توعدت تركيا الاثنين دمشق بإجراءات أشد حزما قد تبلغ حد إقامة منطقة عازلة في العمق السوري، في حين فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة على مسؤولين سوريين، ونددت موسكو بقرار الجامعة العربية مؤكدة أن سلاحا يهرب إلى سوريا من دول مجاورة. وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو مخاطبا لجنة برلمانية تركية تعقيبا على اعتداءات تعرضت لها مقار دبلوماسية تركية عقب قرار الجامعة العربية تعليق عضوية سوريا في الجامعة «سنتخذ أشد المواقف حزما ضد تلك الهجمات، وسنقف بجوار الكفاح العادل للشعب السوري». وكانت تركيا استدعت أمس السفير السوري لديها احتجاجا على استهداف مقارها الدبلوماسية في دمشق واللاذقية وحلب، وحثت المجتمع الدولي على الوحدة تجاه ما يجري في سوريا. وأضاف أوغلو أنه لم يعد في الإمكان الوثوق في الحكومة السورية, قائلا إن على القادة الذين لا يستجيبون لشعوبهم (في منطقة الشرق الأوسط) أن يرحلوا، في إشارة واضحة إلى الرئيس السوري بشار الأسد. وكان وزير الخارجية التركي قد قال أمس أثناء استقباله وفدا من المجلس الوطني السوري المعارض برئاسة برهان غليون إن «تركيا تعترف بالمجلس بوصفه إطارا سياسياً معبرا عن إرادة الشعب السوري وحراك الشباب في الداخل». وقالت مصادر تركية إن المجلس الذي يمثل أغلب أطياف المعارضة السورية طلب فتح ممثلية له في تركيا. وفي تصريحات لصحيفة الشرق الأوسط، قال إرشاد هورموزلو مستشار الرئيس التركي إن من الممكن إقامة منطقة عازلة في سوريا إذا تم تأمين غطاء عربي. وأوضح هورموزلو أن الهدف من إقامة هذه المنطقة سيكون وقف دوامة العنف والقتل في سوريا. ووفقا لرئيس المنظمة السورية لحقوق الإنسان عمار القربي فإن تركيا قد تقيم منطقة عازلة بعمق خمسة كيلومترات، في حين يطالب معارضون سوريون بأن تمتد المنطقة بعمق ثلاثين كيلومترا. ويفترض أن تناقش هذه المسألة خلال المنتدى التركي العربي بعد غد بالرباط، وفق ما قال عمار القربي.