تتوسّط حكومة مدريد بين المغرب والضيعات الفلاحية في إقليم "هويلبا" قصد فتح ممر إنساني من شأنه إعادة العاملات الموسميات في حقول جني الفراولة العالقات بإسبانيا نتيجة إغلاق الرباط لحدودها كإجراء فرضته جائحة كورونا، ما دفع هيئات مهنية في المقاطعة الإسبانية إلى المطالبة بالتفاوض لترحيلهن. ووفقاً لبعض وسائل الإعلام في "المملكة الإيبيرية"، فإن اتحاد صغار المزارعين ومربي الماشية في "هويلبا" دعا إلى تسهيل عودة العاملات المغربيات اللائي يعملن في حقول جني الفراولة إلى بلدهن، مستدلا بنجاح العملية في كل من بلغاريا ورومانيا، مشيراً أيضا إلى الرغبة الملحة لديهن في الرجوع إلى وطنهن في ظل الأزمة العالمية الراهنة. وأوردت الهيئة المهنية أن الضيعات الفلاحية انتهت من جني 80 في المائة من محاصيل الفراولة في أواخر ماي الجاري، لافتة إلى أن 70 في المائة من العاملات المغربيات يرغبن في العودة إلى بلدهن، لكن الظروف الراهنة تُصعب ذلك، في ظل إغلاق الرباط لمجالها الجوي والبحري والبري منذ مارس المنصرم. تبعا لذلك، استعانت الهيئات الزراعية في الإقليم بالوساطة الدبلوماسية لمدريد من أجل التفاوض مع الرباط، وعملت كذلك على فتح قنوات الاتصال مع القنصلية المغربية في إسبانيا بشأن الملف، مؤكدة أن 7028 عاملة فقط تمكّت من الانتقال إلى المزارع الإسبانية من أصل 16500 طلبت حقول الفراولة التعاقد معهن، وذلك بسبب إغلاق الحدود. ويُنتج إقليم "هويلبا" لوحده 99.7 في المائة من الفراولة بالجارة الإسبانية، حقّق تسويقها ما يزيد عن 994 مليون يورو في الأسواق الخارجية خلال الفترة المتراوحة بين يناير وأكتوبر 2019. وقد جنت الضيعات إلى حدود منتصف مارس المنصرم 20 في المائة من هذا المنتوج الفلاحي. جدير بالذكر أن عدد النساء المغربيات اللائي يهاجرن إلى إقليم "هويلبا" للعمل في حقول الفراولة يرتفع سنة تلو أخرى؛ إذ انتقل من 2000 عاملة سنة 2016 إلى 19179 في 2019، على أساس أن القطاع الفلاحي يُشغِّل تقريبا 90 ألف شخص خلال السنة الواحدة، موزعين بين الأجانب والعمال الإسبان. ويتركز العمل في حقول جني الفراولة خلال الفترة الممتدة من فبراير إلى يونيو كل سنة. وقد ارتفعت المساحة الزراعية المخصصة للفواكه الحمراء في منطقة "هويلبا" هذه السنة إلى 11700 هكتار؛ أي بزيادة قدرها 2 في المائة بالمقارنة مع الموسم المنصرم، بينما ارتفعت المساحة المخصصة للفراولة إلى 6095 هكتارا سنة 2020.