تُواصل الحكومة المحلية في الأندلس البحث عن مخرج لأزمة العاملات الموسميات في حقول جني الفراولة العالقات بإقليم "هويلبا"، بعدما أغلق المغرب مجاله الحدودي إلى إشعار آخر بسبب تداعيات "أزمة كورونا"، إذ تطالب الهيئات المهنية بإيجاد حل عاجل للعاملات المغربيات، اللائي يطالبن بدورهن بالعودة إلى البلد الأم في أقرب فرصة متاحة. وحسَب المنشورات الإعلامية الصادرة في "المملكة الإيبيرية" فإن رئيس حكومة الأندلس سيدعو كلا من أرانشا غونزاليس لايا، وزيرة الشؤون الخارجية الإسبانية، ووزير الفلاحة والصيد البحري والتغذية الإسباني، لويس بلاناس، إلى عقد اجتماع رسمي للتباحث في ملف ترحيل قرابة 7200 عاملة جني مؤقتة. ووفقاً للرابطة المهنية للفراولة الأندلسية فلم تستطع حكومة مدريد التدخل في الموضوع إلى حد الساعة، مشيرة إلى أنها راسلت الجهاز الدبلوماسي الإسباني عديداً من المرات، لكن لم يصلها أي جواب رسمي منذ أسابيع، داعية إلى إعمال الحسّ الإنساني في مقاربة الأزمة، ومستغربة "جمود" وزارة الخارجية الإسبانية في التجاوب مع المراسلات المتكررة. ومع اقتراب موسم حصاد الفراولة في إقليم "هويلبا"، تتناسل الكثير من التساؤلات بشأن مصير العاملات المغربيات، غير أن خوسيه لويس غارسيا بالاسيوس، رئيس الرابطة المهنية للفراولة الأندلسية، أعرب عن تعهده بعدم تشريد أي عاملة في حقول جني الفراولة رغم قرب انتهاء عقود العمل، داعياً السلطات المسؤولة في كلا البلدين إلى مراعاة الأوضاع الأسرية لهؤلاء العاملات. ولفتت الرابطة المهنية للفراولة الأندلسية إلى عدم تسجيل أي حالة إصابة بفيروس "كوفيد-19" وسط عاملات الجني المؤقتات، مبرزة أن الحكومة المحلية في الأندلس راسلت الحكومة في مدريد لإجراء اختبارات جديدة للكشف عن الفيروس، حتى يتم التأكد من عدم إصابة أي عاملة؛ ومن ثمة تسهيل عملية الترحيل المرتقبة. وانتهت الضيعات الفلاحية في "هويلبا" من جني 80 في المائة من محاصيل الفراولة أواخر ماي المنصرم، على أساس أن الإقليم لوحده يُنتج 99.7 في المائة من الفراولة بالجارة الإسبانية، إذ حقّق تسويقها ما يزيد عن 994 مليون يورو في الأسواق الخارجية خلال الفترة المتراوحة بين يناير وأكتوبر 2019. جدير بالذكر أن عدد النساء المغربيات اللائي يهاجرن إلى إقليم "هويلبا" للعمل في حقول الفراولة يرتفع سنة تلو أخرى؛ إذ انتقل من 2000 عاملة سنة 2016 إلى 19179 في 2019، بحيث يُشغّل القطاع الفلاحي تقريبا 90 ألف شخص في السنة الواحدة، موزعين بين الأجانب والعمال الإسبان. ويتركز العمل في حقول جني الفراولة خلال الفترة الممتدة من فبراير إلى يونيو كل سنة. وقد ارتفعت المساحة الزراعية المخصصة للفواكه الحمراء في منطقة "هويلبا" هذه السنة إلى 11700 هكتار؛ أي بزيادة قدرها 2 في المائة بالمقارنة مع الموسم المنصرم، بينما ارتفعت المساحة المخصصة للفراولة إلى 6095 هكتارا سنة 2020.