عاشت المحكمة الابتدائية في مدينة الدار البيضاء، عصر أول أمس الثلاثاء، أجواء غير عادية، بعد توافد وسائل الإعلام على هذا الفضاء، الذي سجل حضورا أمنيا مكثفا، لمتابعة أطوار محاكمة السوريين والمغاربة المتهمين بقضية تهريب العملة الصعبة، التي قادت إلى إعفاء ثلاثة مسؤولين في جهاز الاستعلامات العامة (شرطة جمع المعلومات والتوثيق )، بعد ثبوت تسهيل تحركات العناصر المذكورة. وبعد أن جرى استدعاء المتهمين، الذين كانت علامات القلق تعلوا محياهم، تقدمت الإدارة العامة الجمارك والضرائب المباشرة وغير المباشرة بطلب لدخولها كطف في القضية، مادفع القاضي لتأجيل الجلسة إلى 23 شتنبر الجاري. "" ويتابع في الملف أربعة سورييين، في حالة اعتقال، وهم ياسر سليم، وشقيقيه عبد الكريم سليم، وفايز سليم، ومصطفى علي، بعد أن وجهت لهم تهم "محاولة تصدير عملة أجنبية من دون تصريح أو ترخيص، والمشاركة في تصدير عملة أجنبية من دون تصريح ولا ترخيص، وتبديد غير قانوني لمبلغ مالي وتصدير عملة أجنبية من دون تصريح ولا ترخيص". أما المغاربة الثلاثة، وهم أصحاب محلات لبيع "الأنتيكات" فتوبعوا بتهمة "مخالفة أنظمة وقوانين الصرف". وانطلقت محاكمة الأظناء بعد أن أحيلوا من قبل الفرقة الوطنية للشرطة القضائية التي أشرفت على التحقيق. وسبق للشرطة القضائية أن استمعت إلى محمد العسلي، المنتج السينمائي ومؤسس جريدة "المساء"، بعد الاشتباه في إيوائه للمواطن السوري، ياسر. (س)، المتهم الرئيسي في ملف الهجرة السرية وتهريب العملة الصعبة، قبل أن تطلق سراحه لعدم وجود أي علاقة له بالقضية. ويأتي هذا في وقت قدمت عناصر الفرقة الوطنية، يومي 15 و18 غشت المنصرم، أربعة سوريين، إثر متابعتهم بتهم "تكوين عصابة متخصصة في تهريب العملة وتقديم المساعدة للمهاجرين السريين، والإقامة غير القانونية". كما حررت مذكرة بحث في شأن سوريين اثنين آخرين متورطين بدورهما في هذه القضية. في تلك الأثناء، اعتقلت مصالح الأمن مالكي "بازارات" وسط مدينة الدارالبيضاء، مشيرة إلى أن أسماءهم وردت خلال التحقيق مع السوريين. وكانت مصالح أمن مطار محمد الخامس الدولي ألقت القبض، أخيرا، على أحد السوريين يدعى مصطفى . أ. من أجل محاولة تهريب العملة إلى الخارج، وعثرت بحوزته على 284 ألفا و880 أورو، إذ كان ينوي السفر نحو بلده الأصلي، وفي وقت لاحق جرى توقيف ثلاثة من مواطنيه بتهمة "الهجرة السرية نحو المغرب وتهريب العملة الصعبة"، من بينهم المدعو ياسر (س)، الذي كان أحس بتضييق الخناق عليه من لدن مصالح الأمن، والتحق بمنزل محمد العسلي. وصرح ياسر أنه كان "سهل عملية الهجرة السرية نحو المغرب لخمسين مواطنا سوريا، بمساعدتهم على الحصول على تأشيرة الدخول والتكفل بهم منذ نزولهم في المطار". كما أفاد المتهم الرئيسي في الملف بأنه كان يتلقى مساعدة من موظفين بمديرية الاستعلامات مقابل مبالغ مالية. وألقي القبض أثناء التحقيق مع المتهمين، على المغاربة، على اعتبار أنهم ساعدوا الأظناء السوريين على صرف العملة الأجنبية، لكن توبعوا في حالة سراح مؤقت، بعد إجراء مواجهة بينهم وبين المتهمين.