اهتمت الصحف العربية، الصادرة اليوم الاثنين، بموضوع اختطاف ربان تركي ومساعده بطريق المطار ببيروت يوم الجمعة الماضي، وبالمواقف التي أعلن عنها رئيس الوزراء البحريني والتي أكد فيها أن مملكة البحرين قادرة على مجابهة أي خطر يهددها، وبالمسيرة السلمية التي نظمتها ساكنة مدينة أزفون بولاية تيزي وزو بالجزائر غداة مقتل ثلاثة من رجال الشرطة على يد عنصر مسلحة بالمنطقة، والانتخابات البلدية والتشريعية المقررة في 12 أكتوبر المقبل بموريتانيا. وهكذا، اهتمت الصحف البحرينية بالمواقف التي أعلن عنها رئيس الوزراء، الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، لدى زيارته أمس الأحد للمحافظة الوسطى، والتي أكد فيها أن مملكة البحرين قادرة على مجابهة أي خطر يهددها. وأضافت الصحف أن رئيس الوزراء أكد عزم الحكومة على المضي قدما في تنفيذ توصيات المجلس الوطني وإشاعة الأمن في ربوع الوطن، وتطبيق القانون من أجل استئصال الإرهاب وتجفيف منابعه. وأشارت الصحف البحرينية إلى أن رئيس الوزراء شدد على أن "البحرين لن ترهبها أي تدخلات خارجية، ولن تكون مسرحا لتجارب تلك الدول، وعلينا أن نقف في وجه كل من يريد للبلد التمزق والضياع كما يحدث في بعض البلدان التي من حولنا"، وقال "نحن نرفض أي تدخل في شؤوننا الداخلية، وليس للمحرضين مكان بيننا، وسوف نغالب هذا الوضع ونترجم توصيات شعب البحرين بما أوتينا من عزيمة وقوة حتى نقابل هذا الإرهاب البغيض بما يستحقه من قوة القانون". وتصدر موضوع اختطاف ربان تركي ومساعده بطريق المطار ببيروت يوم الجمعة الماضي اهتمامات الصحف اللبنانية، حيث خصصت صحيفة (الأخبار) حيزا لهذا الموضوع في مقال عنونته ب"جنون العيد"، وكتبت أن "أكثر من 15 شهرا، وقضية المخطوفين اللبنانيين في أعزاز بلا حل، خطف تركيان في لبنان فتحرك الجميع (...) ، ماذا لو لم يخطف التركيان، قبطان الطائرة ومساعده، هل كانت ستتحرك قضية مخطوفي أعزاز التسعة على النحو الذي شهدته". وقاربت جريدة (المستقبل) الموضوع من زاوية تأثيره على السياحة اللبنانية فعلقت أن "اختطاف التركيين يفاقم أزمة السياحة في لبنان ... عبود (وزير السياحة) : العملية أتت لتخرسنا". وأضافت أن قطاع السياحة في لبنان "تلقى ضربة موجعة مع اختطاف مسلحين لبنانيين طيارا تركيا ومساعده على طريق مطار رفيق الحريري الدولي، قبل يومين، الأمر الذي سيترك تداعياته السلبية على القطاع المتدهور أصلا". أما يومية (السفير) فكتبت أنه وفي "ظل بيئة حاضنة للفوضى، سجل خطف الطيارين التركيين على طريق المطار في عملية مدانة لأسباب مبدئية وأخلاقية وإنسانية ووطنية، من دون أن يعني ذلك بطبيعة الحال إعفاء الأتراك من تحمل مسؤولية التقصير والتلكؤ، إن لم يكن أكثر، في ممارسة الضغط الحقيقي على خاطفي اللبنانيين التسعة في أعزاز، للإفراج عنهم". من جهتها ربطت جريدة (النهار) بين الموضوع والنقاش الدائر في لبنان منذ فترة والمتعلق بأمن مطار بيروت، فعنونت مقالها عن هذا الاختطاف ب"أمن مطار بيروت مجددا في قبضة الضاحية، لواء عاصفة الشمال لا يفاوض التركيين". وقالت إن طريق المطار، مع هذا الاختطاف، "يؤكد أنها تبقى في قبضة الضاحية الجنوبية لبيروت بحكم الواقع الجغرافي، وفي قبضة قوى الأمر الواقع المسيطرة على الضاحية، بما يستدعي ضرورة مطار ثان للبنان". وفي الجزائر، عادت الصحف المحلية إلى المسيرة السلمية التي نظمتها ساكنة مدينة أزفون بولاية تيزي وزو، أمس الأحد، للتنديد ب"الإرهاب"، وذلك غداة مقتل ثلاثة من رجال الشرطة على يد عنصر مسلحة بالمنطقة. من جهة أخرى، تناقلت الصحف التحقيقات التي تجريها حاليا المخابرات الجزائرية بشأن تسرب معلومات حساسة حول المشاريع والمناقصات التي أطلقتها شركة سوناطراك، حيث يشتبه في ضلوع مسؤولين وإطارات لفروع الشركة الوطنية بالخارج في الكشف عن معلومات اقتصادية حساسة عن سوناطراك لصالح شركات أجنبية عاملة في قطاع المحروقات بالجزائر. وعلاقة بالفساد، خصصت صحيفة (جريدتي) ملفا لملف السكن وخصته بافتتاحية تحت عنوان "الفساد المسكوت عنه"، وهو ذلك الذي "يغرق فيه الأبناء القصر بلا أدنى ذنب ولا مسؤولية قانونية، أو يقوم به ممن بلغوا سن الرشد من أبناء المسؤولين". وجاء في الافتتاحية "في مجال السكن طالما سمعنا عن أطفال تحصلوا على عقارات بمبالغ رمزية ولا يعلمون عنها شيئا ثم أعيد بيعها بالملايير (..) جريمة كبرى عندما يتحصل طفل على سكن اجتماعي أو في أي إطار من الأطر المتعارف عليها، ويحرم من ذلك أرباب عائلات ولدينا الآلاف ممن يعيشون البيوت القصديرية وآخرون في عمارات مهددة بالسقوط كما يوجد من يسكنون في أكواخ وآخرون يقطنون مع المواشي والدواب، بالمقابل تجد مسؤولا كبيرا يمتع ابنه الذي لا يزال في مهده من بيت آخر في حي راق من أحياء العاصمة، وآخر رغم أنه يملك قصرا تجده ينافس البسطاء على السكن الاجتماعي وغالبا ما يستعملها لأغراض أخرى غير السكن". وفي ليبيا، أوردت الصحف تصريحات لرئيس الأركان العامة للجيش الليبي شدد فيها على ضرورة "اضطلاع المواطنين بدور فعال في بناء الجيش عن طريق التعاون مع الجهات الأمنية والكشف عن أماكن تخزين الأسلحة والذخائر وتسليمها لمؤسسات الدولة ومنع أبنائهم من الالتحاق بالتشكيلات العسكرية الخارجة عن القانون، وعدم الاكتفاء برفع الشعارات المõطالبة ببناء الجيش". واعتبر اللواء العبيدي، تضيف الصحف، أن معركة بناء الجيش التي يخوضها الليبيون بعد انتصار الثورة "تدور في ظروف أفضل بكثير من ظروف المعركة التي خاضها الآباء والأجداد"، مõشيرا إلى أن الإمكانيات الكبيرة المõتاحة لليبيين اليوم "تتطلب منهم فقط الإخلاص والعزيمة والإرادة لبناء جيشهم". وفي سياق متصل، اهتمت الصحف بنشر وزارة الدفاع لوحدات من الجيش في أنحاء متفرقة من العاصمة طرابلس وضواحيها وذلك في إطار "خطة طوارئ" لتأمين العاصمة. وأوضحت الصحف أن وضع هذه الخطة الأمنية تم بناء على تكليف من رئيس المؤتمر الوطني العام وبتعليمات من وزير الدفاع وأمر من رئيس الأركان العامة للجيش الليبي وبتنسيق مع وزارة الداخلية، مشيرة إلى أن القوات التي انتشرت في العاصمة تنتمي إلى المنطقة العسكرية لطرابلس والمنطقتين العسكريتين الوسطى والغربية ومنطقة نفوسة. وأوردت الصحف أيضا نبأ اعتقال عناصر الأمن الليبية لستة أشخاص متورطين في الأعمال التي شهدتها مدينة بنغازي ومنها إطلاق النار على الحواجز الأمنية ومراكز الشرطة. وبخصوص التطورات الأخيرة التي تعرفها قضية الهجوم على مقر القنصلية الأمريكية في بنغازي شهر شتنبر من السنة الماضية، أوردت الصحف نفيا ل"قيادي إسلامي" يدعى أحمد أبو ختالة فند فيه أنباء تداولتها وسائل الإعلام الأمريكية مؤخرا وتفيد باتهام القضاء الأمريكي له بالضلوع في هذا الهجوم الذي أودى بحياة السفير الأمريكي في ليبيا وثلاثة من معاونيه. وشكلت الانتخابات البلدية والتشريعية المقررة في 12 أكتوبر المقبل الموضوع الرئيسي الذي استأثر باهتمام الصحف الموريتانية. فتحت عنوان "مقاطعة الانتخابات .. المعارضة مهددة بالانتحار السياسي" كتبت صحيفة (لورينوفاتور) أنه من المنتظر أن تعلن منسقية أحزاب المعارضة رسميا، اليوم الاثنين، عن موقفها المشترك من الانتخابات البلدية والتشريعية التي دعت الحكومة الهيئة الناخبة إلى المشاركة فيها يوم 12 أكتوبر المقبل. وقالت الصحيفة إنه باستقراء المواقف الفردية للأحزاب الرئيسية التي تشكل منسقية المعارضة فإن كفة خيار المقاطعة هي الراجحة عن كفة المشاركة في الاستحقاقات المقبلة "ما يعني في حالة التصديق على هذا القرار من طرف المنسقية انتحارا سياسيا جماعيا للمعارضة الموريتانية". وأضافت الصحيفة أن "منسقية المعارضة التي تناضل من أجل إقرار الديمقراطية وتعزيز الحريات لا يمكنها أن تبلغ هذا الهدف في ظل نظام الحزب الوحيد"، معتبرة أن "مقاطعة المعارضة الراديكالية والمعتدلة ستعود بالبلاد خطوات إلى الوراء". من جهتها، أشارت صحيفة (أخبار نواكشوط)، في مقال تحت عنوان "بوادر مقاطعة الانتخابات القادمة"، إلى أن معظم أحزاب منسقية المعارضة اتخذت قرارات بمقاطعة الانتخابات، موضحة أن المنسقية تتجه إلى اتخاذ قرار موحد بمقاطعة هذه الانتخابات خلال اجتماع مشترك لقادتها. وفي سياق متصل، ذكرت الصحيفة أن أحزاب المعاهدة من أجل التناوب السلمي المعروفة ب"المعارضة المحاورة" تجري نقاشات بشأن الموقف من الانتخابات القادمة، مضيفة أن هناك رأيا داخل هذه الكتلة المشكلة من ثلاثة أحزاب يقضي بخيار ثالث ويتمثل في الدعوة إلى تأجيل الانتخابات عن موعدها المحدد سلفا إلى حين حصول مزيد من التوافق السياسي بشأنها.