بدأت الهيئات الزراعية الفلاحية ب"المملكة الإيبيرية" استعدادات استقبال العاملات الموسميات في حقول جني الفراولة بإقليم "هويلبا"، مُتوقعة أن تصل أزيد من 12 ألف مزارعة مغربية إلى الجارة الشمالية بحلول دجنبر المقبل. وأفادت مصادر إعلامية إسبانية بأن الدفعة الأولى من العاملات المغربيات في حقول الفواكه الحمراء ستُباشر عملها مع نهاية العام الجاري، على غرار المواسم المنصرمة، إذ سيتم استقبال الأعداد نفسها المتفق بشأنها مع الحكومة المغربية. ووفق إفادات مانويلا بارالو، المندوبة الفرعية للحكومة المركزية في إقليم "هويلبا"، فإن جلّ حقول الفراولة بإسبانيا تستقطب العاملات القادمات من المغرب، لافتة إلى أن الدفعة الثانية والثالثة ستصل إلى "الأراضي الإيبيرية" في شهريْ فبراير ومارس، من أجل جني الفاكهة الحمراء خلال مدة العقد المحددة في ستة أشهر. وأوضحت المسؤولة المركزية أن العاملات الموسميات سيدخلن التراب الإسباني عبر ميناء الجزيرة الخضراء، الذي جهّزته حكومة مدريد بأحدث التجهيزات لمواكبة هذه العمليات، مشيرة إلى عزم السلطات تحسين البنيات التحتية البحرية بمنطقة "هويلبا"، حتّى يُخصص الميناء المحلي لتدبير التجربة في المستقبل. وارتفعت المساحة الزراعية المخصصة للفواكه الحمراء بمنطقة "هويلبا"، التي يتركز العمل في حقولها خلال الفترة الممتدة من فبراير إلى يونيو من كل سنة، إلى أزيد من 11700 هكتار السنة الماضية، لِتنتج بذلك 99.7 بالمائة من الفراولة لوحدها بالجارة الإسبانية. وبخصوص تدبير العملية، قال محمد أمكراز، وزير الشغل والإدماج المهني، إن "استقبال المزارعات المغربيات بالحقول الإسبانية يتمّ وفق تنسيق محكم مع الهيئات الدبلوماسية، وهو ما يجعلها تمرّ في ظروف سلسة وعادية طيلة السنوات الماضية". وأضاف أمكراز، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: "التحضيرات الرسمية لم تبدأ بعد بشأن الموسم الحالي، إذ لم يتوصل المغرب بالأعداد المطلوبة من طرف الجارة الشمالية عن طريق القنوات الدبلوماسية الرسمية، لكن نتوقع أن تُنظم العملية كالعادة بشكل جيد". وأبرزَ المسؤول الحكومي أن "المغرب تجاوز مختلف الإشكالات المطروحة في فترة سابقة؛ من قبيل ما يتعلق بالتحرش الجنسي الذي حسم فيه القضاء، بعدما تبين أن الأمر يتعلق بصراعات نقابية فقط"، مشددا على أن "السلطات أفلحت كذلك في إرجاع العاملات العالقات بإسبانيا السنة الماضية بسبب ظروف الجائحة".