أثارت "العملية الاستثنائية" المتعلقة بفتح الحدود المغربية حفيظة أرباب الضيعات الزراعية الإسبان، الذين انتقدوا استثناء معبري سبتة ومليلية من عملية العبور، بالنظر إلى صعوبة ترحيل عاملات الفراولة في إقليم "هويلبا"، نتيجة ارتفاع الكلفة المالية للاختبارات الطبية المطلوبة، فضلا عن تحمّل تكاليف السفر إلى إيطاليا أو فرنسا اللتين تحتضنان نقط العبور البحرية. ووصفت منشورات إعلامية "إيبيرية" الخطوة المغربية ب"غير المقبولة"؛ إذ أعرب اتحاد صغار المزارعين ومربي الماشية في "هويلبا" عن تحسّره بشأن التدابير الرسمية المُعلنة، خلال الأيام المنصرمة، موردا أنها "ستمنع عاملات الفراولة من العودة إلى بلدهن الأم، بفعل عدم توفير الحكومة أي تسهيلات تخصّ ترحيل هذه الفئة العالقة بإسبانيا منذ أشهر". وفي مقابل ذلك، لفتت الضيعات الزراعية في الجار الشمالي إلى أنها كانت عازمة على الحفاظ على مضامين الاتفاق الثنائي مع الحكومة المغربية، لكن اندلاع الأزمة الصحية العالمية سيغيّر الشروط المتفق عليها، من خلال انفتاحها على بلدان أوروبا الشرقية في الموسم المقبل، قصد جلب العاملات الموسميات في حقول جني الفراولة. وأبدى اتحاد صغار المزارعين في "المملكة الإيبيرية" تفهمّه طبيعة المخاوف الصحية التي تحكم الفتح الجزئي للمنافذ الحدودية المغربية، لكنه سجل، في الوقت نفسه، صعوبة تحمّل عاملات الفراولة تكاليف الاختبارات الطبية التي تشترطها السلطات، مشيرا إلى أن "الحكومة الأندلسية عرضت على المستخدمات مجانية الاختبارات في حالة العودة عبر ميناء الجزيرة الخضراء". وأوضحت وسائل إعلام إسبانية أن "العاملات اللائي يرغبن في العودة إلى المملكة المغربية، حسَب التدابير الحكومية المتخذة، عليهن قطع مسافة قدرها 1400 كيلومتر لبلوغ ميناء سيت الفرنسي، بينما لن تتعدى العبّارة مسافة 290 كيلومترا إذا انطلقت من ميناء الجزيرة الخضراء؛ ناهيك عن الظروف الصحية المثلى المصاحبة لذلك". لذلك تبدو عملية ترحيل عاملات الفراولة "مستحيلة" وفقاً للشروط المغربية، تضيف المصادر عينها، التي لفتت إلى "الضرر العاطفي الذي تعانيه المستخدمات، اللائي تطلّعن إلى العودة منذ أشهر عدة"، مشيرة إلى "تحمّل الضيعات الزراعية نفقات الإقامة والرعاية الصحية المجانية طوال الفترة المنصرمة". جدير بالذكر أن عدد النساء المغربيات اللائي يهاجرن إلى إقليم "هويلبا" للعمل في حقول الفراولة يرتفع سنة تلو أخرى؛ إذ انتقل من 2000 عاملة سنة 2016 إلى 19179 في 2019، على أساس أن القطاع الفلاحي يُشغِّل تقريبا 90 ألف شخص خلال السنة الواحدة، موزعين بين الأجانب والعمال الإسبان. ويتركز العمل في حقول جني الفراولة خلال الفترة الممتدة من فبراير إلى يونيو كل سنة. وقد ارتفعت المساحة الزراعية المخصصة للفواكه الحمراء في منطقة "هويلبا" هذه السنة إلى 11700 هكتار؛ أي بزيادة قدرها 2 في المائة بالمقارنة مع الموسم المنصرم، بينما ارتفعت المساحة المخصصة للفراولة إلى 6095 هكتارا سنة 2020.