تُواصل السلطات المغربية، بمعية نظيرتها الإسبانية، ترحيل عاملات جني الفراولة في إقليم "هويلبا"؛ فبعد الفوج الأول الذي غادر "المملكة الإيبيرية" في 18 يوليوز المنصرم، يرتقب مغادرة الفوج الخامس من العاملات الموسميات اليوم الإثنين. ووفقاً لمنشورات إعلامية إسبانية فإن برنامج عودة العاملات الموسميات المغربيات عبر البحر يتضمن رحلتين أخيرتين، إذ ستغادر العبّارة الخامسة الإثنين، بينما ستصل العبّارة الأخيرة الخميس المقبل، ما من شأنه طي الملف الذي أثار جدلا كبيراً بشكل نهائي. وستنطلق العبّارة المبرمجة الإثنين من الرصيف الجنوبي لميناء "هويلبا" الإسباني صوب ميناء طنجة المتوسط، من أجل إعادة الفوج الخامس من العاملات المغربيات الموسميات. ويأتي ذلك بعد وصول الفوج الأول الذي ضمّ نحو 1200 عاملة من بين 7100 عاملة. ويتم ترحيل "عاملات الفراولة" بقرار من السلطات المغربية، بتعاون مع الحكومة الإسبانية وإقليم الأندلس، إذ يجري نقلهن على متن ست رحلات بحرية بين "هويلبا" وطنجة المتوسط، تم توفيرها من طرف الدولة المغربية. وعلى مستوى ميناء طنجة المتوسط، قامت السلطة المينائية بتوفير الوسائل اللوجستيكية والنقل داخل الميناء والوجبات الغذائية ووسائل التعقيم لفائدة المستفيدات من العملية، واللواتي تم توجيههن عبر حافلات انطلاقا من الميناء إلى أماكن إقامتهن بالمغرب. وسبق أن انتقدت الضيعات الزراعية الإسبانية "العملية الاستثنائية" المتعلقة بفتح الحدود المغربية، مستغربة عدم إدراج معبري سبتة ومليلية ضمن نقط العبور، بالنظر إلى صعوبة ترحيل عاملات الفراولة في إقليم "هويلبا"، بسبب ارتفاع الكلفة المالية للاختبارات الطبية المطلوبة، فضلا عن تحمّل تكاليف السفر إلى إيطاليا أو فرنسا اللتين تحتضنان نقط العبور البحرية. جدير بالذكر أن عدد النساء المغربيات اللائي يهاجرن إلى إقليم "هويلبا" للعمل في حقول الفراولة يرتفع سنة تلو أخرى؛ إذ انتقل من 2000 عاملة سنة 2016 إلى 19179 في 2019، على أساس أن القطاع الفلاحي يُشغِّل تقريبا 90 ألف شخص خلال السنة الواحدة، موزعين بين الأجانب والعمال الإسبان. ويتركز العمل في حقول جني الفراولة خلال الفترة الممتدة من فبراير إلى يونيو كل سنة. وقد ارتفعت المساحة الزراعية المخصصة للفواكه الحمراء في منطقة "هويلبا" هذه السنة إلى 11700 هكتار؛ أي بزيادة قدرها 2 في المائة بالمقارنة مع الموسم المنصرم، بينما ارتفعت المساحة المخصصة للفراولة إلى 6095 هكتارا سنة 2020.