معاناة عاملات جني الفراولة في إقليم "هويلبا" بلغت نهايتها، بعدما أعلنت سفارة المغرب في مدريد الشروع في إعادتهن إلى المملكة بدءاً من السبت المقبل؛ وذلك بتعاون مع الحكومة الإسبانية وإقليم الأندلس. ولفتت سفارة المغرب بمدريد الانتباه، ضمن بلاغ، إلى أنه "ستطلق ابتداء من يوم السبت 18 يوليوز 2020 برنامجا للعودة عن طريق البحر لفائدة 7100 عاملة موسمية مغربية، من اللواتي ساهمن في الموسم الفلاحي بهويلبا، في إطار برنامج الهجرة الدوري بين البلدين". وتابع المصدر عينه: "تود سفارة المملكة بالمغرب أن تتقدم بالشكر لوزارة الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون، وكتابة الدولة في الهجرة، ورئيس حكومة الأندلس، وكافة أعضاء فريق الحكومة المحلية، لتعاونهم الثمين وتتبعهم واهتمامهم الكبير بوضعية العاملات المغربيات الموسميات". وزادت السفارة المغربية: "نتوجه بالشكر أيضا إلى مندوبية الحكومة بالأندلس، والمندوبية الإقليمية بهويلبا، لدعمهما الموصول طوال هذه الفترة، وكذا لمنظمات أرباب الشغل والشركات العاملة في قطاع الفواكه الحمراء لمصاحبتها خلال هذه الفترة". وسبق أن انتقدت الضيعات الزراعية الإسبانية "العملية الاستثنائية" المتعلقة بفتح الحدود المغربية، مستغربة عدم إدراج معبري سبتة ومليلية ضمن نقط العبور، بالنظر إلى صعوبة ترحيل عاملات الفراولة في إقليم "هويلبا"، نتيجة ارتفاع الكلفة المالية للاختبارات الطبية المطلوبة، فضلا عن تحمّل تكاليف السفر إلى إيطاليا أو فرنسا اللتين تحتضنان نقط العبور البحرية. جدير بالذكر أن عدد النساء المغربيات اللائي يهاجرن إلى إقليم "هويلبا" للعمل في حقول الفراولة يرتفع سنة تلو أخرى؛ إذ انتقل من 2000 عاملة سنة 2016 إلى 19179 في 2019، على أساس أن القطاع الفلاحي يُشغِّل تقريبا 90 ألف شخص خلال السنة الواحدة، موزعين بين الأجانب والعمال الإسبان. ويتركز العمل في حقول جني الفراولة خلال الفترة الممتدة من فبراير إلى يونيو كل سنة. وقد ارتفعت المساحة الزراعية المخصصة للفواكه الحمراء في منطقة "هويلبا" هذه السنة إلى 11700 هكتار؛ أي بزيادة قدرها 2 في المائة بالمقارنة مع الموسم المنصرم، بينما ارتفعت المساحة المخصصة للفراولة إلى 6095 هكتارا سنة 2020.