمي، عليه أن يوضح طبيعة برنامجه النووي وأن يحترم قرارات مجلس الأمن ومجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية ويضع حدًا للانتهاكات الدائمة لحقوق الإنسان على أراضيه». وكان الرئيس المصري محمد مرسي اقترح الأسبوع الماضي خلال قمة غير عادية لمنظمة التعاون الإسلامي في مكة إنشاء لجنة تضم مصر والسعودية وإيران وتركيا لمحاولة إيجاد تسوية للوضع في سوريا.