اهتمت الصحف العربية الصادرة اليوم الخميس٬ باستفحال الوضع الإنساني في سورية٬ وتداعيات الحرب في مالي وأزمة الرهائن في الجزائر٬ وسير الانتخابات البرلمانية في الأردن٬ ونتائج الانتخابات الإسرائيلية٬ والاحتفال بالذكرى الثانية لثورة 25 يناير يوم غد الجمعة بمصر إضافة إلى مواضيع أخرى. وفي الشأن السوري٬ أشارت صحيفة (القدس العربي) إلى استمرار أعمال العنف في سورية "حاملة يوما بعد يوم مزيدا من الكوارث الإنسانية التي تندد بها منظمات حقوق الإنسان٬ في وقت لا يظهر أي أفق لحل سياسي"٬ مضيفة أن هذا الحل يصطدم في نظر موسكو بإصرار المعارضة السورية على إزاحة الرئيس بشار الأسد من السلطة. وتحدثت صحيفة الحياة من جانبها عن النتائج الإنسانية "الكارثية" للوضع في سورية٬ مشيرة إلى أن إحصائيات الأممالمتحدة تبرز فرار 650 ألف شخص على الأقل بسبب النزاع٬ فيما زاد عدد القتلى عن ال60 ألفا. من جانبها٬ اهتمت الصحف الجزائرية بتداعيات الحرب في مالي وحادث عين أميناس٬ وقالت صحيفة (الشروق) بهذا الخصوص٬ إن "مجموعة الأحزاب والمنظمات الíœ 14٬ للدفاع عن الذاكرة والسيادة٬ هاجمت السلطة وحملتها مسؤولية أي نتائج سلبية عن فتح المجال الجوي للإقليم الجزائري لسلاح الطيران الفرنسي للنفاذ إلى مالي الذي تربطنا معه علاقة الجوار والتاريخ". وأضافت أن "المجموعة أعلنت عن تخوفها الشديد من التحولات الحاصلة على مستوى المنطقة والتداعيات الخطيرة التي باتت تهدد الجزائر٬ عقب الهجوم الإرهابي على المنشأة الغازية بت?نتورين بعين أمناس". ورأت صحيفة (الخبر)٬ من جانبها٬ أن أحداث عين أميناس تخيم على مدينة حاسي مسعود التي تعد عاصمة النفط٬ حيث أفادت بأن المدينة "تعيش هذه الأيام حالة استنفار كبيرة لم تشهدها من قبل٬ حيث لوحظ تواجد كبير لمصالح الأمن المشتركة وعلى رأسها قوات الدرك الوطني وقوات الجيش الشعبي الوطني التي تحرس المنشآت البترولية العمومية والأجنبية". وفي الأردن٬ شكل الجدل الدائر حول الانتخابات البرلمانية في البلاد٬ التي جرت يوم أمس الأربعاء٬ وخاصة نسبة المشاركة فيها٬ والنتائج التي أفرزتها وما رافقها من أحداث عنف في عدد من المحافظات٬ أبرز اهتمامات الصحف الأردنية الصادرة اليوم. وذكرت صحيفة (الرأي) بهذا الخصوص٬ أن الهيئة المستقلة للانتخابات أعلنت أن النسبة النهائية للمشاركة بلغت 69ر56 في المائة٬ بينما وصل عدد المقترعين في مختلف المحافظات٬ مليون و288 ألفا. وبالمقابل٬ أوردت صحيفة (الغد) بيانا للحركة الإسلامية المعارضة٬ اعتبرت فيه أن "الأرقام الرسمية المعلنة عن نسبة الاقتراع غير حقيقية٬ وأن الإقبال على الانتخابات كان ضعيفا جدا"٬ وهو ما "تمثل في الضعف الواضح في التوجه إلى صناديق الاقتراع٬ وغياب التحرك الشعبي المرافق عادة لأي انتخابات". وعلاقة بأعمال العنف التي رافقت هذه الانتخابات٬ توقفت صحيفة (العرب اليوم)٬ عند عدة حالات همت تعليق الاقتراع ووقوع مشاجرات بين أنصار المرشحين٬ وتبادل إطلاق العيارات النارية والاشتباكات بالهراوات والأدوات الحادة وتحطيم سيارات الشرطة٬ وكذا الاشتباك مع قوات الدرك. من جانبها٬ أفادت صحيفة (الدستور)٬ أن مجموع الحوادث التي تعاملت معها الأجهزة الأمنية خلال العملية الانتخابية بلغ 46 حادثا مختلفا في جميع المحافظات. أما صحيفة (السبيل) فقد اهتمت بالثغرات التي شابت الانتخابات٬ استنادا لبيان لتحالف (نزاهة) لمراقبة الانتخابات٬ التي اعتبر أن هذه الثغرات همت٬ خصوصا٬ إبعاد مراقبين أو عدم السماح لهم بالدخول لبعض مراكز الاقتراع٬ والقيام بدعاية انتخابية مخالفة بالقرب من بعضها٬ فضلا عن حالات شراء أصوات ناخبين. وركزت الصحف القطرية في أعدادها الصادرة اليوم بصفة أساسية على نتائج الانتخابات التشريعية في إسرائيل٬ مبرزة انه رغم خسارة رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو 11 مقعدا في انتخابات الكنيست حسب النتائج شبه الرسمية للانتخابات فلا يمكن المراهنة على أن الحكومة الإسرائيلية المقبلة ستقوم باتخاذ خطوة حقيقية فاعلة تجاه السلام مع الفلسطينيين. وكتبت صحيفة (الوطن) أن على نتنياهو "ألا يسير بعكس تيار المناداة بالسلام مع الفلسطينيين"٬ فيما اعتبرت صحيفة (الراية) في افتتاحيتها أنه بغض النظر عن تشكيلة الحكومة الإسرائيلية المقبلة فإن على "الفلسطينيين الاستعداد للمرحلة الصعبة المقبلة والبحث في خياراتهم للحفاظ على قضيتهم ومواجهة تهويد أراضيهم واغتيال حلم الدولة الفلسطينية المستقلة". في مصر٬ شكل احتفال الشارع المصري المرتقب يوم غد الجمعة بالذكرى الثانية لثورة 25 يناير أبرز اهتمامات صحف البلاد٬ واستعرضت (الأهرام) في متابعتها للحدث مطالب القوى السياسية في مظاهرات يوم غد ولخصتها في وقف العمل بالدستور وإقالة النائب العام ورئيس الحكومة والالتزام بوضع حد أدنى وأقصى للأجور ووقف جميع أشكال الاحتكارات الاقتصادية الجديدة والوقف الفوري للمحاكمات العسكرية. من جانبها٬ ذكرت (روز اليوسف) أن قطاعا كبيرا من القوى الثورية قرر النزول إلى الميادين مجددا لاستكمال الثورة في ظل استمرار الفوضى وازدياد المشاكل الاقتصادية والاجتماعية وتنامي الفساد وعدم شعور المجتمع بأي من مكتسبات الثورة. أما جريدة (الحرية والعدالة)٬ الناطقة باسم جماعة الإخوان المسلمين٬ فقد اعتبرت أن الطريق إلى يوم الخامس والعشرين من يناير "تتلبد بالفوضى والضبابية واختلاف وجهات النظر والتصريحات بشكل تجاوز في بعض الأحيان حدود اللياقة واللباقة"٬ محذرة من أن ما يجري الإعداد له من لدن بعض القوى السياسية "يتجاوز التظاهر السلمي إلى تحويل المناسبة لمواجهات مسلحة تروم إغراق البلاد في الفوضى". وفي تونس٬ شكل التعديل الوزاري المنتظر الإعلان عنه غدا الجمعة٬ والتحاق تونسيين بتنظيمات إرهابية٬ أبرز ما سلطت عليه الصحف التونسية الضوء. وتساءلت (الشروق) في افتتاحيتها٬ عما إذا كان التعديل الوزاري المنتظر منذ ستة أشهر "سيأتي بالحل للأزمة العامة التي تتخبط فيها البلاد عقب الثورة٬ وهل ستكون التشكيلة الوزارية الجديدة قادرة على إنقاذ الوضع ورفع التحديات وامتصاص الاحتجاجات المتزايدة"٬ معتبرة أن المشكل ليس في الأشخاص وأدائهم فقط٬ بل في "السياسات والبرامج والمناخ العام في الداخل والخارج". وبخصوص التحاق تونسيين بتنظيمات إرهابية٬ عقب إعلان السلطات الجزائرية أن 11 تونسيا كانوا ضمن المجموعة المسلحة التي قامت مؤخرا بالهجوم على مجمع الغاز بعين أميناس جنوب شرق الجزائر واحتجاز الرهائن الأجانب٬ تساءلت الصحيفة "هل أصبحت تونس خزانا بشريا للجماعات التكفيرية المسلحة¿". وعن موقف تونس من التدخل العسكري الفرنسي في مالي٬ نقلت (الشروق) عن الرئيس التونسي٬ منصف المرزوقي قوله٬ "إننا نريد انتهاء هذا التدخل في أقرب وقت وإيجاد حل سياسي إفريقي". من جانبها٬ اهتمت الصحف اللبنانية بعدم توافق أعضاء لجنة التواصل النيابي حول قانون انتخابي تجرى على أساسه الانتخابات النيابية المقرر عقدها في شهر يونيو المقبل٬ وانتقدت جريدة (النهار) بهذا الخصوص "عجز القوى السياسية عن التوصل إلى الصيغة التوافقية المرجوة التي من شأنها أن تضع حدا للشكوك المتعاظمة في الاستحقاق الانتخابي برمته". أما جريدة (السفير) فقد نقلت عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تأكيده٬ خلال استقباله نظيره اللبناني ميشال سليمان في ختام زيارته لموسكو٬ تطوير التعاون العسكري والتقني مع لبنان٬ وتبنيه اقتراح سليمان استضافة مؤتمر دولي في العاصمة الروسية٬ حول قضية النازحين السوريين.