قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اليوم الثلاثاء أن إطلاق النار من الجانب السوري على مخيم للاجئين السوريين في تركيا يشكل انتهاكا واضحا للحدود بين البلدين. وقال أردوغان,أمام صحفيين في بكين حيث يقوم بزيارة للصين, بحسب وكالة الاناضول التركية, "لقد حصل انتهاك واضح للحدود، وتم التحقق منه"، مضيفاً أن "تركيا ستستخدم كل حقوقها بموجب القانون الدولي"، دون أن يحدد ما إذا كانت تركيا تعتزم إقامة مناطق عازلة أو ممرات إنسانية. وكانت مصادر تركية قالت الاثنين أن اشتباكات بين قوات الأمن السورية ومعارضين في منطقة حدودية أدت إلى وفاة سوريين اثنين وجرح 21 شخصاً بينهم سوريون وأتراك، ما دفع بأنقرة استدعاء القائم بالأعمال السوري في أنقرة وطلبت منه وقف إطلاق النار فوراً. وأعلنت تركيا في أكثر من مناسبة عن استعدادها لفرض منطقة عازلة على الحدود السورية التركية، لكن بتفويض أممي وعربي وقالت مصادر دبلوماسية تركية اليوم الاثنين إن مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي عنان سيقوم اليوم الثلاثاء بزيارة لمعسكرات اللاجئين السوريين المقامة على الحدود التركية السورية. وكان وزير الخارجية التركي أحمد داوود أغلو قال، خلال اتصال هاتفي مع عنان، أن تركيا ترحب بزيارة عنان إليها إذا رغب في ذلك لتفقد أحوال المواطنين السوريين الموجودين فيها، لافتا إلى أن عدد المواطنين السوريين اللاجئين إلى تركيا بلغ أكثر من 24 ألفا. وكانت إدارة الكوارث والطوارئ بمكتب رئيس الوزراء التركي أفادت، يوم الجمعة، أن عدد السوريين المقيمين الآن في تركيا وصل إلى 23835، وذلك بعد عبور نحو 3000 آلاف شخص خلال 24 ساعة الماضية، وذلك قبل أن يعلن مسؤول تركي عبور 700 مواطن سوري الحدود يوم السبت، ما يعني أن عدد اللاجئين وصل إلى 24535 لاجئ. وأقامت السلطات التركية ثمانية مخيمات من الخيم وتاسع من المنازل الجاهزة طاقة الاستيعاب فيها عشرة آلاف شخص في (كيليس) بالقرب من الحدود، وفي محافظة (سانليورفا) حيث بدأت السلطات أعمال البناء في معسكر جديد يمكن أن يستضيف عشرين ألف شخص. وهذه هي المرة الأولى التي يؤدي فيها إطلاق نار من الجانب السوري إلى سقوط جرحى في الأراضي التركية منذ بدء الاحتجاجات في عدة مدن سورية في آذار 2011. وتشهد العلاقات بين سورية وتركيا توترا سياسيا شديدا, وذلك على خلفية الإدانات التركية المتكررة للسلطات السورية بممارستها عمليات "العنف والقمع" بحق المتظاهرين, الأمر الذي تنفيه دمشق. وازدادت أعمال العنف والعمليات العسكرية في سورية في الأشهر الأخيرة خاصة في محافظات حمص وادلب ودرعا وحماة, ما أدى إلى زيادة وتيرة تدفق اللاجئين إلى لبنان والأردن وتركيا, وفقا للأمم المتحدة. وتشهد عدة مدن سورية منذ عام تظاهرات، مناهضة للسلطات، ترافقت بسقوط شهداء من المدنيين والجيش وقوى الأمن، حيث تقدر الأممالمتحدة عدد الضحايا في سورية بنحو 9000 شخصا، بحسب آخر إحصائية لها في نهاية آذار الماضي، فيما تقول مصادر رسمية سورية أن عدد الضحايا تجاوز 6 آلاف بينهم أكثر من 2500 من الجيش والأمن وتحمل "جماعات مسلحة" مسؤولية ذلك.