نصب اهتمام الصحف العربية الصادرة اليوم الجمعة على الوضع في سوريا والشأن الداخلي المصري ومواصلة المشاورات السياسية حول مبادرة الرئيس منصف المرزوقي الرامية إلى جمع الأحزاب السياسية التونسية في حوار وطني وبمؤتمر وزراء الخارجية العرب الذي سيعقد في القاهرة بطلب من لبنان من أجل بحث احتياجاته أمام تدفق النازحين عليه من سوريا كما اهتمت بلقاء وزير الخارجية الأردني مع المبعوث الأممي لعملية السلام في الشرق الأوسط. ففي مصر٬ أشارت صحيفة " الأهرام" إلى موافقة لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية بمجلس الشورى (مجلس التشريع المؤقت) بشكل نهائي على 5 مواد من أصل 9 تضمنها مشروع القانون الخاص بتعديل أحكام قانوني مجلس الشعب ومباشرة الحقوق السياسية. أما صحيفة " الأخبار" فتناولت جلسات الحوار الوطني المصري حول تعديل المواد الخلافية في الدستور الجديد وتحدثت عن " مناقشات ساخنة " في الجلسة الأخيرة حيث بلغ مجموع المقترحات بالتعديل 21 مقترحا. ونقلت " الجمهورية" عن وزير القوى العاملة والهجرة خالد الأزهري قوله إن اللجنة العليا للانتخابات أصدرت قرارا بفتح باب تسجيل الناخبين المقيمين بالخارج في قاعدة بيانات الناخبين اعتبارا من 8 يناير وحتي 18 فبراير القادم أو حتى صدور قرار بدعوة الناخبين لانتخابات مجلس النواب. وبخصوص علاقات مصر الخارجية ركزت الصحف المصرية على اللقاء الذي جمع الرئيس محمد مرسي بوزير الخارجية الإيراني أمس حيث أشارت "الأهرام" إلى أن الرئيس مرسي تسلم رسالة خطية من الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ونقلت عن ياسر علي المتحدث باسم الرئاسة قوله إن اللقاء بحث القضية السورية. وفي السياق نفسه نقلت صحيفة "الشروق" عن وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو تأكيده بأن أمن الخليج العربي من أمن مصر مشددا على أنه لن تكون علاقة مصر مع أي طرف على حساب علاقاتها بدول الخليج. وفي تونس كان من بين المواضيع التي شدت اهتمام الصحف التونسية مواصلة المشاورات السياسية حول مبادرة الرئيس منصف المرزوقي الرامية إلى جمع الأحزاب السياسية التونسية في حوار وطني هدفه الاتفاق على خارطة طريق لما تبقي من المرحلة الانتقالية قبل تنظيم انتخابات عامة في البلاد في الصيف القادم. وفي هذا السياق تساءلت يومية "الصريح" : هل الأمر يتعلق ب"تكريس مصالحة وطنية أو لطلب هدنة سياسية"٬ معتبرة أنه في ظل تغييب منظمات المجتمع المدني والشخصيات الوطنية الفاعلة عن المشاورات الجارية بين رئيس الجمهورية وزعماء الأحزاب السياسية ٬ فإن مثل هذا الحوار "لا يمكن أن يحقق المصالحة الوطنية" ٬ بل هدفه هو "إنهاء حالة الحرب والصراعات وتحقيق هدنة سياسية بين هذه الأحزاب بعد أن وصل الأمر إلى أقصاه٬ وهو هدف يبقى صعبا ". واستحوذ موضوع التدوين في تونس ٬ هو الآخر٬ على اهتمام الصحف التونسية في ظل الجدل الدائر حول القضية التي ينظر فيها حاليا القضاء التونسي والمتعلقة بملف "فساد مالي وأخلاقي" نشرته المدونة التونسية٬ ألفة الرياحي في مدونتها على شبكة الانترنت وتتهم من خلاله وزير الخارجية٬ رفيق عبد السلام ٬ الذي مثل أمس أمام قاضي التحقيق للاستماع إلى أقواله. وفي هذا الصدد تساءلت صحيفة " الشروق" ٬ في تقرير تحت عنوان "المدونون في تونس .. هول هو إعلام بديل أم شبكة لنشر الغسيل" ٬ قائلة "أي دور للمدونين في تونسالجديدة بعد سقوط نظام القمع السابق وأي مصداقية يجب أن تمنح لما ينشرونه من أخبار..". واعتبرت يومية "الصحافة" في افتتاحيتها في هذا السياق٬ أنه إذا كانت حرية التعبير "من أهم مكاسب الثورة (..)٬ فإن الصحفي أو المدون أو أي شخص يرغب في ممارسة حقه في التعبير عن رأيه (..) عليه أن يتقيد بشروط العمل المهني والموضوعي بحسب الأعراف والتقاليد المتفق عليها دوليا٬ والالتزام بميثاق الشرف المهني٬ ووضع مصلحة بلده فوق كل اعتبار". وأولت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم اهتماما خاصا لمؤتمر وزراء الخارجية العرب الذي سيعقد في القاهرة بطلب من لبنان من أجل بحث احتياجاته أمام تدفق النازحين عليه من سوريا٬ وكذا إفراج السلطات القضائية الفرنسية المشروط بأمر الترحيل عن اللبناني جورج إبراهيم عبد الله ٬ الذي قاتل في صفوف الحركة الوطنية اللبنانية والمقاومة الفلسطينية٬ بعد قضائه 29 عاما في السجن. فقد كشفت جريدة (النهار) أن لبنان قرر أن يطلب 180 مليون دولار من الدول العربية مجتمعة٬ لمساعدته على تحمل أعباء 180 ألف لاجئ سوري مسجلين حتى الآن وإنفاق المبلغ عليهم على مدى سنة٬ و18 مليون دولار لمنظمة الأممالمتحدة للاجئين (أونروا)٬ لسد العجز الذي تعانيه٬ مضيفة أن هذا الأمر ينعكس إيجابا على الآلاف الموجودين في المخيمات في لبنان وعلى 13 ألفا أتوا من مخيم اليرموك (جنوبدمشق) بشكل مؤقت ريثما تستقر الأوضاع الأمنية. وحسب الجريدة٬ فإن وزير الخارجية والمغتربين اللبناني عدنان منصور بعث رسالة خطية إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي٬ مرفقة بمذكرة تشرح أوضاع اللاجئين السوريين الموزعين في مناطق معينة من البلاد٬ وتضمنت المذكرة الميزانيات التي تحتاج إليها وزارتا الصحة والشؤون الاجتماعية والهيئة العليا للإغاثة٬ مشيرة إلى أن "الحالة الاقتصادية في لبنان لا تسمح له باستيعاب هذا العدد الهائل من اللاجئين٬ والقابل للزيادة٬ ما دام القتال سيستمر". ومن جهتهما٬ خصصت جريدتا (السفير) و(الأخبار) صفحات للحديث عن الأمر بالإفراج عن جورج إبراهيم عبد الله (61 عاما)٬ الذي حكم عليه بالسجن المؤبد بعدما وجهت له تهم تأسيس (الفصائل المسلحة الثورية اللبنانية)٬ والتخطيط لعمليات مسلحة ضد أهداف إسرائيلية وأمريكية في فرنسا ما بين سنتي 1981 و1984 أبرزها اغتيال المسؤول العسكري في السفارة الأمريكية٬ واغتيال السكرتير الثاني للسفارة الإسرائيلية٬ واغتيال الدبلوماسي الأمريكي ليمون هانت٬ المدير السابق للقوات الدولية في سيناء. ما الصحف الأردنية فتناولت الاتصال الهاتفي الذي تلقاه العاهل الأردني٬ أمس٬ من الرئيس المصري٬ وتناول ملف المصالحة الفلسطينية٬ إلى جانب اهتمامها بلقاء وزير الخارجية٬ ناصر جودة٬ مع المبعوث الأممي لعملية السلام في الشرق الأوسط٬ فضلا عن الجهود المبذولة لمواجهة تأثير العاصفة الثلجية التي تجتاح البلاد. فبخصوص الاتصال الهاتفي بين الملك عبد الله الثاني والرئيس مرسي٬ كتبت صحيفة (الرأي) أن الأخير أطلع العاهل الأردني على الجهود المصرية الرامية لدعم فرص تحقيق المصالحة الفلسطينية٬ وذلك في إطار التنسيق والتشاور المستمر بين الزعيمين حيال دعم جهود تحقيق المصالحة الفلسطينية٬ وإحياء مفاوضات السلام بالشرق الأوسط. من جهتها٬ تطرقت صحيفة (الدستور) للمباحثات التي أجراها ناصر جودة مع مبعوث الأممالمتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط٬ روبرت سيري٬ وتركزت على الجهود المبذولة لدفع عملية السلام بالشرق الأوسط. وكتبت أن جودة شدد على أهمية تضافر جميع الجهود لإعادة الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي الى طاولة المفاوضات واطلاق مفاوضات مباشرة للتوصل الى الحل المنشود المتمثل في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة٬ مضيفة أن سيري أكد حرصه على استمرار التنسيق والتشاور مع الأردن حيال عملية السلام في المنطقة. وفي ما يتعلق بجهود مواجهة تأثير العاصفة الثلجية التي تجتاح البلاد حاليا٬ توقفت صحيفة (العرب اليوم) عند الزيارة التي قام بها الملك عبد الله الثاني٬ لغرفة العمليات الرئيسية المشتركة في مركز القيادة والسيطرة٬ والتي أكد خلالها ضرورة تقديم جميع أشكال المساعدة للمواطنين ممن داهمت المياه منازلهم٬ أو من تقطعت بهم السبل٬ وتلبية احتياجاتهم٬ وتقديم خدمات الإغاثة اللازمة لهم بأسرع وقت. من جانبها٬ أشارت صحيفة (الغد) إلى ارتفاع الطلب على المواد الغذائية بنسبة 30 في المائة خلال اليومين الماضيين٬ والذي تركز على ارز والحليب والدواجن٬ مشيرة إلى أن المراكز التجارية واصلت فتح أبوابها طيلة 24 ساعة. واهتمت افتتاحيات الصحف القطرية بتحليل آخر المستجدات المرتبطة بالأزمة السورية ٬ حيث أجمعت على أن تصريحات المبعوث العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي التي انتقد فيها النظام السوري بشدة "تكشف يأسه وخيبة أمله من تغيير موقف النظام وإقناعه بالحل السياسي" . فقد اعتبرت صحيفة (الراية) أن تصريحات الإبراهيمي التي أكد فيها أن لا دور للأسد في حكومة تشرف على مرحلة انتقالية في البلاد حسب خطة سلام اتفقت عليها القوى الكبرى العام الماضي ٬"تؤكد إصابته بخيبة أمل من خطاب الرئيس السوري الأخير الذي أوصد الباب على الحل السياسي"٬ مؤكدة أن الأسد "أثبت خلال المبادرة التي أعلنها خلال خطابه واستبعد فيها المعارضة من الحوار الوطني أنه يسعى لشراء الوقت والمماطلة لاستكمال ما يعتبره الحسم العسكري في مواجهة الثورة السورية". فتحت عنوان "خيبة أمل الإبراهيمي" قالت الصحيفة إن التصريحات التي أطلقها الإبراهيمي وانتقدت النظام السوري بشدة "لم تكن لتصدر عن الإبراهيمي وهو الدبلوماسي المخضرم لولا أنه يئس من تغيير موقف النظام وإقناعه بالحل السياسي للأزمة في سوريا ووقف العنف وشلال الدم للحفاظ على سوريا ومستقبلها". وفي السياق نفسه ترى جريدة (الشرق) أن موقف الابراهيمي "إن طال انتظاره لما آلت اليه الازمة السورية٬ (فهو) مبني بالتأكيد على حقائق الواقع وشواهده"٬ مبرزة بدورها "أن مبادرة الاسد في خطابه الاخير لم تكن أفضل مما طرح من مبادرات سابقة فاشلة وثبت أنها لم يكن لها أي مصداقية يمكن الاطمئنان اليها٬ وفيه تلميحات بأن مبادرته العقيمة هي التي يجب أن تكون الأساس لأي حل". وأكدت (الشرق) أن مهمة الإبراهيمي "في سوريا بدأت فاشلة٬ لأنها أعقبت اعتراف سلفه كوفي عنان بالفشل٬ وقبله اللواء مصطفى الدابي٬ وهي مهام لم تصل إلى نتائج وأي تقدم ملموس في مسار الأزمة حتى الآن".