أدانت الغرفة الجنحية بالمحكمة الابتدائية بالدار البيضاء أمس متهمين سوريين اثنين من ضمن أربعة تابعتهم السلطات المغربية في ملف تهريب العملة الأجنبية، بعشرة أشهر حبسا نافذا لكل واحد منهما. يتعلق الأمر ب"ياسر سليم بن محمد كامل، ومصطفى علي محمد"، كما قضت الغرفة نفسها بأداء كل واحد منهما غرامة مالية، تبلغ مليار سنتيم (حوالي 10 ألاف أورو). "" تهريب عملات وتوبع المتهمون الأربعة من جنسية سورية بالإضافة إلى ثلاثة مغاربة من أصحاب البازارات، بتهم "تصدير ومحاولة تصدير عملة أجنبية من دون تصريح أو ترخيص، والمشاركة في تصدير عملة أجنبية من دون تصريح ولا ترخيص، وتبديد غير قانوني لمبلغ مالي. وأسقطت عنهم تهم تكوين عصابة متخصصة في تهريب العملة وتقديم المساعدة للمهاجرين السريين، والإقامة غير القانونية. وقد فتح الملف في شهر غشت حين جرى اعتقال أحد المتهمين السوريين بمطار محمد الخامس بالدارالبيضاء، وعثر بحوزته على مبلغ 284 ألفا و880 أورو، كان متجها بها نحو بلده الأصلي بعد أن اعتقلت السلطات المغربية شقيقيه بمدينة المحمدية . خلال التحقيق أفادت السلطات المختصة أن المتهم الرئيسي صرح أن المبلغ المالي كان موجها إلى عائلات المتهمين في سوريا. كما اعترف أنه هرب العملة الصعبة إلى سوريا أربع مرات بمساعدة باقي المتهمين، وأنه كان العقل المدبر للعملية الأخيرة التي جرى اعتقاله بعدها. صلح مع الجمارك وألقي القبض أثناء التحقيق مع المتهمين، على المتورطين المغاربة، على اعتبار أنهم ساعدوا السوريين على صرف العملة الأجنبية، لكن توبعوا في حالة سراح مؤقت، بعد إجراء مواجهة بينهم وبين المتهمين. أدين واحد منهم بعقوبة حبسية نافذة، بعد أن عجز عن دفع الغرامة المالية التي طالبته إدارة الجمارك بتأديتها، والتي تفوق50 مليون درهم (قرابة 45 ألف أورو)، كما فعل الصرافان الآخران، اللذان سحبت إدارة الجمارك دعواها ضدهما. وصرح دفاع المتهمين عقب صدور الحكم أن المحكمة أدانتهما، بعدما عجزا عن عقد صلح مع إدارة الجمارك والضرائب المباشرة وغير المباشرة، لتسديد التعويضات المالية التي طالبت بأدائها، للتنازل عن حقها في متابعتهما، كما حصل مع باقي المتهمين في الملف، وهم عبد الكريم سليم وفايز سليم، اللذين متعا بالسراح المؤقت، خلال الأسبوع الأول من الشهر الجاري. يذكر أن الشرطة القضائية استمعت في بداية هذا الملف إلى محمد العسلي، المنتج السينمائي وأحد المساهمين في جريدة "المساء" الأولى مبيعا في المغرب، بعد الاشتباه في إيوائه للمتهم الرئيسي في ملف الهجرة السرية وتهريب العملة الصعبة لكن لم تتم متابعته لعدم ظهور ما يثبت تورطه في الملف. وكان المتهم الرئيسي حين أحس بتضييق الخناق عليه من لدن مصالح الأمن، التحق بمنزل محمد العسلي نظرا لمعرفة سابقة بينهما وطلب منه قضاء الليلة مع أفراد أسرته بضيعة المنتج السينمائي، واستجاب له هذا الأخير لأنه لم يكن يعلم أنه موضوع متابعة قضائية. وقد أثار ذكر صفة محمد العسلي في قصاصة وكالة الأنباء الرسمية بأنه مالك جريدة المساء نقاشا حادا على أعمدة الجريدة حيث اتهم مديرها رشيد نيني الأطراف التي نشرت الخبر بأن ذكر العسلي بهذه الصفة محاولة للزج بمؤسسته الإعلامية في قضية إجرامية ومحاولة للنيل من سمعتها ومحاولة يائسة للمس بمصداقيتها. يشار إلى أن الملف عرف منعطفا حين أصبح نظر القضاء منصبا على تهريب العملة وأسقط تهم تسهيل عملية الهجرة السرية نحو المغرب لمواطنين سوريين، بمساعدتهم على الحصول على تأشيرة الدخول والتكفل بهم منذ نزولهم في المطار، مما أسقط مسؤولين محليين في مديرية الاستعلامات إثر اعتراف المتهم الرئيسي أنهم كان يتلقى مساعدة من موظفين بمديرية الاستعلامات مقابل مبالغ مالية هامة. موقع إذاعة هولندا العالمية