تركيا أرسلت مركبات عسكرية وشاحنات تحمل بطاريات صواريخ صوب الحدود مع سوريا (الفرنسية) توعد مجلس الأمن التركي في اجتماع له اليوم الجمعة 29 يونيو الجاري بأن رد أنقرة على إسقاط سوريا طائرتها الاستطلاعية سيكون حازما وفي إطار القانون الدولي، في حين نقلت وسائل إعلام أن مركبات عسكرية تركية تحركت صوب الحدود السورية. واعتبر المجلس الذي يضم كبار المسؤولين العسكريين والمدنيين الحادث عملا عدائيا، وأوضح أنه بحث القضية تفصيليا وأن أنقرة ستتحرك "بحزم مع احتفاظها بكل حقوقها في إطار القانون الدولي". وقال مراسل الجزيرة في أنقرة المعتز بالله حسن إن موضوع الطائرة حظي باهتمام واسع في اجتماع المجلس الذي استمر زهاء خمس ساعات ويجيء بعد نحو أسبوع من إسقاط المقاتلة التركية "إف 4" في شرق المتوسط، بالدفاعات الجوية السورية. وأضاف المراسل أن الاجتماع نص بصورة حرفية على أن تركيا ستتحرك بكل إصرار من أجل المحافظة على حقوقها وأن الرد سيكون حازما ووفقا للقانون الدولي، وقال إن جميع الكتل السياسية متفقة على اعتبار الحادث اعتداء وما يجري تداوله والنقاش حوله هو بحث آليات الرد. نشر مركبات وجاء الاجتماع بعد ما نقلت وسائل إعلام تركية أن قرابة ثلاثين مركبة عسكرية، وشاحنات تحمل بطاريات صواريخ، انطلقت صوب الحدود مع سوريا. وذكرت وكالة الأناضول الرسمية أن هناك تقارير تفيد أن هذه المركبات ستنتشر على طول الحدود، في سانليورفا وإقليم هاتاي المتاخم لسوريا. وأفادت صحيفة "ملييت" أن المركبات التي ترافقها شاحنة تحمل بطارية صواريخ غادرت قاعدة في محافظة هاتاي متوجهة إلى الحدود، أما صحيفة "طرف" فنقلت عن مصادر لم تحدد هويتها أن انتشار القوات يعتبر بمثابة إقامة "ممر أمني" بحكم الأمر الواقع على الأراضي التركي. وأظهرت لقطات فيديو بثتها وكالة "دياتشايه" القافلة وهي تتجه صوب الحدود. وقالت وكالة دوجان إن القافلة توجهت إلى محافظة كيليس التي تضم مخيما ضخما للاجئين السوريين وأغلق المرور أمام بعض الطرق للسماح بمرور القافلة. تهديد واضح وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قد وصف في تصريحات له أول أمس الثلاثاء سوريا بأنها تشكل "تهديدا واضحا ووشيكا"، وتوعدها برد عسكري قاس على أي انتهاك حدودي. وقال في كلمة ألقاها أمام برلمان بلاده الثلاثاء إن الطائرة التركية لم تكن مسلحة، ولم تخف هويتها ولو كانت هناك نوايا عدوانية لأخفتها، ورغم أنها اخترقت المجال الجوي السوري لوقت قليل جدا فإنها غادرته بعد تنبيهها من المركز. وأوضح أن الطائرة كانت تقوم بطلعة تدريب لتجربة رادارات تركية جديدة، وتعرضت للإسقاط في المياه الدولية على بعد 13 ميلا بحريا عن سوريا، دون أن تعطَى أي إشارة أو تحذير أو توجيه من الدفاعات الجوية السورية. وأصر أردوغان على أن سوريا كانت تعرف هوية الطائرة وأسقطتها عن عمد، و"لا يمكن ربط الإسقاط بهذا الاختراق، فقد أحصت تركيا منذ بداية العام الحالي 114 اختراقا جويا منها خمس مرات لمروحيات سورية، وأشار إلى أن هذه الحوادث لا تعالج بإسقاط الطائرات". وأكد أردوغان أن تركيا لن تخضع للاستفزاز أو تنجر وراء من يدقون طبول الحرب، لكن هذا لا يعني أنها ستسكت عن حقها وبقدر ما هي وادعة وآمنة تجاه جيرانها، فإن غضبها شديد وقاهر إذا عبث أحد معها".