شكلت تطورات الأزمة السورية ومآل الانتخابات التشريعية في الأردن وإسرائيل وتداعيات الحادث الإرهابي في جنوب شرق الجزائر وكذا أصداء توصيات القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية التي احتضنتها مؤخرا العاصمة السعودية الرياض أبرز المواضيع التي استأثرت باهتمام الصحف العربية الصادرة اليوم الاربعاء. وقد خصصت الصحف المصرية الصادرة اليوم حيزا هاما من اهتماماتها للوضع في سورية ٬ خاصة من الناحية الانسانية في ظل استمرار حدة المواجهات بين الجيش النظامي والجيش الحر٬ حيث سجلت "الأهرام" امتداد الاضطرابات بسبب هذه الأزمة إلى الدول المجاورة مؤكدة أنه أيا كان الحل في هذا البلد فإن سيناريو الفوضى يخيم داخل سورية وفي ومحيطها ٬مبرزة أن تصاعد العنف دفع بروسيا ٬الحليف التقليدي لدمشق الى إجلاء رعاياها في مؤشر خطير على أن الوضع الإنساني هناك يتجه لمزيد من التدهور. وفي السياق ذاته انتقدت صحيفة "الجمهورية" استمرار تدفق الأسلحة إلى دمشق سواء لفائدة المعارضة أو النظام القائم وعجز القوى العظمى عن التوحد من أجل إنهاء العنف ٬مبرزة أن اتصالات المبعوث الأممي العربي المشترك الأخضر الابراهيمي لم تسفر حتى الآن عن أي بارقة أمل بنجاح مهمة الموفد الدولي وبدء المرحلة الانتقالية التي انطلقت قبل نحو عام. وسلطت جريدة "الدستور" من جهتها الضوء على الوضع الانساني الكارثي في سورية ٬ملاحظة أن ما تقدمه الأممالمتحدة من مساعدات غير كاف مع ما يتم تسجيله من تدفق الآلاف من اللاجئين يوميا إلى الدول المجاورة ٬ فيما تطرقت صحيفة "اليوم السابع" لموضوع انخراط الاكراد في الصراع الدائر بسورية ٬معتبرة أن هذا الصراع وفر لهم فرصة لتصحيح الأخطاء التاريخية والدفع نحو قدر أكبر من الاستقلال٬ إذا ما نجحوا في صياغة مطالب واضحة وموحدة وقابلة للتحقيق. من جهتها أوردت جريدة "الشروق" تصريحات للأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي٬ دعا فيها إلى نشر قوات دولية للتحقق من وقف القتال بعد فشل المساعي الدبلوماسية ٬مبرزة أن الإبراهيمي نصح بشار الأسد خلال لقائهما الأخير بالرحيل عن السلطة ٬ إلا أنه رفض ذلك مؤكدا استمراراه في كرسي الحكم حتى لو كلفه ذلك تدمير العاصمة دمشق على حد تعبير الصحيفة. وخصصت الصحف الأردنية٬ الصادرة اليوم حيزا كبيرا من افتتاحياتها وتعاليقها للانتخابات البرلمانية٬ التي تجرى في مختلف المناطق والجهات ٬ مبرزة الرهانات المرتبطة بهذا الاستحقاق٬ والآمال التي يعقدها الأردنيون على مجلس النواب الíœسابع في تاريخ الحياة البرلمانية بالمملكة. فتحت عنوان (يوم أردني مشهود)٬ كتبت صحيفة (الرأي) أن يوم 23 يناير 2013 "سيدخل التاريخ الأردني من أوسع أبوابه٬ (...) يقرر فيه الأردنيون والأردنيات وحدهم من يمثلهم بدون تدخلات أو تزوير٬ لهم وحدهم سيكون القرار وبأيديهم يؤسسون لمرحلة جديدة في تاريخنا الوطني بعيدا عن لغة الشكوى والتذمر والتشكيك". ومن جهتها٬ كتبت صحيفة (الغد) في افتتاحية بعنوان (الأردنيون يريدون مجلسا نيابيا قويا لاستكمال مسيرة الاصلاح)٬ أن الأردنيين يريدون مجلسا يضم أشخاصا منهم٬ يمثلونهم ويشعرون بما يشعرون به٬ و"لهم امتدادات اجتماعية ضاربة في البنية الاجتماعية الأردنية٬ لأن وجود هؤلاء يشعر الأردنيين بالطمأنينة على مستقبلهم ومستقبل وطنهم" وكتبت صحيفة (الدستور) أنه خلال عامين من عمر مجلس النواب السابق٬ أضحت مفاهيم الإصلاح والحرية والتغيير ومحاربة الفساد وكف يد الأجهزة الأمنية عن التدخل في شؤون المواطنين والتعديل الدستوري والولاية العامة٬ وغيرها٬ في صلب حوارات وسجالات المواطنين والمسؤولين معا"٬ مضيفة أن هذه المفاهيم٬ ما تزال تشكل هاجسا وطنيا٬ متزامنا مع "الربيع العربي"٬ الذي صاغ تحولا حقيقيا في وعي المجتمعات العربية. أما صحيفة (السبيل)٬ فقد اعتبرت أن هذه الانتخابات تأتي فقط لتخفيف الضغط عن الحكومة٬ و"لن تكون نهاية لمشروع الاصلاح في البلاد٬ فنحن بصدد عرس ديمقراطي ناقص ٬لن ينتج إلا مجلسا مؤقتا سيرحل عما قريب٬ مخلفا بحضوره ورحيله أزمة سياسية ما زالت مستمرة ومتصاعدة". وفي لبنان اهتمت الصحف الصادرة هناك باجتماعات اللجنة النيابية الفرعية للتوافق حول قانون انتخابي جديد٬ وإعلان رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي رفضه الزواج المدني٬ وجديد قضية المخطوفين اللبنانيين التسعة في سورية منذ ثمانية أشهر٬ ونتائج الانتخابات الإسرائيلية. فبخصوص القانون الانتخابي٬ كتبت صحيفة (السفير) "اليوم يتحدد اتجاه (لجنة التواصل النيابي)٬ ف"إما أن تواصل ملء الفراغ (...)٬ وإما أن تنتهي مهمتها اعترافا بفشلها٬ أو تستمر بالتوازي مع اللجان النيابية المشتركة٬ علما بأن مسلسل اجتماعات اللجنة٬ الذي وصل أمس إلى الحلقة 15٬ لم يتمكن بعد من تسجيل أي تقدم فعلي نحو نهاية سعيدة"٬ مضيفة أن "النقاش الانتخابي لا يزال يدور على وقع جدل بيزنطي من دون أن ينجح حتى الآن في تحقيق اختراق جوهري". وبخصوص الانتخابات الإسرائيلية٬ كتبت جريدة (الأخبار)٬ في مقال بعنوان "إسرائيل: نكسة نتنياهو"٬ إن اليمين الإسرائيلي فشل في حصد غالبية مريحة لتشكيل الحكومة وأن الكلمة للحزب الناشئ "يوجد مستقبل"٬ فيما رأت صحيفة (المستقبل) أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حقق أمس "فوزا صعبا" في الانتخابات ٬بحيث بات هامش المناورة لديه "ضيقا" في مواجهة شركائه في أي ائتلاف حكومي مرتقب٬ مقابل حزب وسطي تشكل٬ قبل سنة فقط ٬ شكل حلوله في المرتبة الثانية "مفاجأة سياسية" لكل الأطراف. وفي قطر أكدت صحيفة ( الراية) في افتتاحية عددها الصادر اليوم الاربعاء أن الجهود التي يبذلها المبعوث العربي والدولي الأخضر الإبراهيمي لحل الأزمة السورية "قد وصلت إلى حائط مسدود بسبب عدم وجود موقف دولي موحí¸د من شأنه أن يضع حدا لمعاناة الشعب السوري ." واعتبرت الصحيفة أن إعلان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بهذا الخصوص "يدل على ألا بارقة أمل" حتى الآن في نجاح مهمة الأخضر الإبراهيمي الهادفة إلى إيجاد تسوية سياسية للنزاع المستمر منذ 22 شهرًا ". وأبرزت أن الجهود العربية في هذا الملف "اصطدمت بحائط مماطلة النظام السوري وتسويفه وافتقاده للمصداقية ورفضه الاستجابة لمطالب الشعب السوري العادلة واختياره للحلí¸ العسكري للقضاء على الثورة السورية يشجعه على ذلك انقسام المجتمع الدولي بشأن سورية والغطاء السياسي الذي تقدí¸مه روسيا والصين له في مجلس الأمن الدولي". وجعلت الصحافة الجزائرية الصادرة اليوم من حادث عين أميناس وهزيمة المنتخب الجزائري أمام نظيره التونسي برسم نهائيات كأس إفريقيا للأمم ٬ أمس بهدف لصفر٬ المحورين الرئيسيين لاهتماماتها. وفي هذا السياق كتبت صحيفة (الشروق) أن "الجزائر الآن صارت في حاجة إلى مشروع أمة عظيم٬ يíµجمع الناس عليه مهما افترقوا أحزابا وأعراقا وجغرافية٬ حتى لا ننتظر الأزمات الكبرى ومنها الإرهاب لتوحدنا٬ أو لعبة كرة القدم لتجمعنا حول شاشة واحدة مستمعين للنشيد الوطني وحاملين للأعلام الوطنية". وأضافت أن "اليابانيين الذين تجمعهم لعبة المصارعة٬ وجمعهم الخوف على مصير عمالهم في عين أمناس٬ يجمعهم أيضا مشروع التنمية القومي الضخم٬ الذي حولهم إلى قوة اقتصادية كبرى٬ والأمريكيون الذين تجمعهم رياضات الكرة الأمريكية والسلة والملاكمة٬ وجمعهم الخوف على عمالهم في عين أمناس٬ يجمعهم أيضا مشروع إبقاء أمريكا البلد الأول في العالم٬ بينما افتقدنا مشروعا قوميا نحول عبره الجزائر إلى يابان إفريقيا٬ كما تكهن الكثيرون منذ عقدين بسبب ثرواتها وشبابها وشساعة أراضيها "٬ مضيفة أن " التفاف الجزائريين حول الفريق الوطني لكرة القدم٬ هو مؤشر صحي٬ ولكن لا يكفي٬ لأن الثورة العلمية والتربوية والصناعية والفلاحية هي وحدها من تنقلنا إلى الوحدة الحقيقية التي تجعل الكرة واحدة من اهتماماتنا وليس كل اهتماماتنا٬ وتنسف الإرهاب من بيننا نهائيا". وتحت عنوان "نجح العسكر وفشل السياسيون"٬ سجلت صحيفة (الخبر) أن الجيش الجزائري الذي كان لابد أن يثبت قدراته في التصدي لكل محاولة للمساس بوحدة وسلامة التراب الوطني وحماية المنشآت الاستراتيجية للدولة٬ "لم يقم إلا بمهامه الدستورية من منظور المصلحة العليا للبلاد ومن منطلق الجزائر"٬ مضيفة أن "النجاح العسكري للجيش لم يفلح في تغطية الضعف السياسي للسلطة التي أثبتت فشلها مرة أخرى في إدارة مثل هذه الأزمات خاصة في شقيها السياسي والإعلامي". وخيمت هزيمة المنتخب الجزائري أمام نظيره التونسي برسم نهائيات كأس إفريقيا للأمم ٬ أمس ٬ بهدف واحد لصفر٬ بظلالها على الصحف التي أثارتها بعناوين من ضمنها "الخيبة"٬ و"خاليلوزيتش يخيب الجزائريين والتوانسة يسرقون الفوز"٬ و"هزيمة مرة"٬ و"صاروخ المساكني يدخل الأفناك إلى غرفة الإنعاش"٬ و"سقوط قاتل". وانصب اهتمام الصحف العربية الصادرة اليوم في لندن حول تطورات الوضع في سورية والانتخابات التشريعية الأردنية٬ إلى جانب القمة الاقتصادية العربية والانتخابات في اسرائيل. ففي تطورات الملف السوري٬ كتبت صحيفة "الحياة" عن دعوة وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل مجلس الأمن الدولي الى التدخل من اجل الإسراع في إيجاد حل مناسب للازمة السورية في ظل التصعيد الدموي المتزايد ضد الشعب السوري. واشار في مؤتمر صحفي٬ في نهاية اعمال القمة العربية الاقتصادية في الرياض٬ الى أن المأساة في سورية ناجمة عن رفض النظام السوري أي حل٬ "فالحكومة السورية تحاول إقناع الشعب بأن كل الناس معها٬ وأن من تقاتلهم إرهابيون٬ ولا يبدو محتملا تحقيق حل سياسي بين الحكومة القائمة والمعارضين". أما صحيفة "العرب"٬ فقد أشارت من جانبها إلى تضاؤل حظوظ الحل السياسي في سورية٬ ولاسيما بعد تصريحات وزير الخارجية السعودي وبان كي مون والمبعوث المشترك الأخضر الإبراهيمي٬مضيفة أن من بين مؤشرات انسداد الافق في سورية ا ٬ إعلان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن النزاع قد يطول دون التوصل إلى نتيجة واضحة. أما صحيفة "القدس العربي"٬ فتحدثت عن مواصلة العمليات العسكرية في سورية السير بشكل تصاعدي٬وذلك بالرغم من تجديد الحكومة السورية أمس تأكيد انفتاحها على جميع القوى السياسية المعارضة في الداخل والخارج بما فيها المسلحون عند إلقائهم السلاح٬ في اطار تطبيق البرنامج السياسي لحل الأزمة الذي طرحه اخيرا الرئيس بشار الاسد. وبخصوص الانتخابات التشريعية في الأردن٬ كتبت صحيفة "الحياة"٬ أن الأردنيين سيتوجهون اليوم لصناديق الاقتراع لانتخاب برلمانهم السابع عشر في المحافظات ال 12 وسط أجواء مشحونة بين الدولة وجماعة "الإخوان المسلمين" التي تقاطع الانتخابات٬ مشيرة إلى أن الاقتراع سيجري في ظل حراسة أمنية مشددة تحسباً لأعمال عنف٬ وبمشاركة جيش من المراقبين الدوليين لضمان "النزاهة". وترى الصحيفة أن هذه الانتخابات تأتي على وقع أزمة اقتصادية عميقة تعصف بالبلاد التي تشهد منذ مطلع2011 تظاهرات تطالب بالإصلاح ومكافحة الفساد٬ وذلك في وقت بلغ عجز الموازنة هذه السنة نحو 21 مليار دولار. من جهتها اعتبرت صحيفة "القدس العربي" أن انتخابات 2013 المثيرة للجدل في الأردن٬ ستجري في ظل تشكيك مسبق من الإسلاميين في نتائجها السياسية٬ حيث حذروا من أن هذه الانتخابات ستكون عبثية من حيث الدلالات المعاكسة للإصلاح السياسي الحقيقي والجذري. من جهة أخرى٬ كتبت صحيفة "الشرق الأوسط" عن ترحيب القادة ورؤساء الوفود العربية المشاركون في أعمال القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية٬ بمبادرة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الداعية الى زيادة رؤوس أموال المؤسسات المالية العربية المشتركة بنسبة لا تقل عن خمسين في المئة من حجم رأسمالها الحالي٬ وإدراجها ضمن إعلانهم الصادر عن القمة. وأشارت الصحيفة إلى ان "إعلان الرياض" الذي صدر في ختام القمة امس شدد على أهمية الدور الحيوي الذي تقوم به المؤسسات المالية العربية لمواجهة الحاجات التنموية المتزايدة٬ وبما يمكنها من المساهمة الفاعلة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلدان العربية٬ مؤكدا على أهمية الاستثمار ودوره في الارتقاء بمستوى التكامل الاقتصادي العربي من جهة٬ وتنمية التجارة العربية البينية٬ وإيجاد فرص عمل جديدة تسهم في خفض معدلات البطالة٬ وخفض مستويات الفقر من جهة أخرى. وعن الانتخابات التشريعية في اسرائيل كتبت "الشرق الأوسط "عن تلقي رئيس الوزراء الإسرائيلي٬ بنيامين نتنياهو٬ وتحالفه اليمين المتطرف٬ ضربة قاسية٬ حيث فقد ربع قوته٬ وفق استطلاعات للرأي٬ من دون أن يحرمه ذلك من أن يظل رئيس أكبر كتلة فائزة في الانتخابات. أما صحيفة "الزمان" فتحدثت عن مقاطعة غير معلنة للعرب للمشاركة في انتخابات أعضاء الكنيست ال 120 مشيرة إلى أن مكاتب التصويت في عكا حيث تقيم غالبية من العرب الاسرائيليين٬ شبه خالية.