بعد غرق شاب مغربي في محاولة للهجرة غير النظامية إلى مليلية المحتلة، طالبت أسرته وفرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالناظور بنقل جثمانه إلى وطنه لدفنه قرب ذويه. وفي ندوة صحافية احتضنها مقر الجمعية الحقوقية بالناظور، ناشدت زوجة الفقيد السلطات والجهات المسؤولة التدخل لإعادة جثمانه "حتى تبرد النار فينا"، قائلة إن أمه منذ سماع الخبر وهي لا تستطيع الخروج من البيت ولا القيام، قبل أن تعبر بأعين دامعة عن أملها في تدخل ملكي يطفئ لوعة العائلة. من جهته، قال محمد أمين أبيدار، رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالناظور، إن الفقيد عبد الفتاح الشرقاوي "كان يبلغ من العمر 33 سنة، وهو أب لطفلين، حاول العبور إلى مليلية طلبا للجوء الإنساني، بحثا عن واقع أفضل يضمن له ولأسرته العيش الكريم." وأضاف: "وجد جثمان الفقيد بأحد شواطئ مليلية المحتلة بتاريخ 11 غشت، ليتم نقله إلى المستشفى الجهوي بمليلية لإجراء التشريح الطبي الذي أثبت موته غرقا، ثم نقل إلى مستودع الأموات، وتلقت عائلته من السلطات المحلية بدوار أولاد منصور بأولاد ستوت خبر وفاته غرقا، وتحققنا في فرع الجمعية من هذا الخبر بربط الاتصال بأصدقاء الراحل بمليلية المحتلة، الذين كانوا همزة وصل بين الأسرة والضابطة العدلية للحرس الإسباني بمليلية المحتلة، وبعد التأكد، طالبت الأسرة برؤية جثمانه واسترجاعه ليدفن قرب محل إقامتها". وتابع رئيس فرع الجمعية الحقوقية، قائلا: "ربطنا الاتصال بالجمعية الإسلامية بمليلية التي أكدت ألا حل إلا دفنه بسيدي ورياش بمليلية المحتلة، وأن تحضر الأسرة مراسم الدفن بالجهة المقابلة عبر السياج الحدودي بفرخانة. وهو ما رفضته الأسرة التي تريد دفنه بالقرب منها لتخفيف وطأة هذه المأساة التي ألمت بها". وواصل: "رافقنا الأسرة إلى العمالة بالناظور لبحث سبل إدخال الجثمان، وأكدت العمالة تجاوز هذا الأمر لصلاحيتها، وارتباطه بوزارة الداخلية ومديرية الهجرة والحدود، فراسل الفرع المديرية للمطالبة بنقل جثمان الراحل وفتح الحدود". وأكد أبيدار أن فتح الحدود الاستثنائي "أمر مهم للتخفيف من معاناة هذه الأسرة ووقع هذه الفاجعة عليها، علما أن الفتح الاستثنائي كان يتم في مجموعة من الحالات بشكل غير شرعي وغير قانوني ولا يحترم حقوق المهاجرين وطالبي اللجوء (...) واليوم لنا قضية إنسانية هي قضية جثمان تطالب العائلة به، ولا نرى ضررا في أن تكون إرادة لدى السلطات المغربية والسلطات الإسبانية لنقل الجثمان ودفنه قرب عائلة الفقيد". وأثار المتحدث حالات مغربية عالقة في دول مغاربية، وطالب السلطات ب"نقل هؤلاء الشبان والمواطنين المغاربة إلى أرض وطنهم"، سواء المسجونين في الجزائر وليبيا وتونس على خلفية الهجرة غير النظامية، أو جثامين الراحلين منهم، مع التكفل الرسمي بتكاليف نقلهم. وطالب فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان "السلطات المغربية والسلطات الإسبانية بمليلية المحتلة بالتدخل العاجل لصالح هذه الحالة الإنسانية، وإطفاء لوعة عائلة عبد الفتاح الشرقاوي"، كما دعا المغرب إلى "الكف عن لعب دور دركي الهجرة تفعيلا لمعاهداته والتزاماته التي صادق عليها في هذا الإطار"، وطالب المملكة وإسبانيا والاتحاد الأوروبي ب"سن سياسات في ميدان الهجرة تتوافق مع أبعاد حقوق الإنسان، بدل سياسات القمع وغلق الحدود وتجريم الهجرة التي تكرس فقط الموت، وانتهاك حقوق الإنسان وحقوق المهاجرين وطالبي اللجوء."