قال محمد الطوزي، أستاذ العلوم السياسية وأحد أعضاء لجنة إعداد دستور المملكة، إن قرار الملك محمد السادس سحب العفو عن الاسباني مُغتصِب الأطفال بالقنيطرة، "جاء في وقته ومحله، وهو ما سيُقوي بلا شك رصيده الشعبي داخل المجتمع المغربي". وأضاف الطوزي، في تصريحات لجريدة هسبريس الإلكترونية، بأن قرار سحب العفو الملكي عن ذلك المجرم الاسباني يبين أن "الأوضاع تتغير تدريجيا في البلاد، وهي مؤشر على التغيرات الإيجابية التي يعرفها المغرب" وتابع أستاذ العلوم السياسية، بأنه "رغم أن الحُكم قد يكون متسرعا على دلالات قرار الملك سحب عفوه عن سجين أجنبي أقر بالعفو عنه بمناسبة عيد العرش، غير أن قراره ذلك يعد سابقة في تاريخ إصدار العفو بالبلاد". وحول سؤال هسبريس بخصوص من قال إن التراجع عن العفو على الاسباني مغتصب الأطفال جاء نتيجة ضغوط الاحتجاجات في الشارع، أجاب الطوزي بأن الأمر لا يتعلق بالرضوخ لضغوطات تعرض لها الملك، بل إنه قرار يعتبر استجابة لمشاعر المغاربة". وبحسب الباحث في العلوم السياسية فإن "الملك يبدو أنه تقاسم مع المغاربة مشاعر الألم بعد أن علم بأن السجين الاسباني المعفى عنه ذو سوابق إجرامية شنيعة، وهو ما يشير إلى أنه لم يكن يعلم بحقيقة الموضوع، رغم أنه مسؤول عن توقيع قرارات العفو". وأردف الطوزي بأن "قرار إلغاء العفو يبرز بأن الملك شعر بقوة الصدمة التي أصيب بها الشعب المغربي على مستوى الشارع، فكانت استجابة هامة منه لما عبر عنه قطاع عريض من المغاربة، وهو ما يقوي الرصيد الوجداني والشعبي للملك عند الناس". وكان الملك محمد السادس قد قرر، مساء الأحد، سحب العفو الذي سبق أن استفاد منه المواطن الأسباني "دانيال غالفان فينا"، الذي أدين ب30 سنة سجنا نافذا بتهمة اغتصاب 11 طفلا مغربيا وتصويرهم بكاميرا رقمية، حيث سجل بلاغ للديوان الملكي أن هذا السحب الاستثنائي يأتي بقرار من الملك "اعتبارا للاختلالات التي طبعت المسطرة، ونظرا لخطورة الجرائم التي اقترفها المعني بالأمر، وكذا احتراما لحقوق الضحايا".